يتسبب الاحتباس الحراري في المزيد من الكوارث الطبيعية التي غالبًا ما تؤدي إلى عواقب مدمرة، بما في ذلك خسائر في الأرواح.

هذه الكوارث تكون على شكل ظواهر جوية متطرفة، مثل هطول الأمطار الغزيرة والجفاف وأمواج تسونامي والأعاصير والانهيارات الأرضية والانهيارات الثلجية والزلازل وحرائق الغابات.

الآن، ابتكر المهندسون المدنيون في جامعة موناش برنامجًا هو الأول من نوعه يُسمى GeoXPM، الذي يمكنه التنبؤ بالمكان الذي قد تحدث فيه الكوارث، ويمكنه أيضًا تقييم تأثير الحدث على البيئة المحيطة به، من أجل التخفيف من عواقبه.

يستطيع النموذج تقديم اقتراحات للخطوات التالية للكارثة التي يجب اتخاذها لتجنب الخسائر الفادحة في الأرواح، وإنقاذ أكبر قدر ممكن من الممتلكات.

أوّل نموذج برمجي متعدد المهام على مستوى العالم:

قيل في البيان: «هذا هو أول برنامج في العالم قائم على الجسيمات المستمرة، إضافةً إلى أنه متعدد الوظائف، لنمذجة وتوقع استجابات المواد الأرضية والهياكل الجغرافية في بداية الكوارث وما بعدها عبر عدة مستويات، بما في ذلك الصخور والتربة والمياه والمخاليط المعقدة منها، وذلك في حال زعزعة استقرار الهياكل الطبيعية مثل المنحدرات والتلال، أو فشل الهياكل الاصطناعية».

تم العمل بالتعاون بين فرق من الخبراء المحليين والدوليين، لتصميم هذا الحل الحاسوبي الفريد القادر على التنبؤ بالأحداث المتعلقة بالمناخ، وآثارها اللاحقة قبل وقت طويل من وقوعها.

أوضح ها بوي، الأستاذ المشارك من قسم الهندسة المدنية، وزميل في مركز الأبحاث الاسترالي ARC Future، ومؤسس مختبر موناش للجيوميكانيكا الحسابية MCG: «إن نمذجة أسوأ السيناريوهات وفهمها بالتفصيل يسمح لنا بتصميم تدابير مضادة يمكن أن تقلل من الخسائر، سواء في الأرواح أو الأضرار المادية».

يمكن أن تقترح الأداة إجراءات مضادة لتجنب أسوأ آثار الكوارث الجغرافية وإنقاذ الأرواح.

على سبيل المثال، في حالة فيضان السد، سيشير البرنامج إلى الحواجز التي يمكن أن تحول المياه بعيدًا عن المناطق المأهولة بالسكان والبنية التحتية الحيوية، ما يعني دفع المياه إلى مكان آمن حيث لا يمكن أن يحدث أي ضرر لحياة الإنسان، مع الحفاظ أيضًا على المنشآت الحيوية.

الظروف الجغرافية البيئية المعقدة:

أضاف بوي: «يمكن للنموذج GeoXPM التنبؤ بالسلوك والكوارث في ظل الظروف الجغرافية البيئية المعقدة، بما في ذلك تدفق المواد الحبيبية ذات السلوك المعقد لسوائل التربة، والتفاعلات في بنية التربة، وحتى كسر وتفتيت الصخور والخرسانة».

يقدم الباحثون مثالاً مرئيًا للأداة التي تعيد إنشاء مسار الحطام بعد انهيار منجم النحاس في بينغهام، وهي كارثة طبيعية مهمة.

تأتي هذه الأداة في وقت حرج، إذ كان الاحتباس الحراري مسؤولاً عن الانهيارات الطينية، والانهيارات الأرضية وغيرها من تدفقات الحطام التي تسبب مئات الوفيات كل عام، إضافة إلى ذلك، فقد شهد الكوكب أيضًا زيادة في العواصف والفيضانات والجفاف وحرائق الغابات التي يمكن أن تسبب أضرارًا لا حصر لها، ما يُلزِم شركات التأمين بدفع تعويضات تُقَدَّر بمليارات الدولارات.

يمكن أن تستخدم شركات التأمين والسلطات المحلية هذا النموذج لتجنب أسوأ الكوارث وإنقاذ الأرواح البشرية، إذ يبدو أن تأثير تغيّر المناخ يتزايد حتى مع وجود الكثير من المحاولات للحد منه، وهذه الأنواع من الأدوات قد تعني الفرق بين الحياة أو الموت.

مثل هذه الابتكارات هي التي قد تسمح للبشرية بمواجهة أسوأ ما في ظاهرة الاحتباس الحراري، لتجنب زيادة عدد القتلى أو تدمير المنشآت.

اقرأ أيضًا:

بدء ظاهرة النينو والعلماء يتوقعون أن يحطم عام 2024 كل درجات الحرارة القياسية

تغير المناخ قد يؤثر في استقرار المنازل والأبنية على سطح الأرض

ترجمة: أحمد عضيم

تدقيق: نور حمود

المصدر