مرض الارتجاع المعدي المريئي Gastroesophageal reflux disease) :(GERD اضطراب طويل الأمد ينتقل فيه حمض المعدة إلى المريء. يُصاب كثير من الأشخاص من حين إلى آخر بالارتجاع المعدي المريئي (GER)، ولكن إذا كان الشخص يواجه الارتجاع الحمضي (الجزر الحمضي) المستمر، أي أكثر من مرتين في الأسبوع، عندها يمكن تشخيص هذا الشخص بداء الارتجاع المعدي المريئي، وباختصار يُعد مرض الارتجاع المعدي المريئي حالةً منتظمةً طويلة الأمد للارتجاع المعدي المريئي (أي عندما يتحول الاضطراب إلى حالة متكررة بانتظام وعلى فترة طويلة من الزمن، عندها نقول عن هذا الاضطراب بأنه مرض).

حقائق سريعة عن مرض الارتجاع المعدي المريئي:

  •  قد يسبب انتقال حموضة المعدة إلى المريء ضررًا خطيرًا للأنسجة.
  •  يمكن أن ينتج المرض عن الخلل الوظيفي للصمام في أعلى المعدة ونهاية المريء.
  •  يمكن أن يساعد الحفاظ على الوزن الصحي وترك التدخين وتقليل التوتر على خفض خطر الإصابة بالمرض.
  • قد يتضمن علاج المرض استخدام مثبطات مضخة البروتين ومضادات الحموضة وغيرها من الأدوية بالإضافة لتغييرات في نمط الحياة.

ما هو مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD)؟

مرض الارتجاع المعدي المريئي: اضطراب تتدفق فيه حموضة المعدة بشكل مستمر ومنتظم لداخل المريء. قد يُشار أيضًا للمريء بأنبوب الطعام الذي ينقل الطعام من الفم للمعدة. ويسبب الحمض في المريء حرقة فؤاد المعدة (فم المعدة) وأعراضًا أخرى بالإضافة لإمكانية تضرر النسيج.

يقول المجلس الأمريكي للجهاز الهضمي: يوجد على الأقل 15 مليون أمريكي أو ما نسبته 20% من الأمريكيين يعانون يوميًا من حرقة فؤاد المعدة.

الأسباب

الارتجاع الحمضي نادر الحدوث شائع بشكل كبير، ويحدث غالبًا نتيجةً للإفراط في الأكل والاستلقاء بعد الأكل أو تناول أطعمة معينة. ولكن الارتجاع الحمضي المتكرر والمشخَّص كداء الارتجاع المعدي المريئي له عادةً أسباب وعوامل خطر أخرى، كما قد يؤدي لمضاعفات أخطر.

ويحدث مرض الارتجاع المعدي المريئي عند الأشخاص بجميع الأعمار، وأحيانًا لأسباب غير معلومة. بالمختصر يظهر المرض عندما تضعف العضلة العاصرة في أسفل المريء أو عندما تفتح هذه العضلة في الأوقات التي يجب ألا تنفتح فيها.

يظهر المرض بشكل أكثر شيوعًا عند:

  •  الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن أو السمنة، بسبب ارتفاع الضغط على البطن.
  •  الحوامل بسبب ارتفاع الضغط أيضًا.
  •  تناول أدوية معينة بما في ذلك بعض أدوية الربو وحاصرات قنوات الكالسيوم ومضادات الهيستامين والمهدئات ومضادات الاكتئاب.
  •  التدخين والتعرض للتدخين السلبي.

تتسبب بالارتجاع المعدي المريئي حالة تُسمى الفتق الحجابي (فتق الفرجة الحجابية)، حيث تؤدي الفتحة في الحجاب الحاجز لتحرُّك أعلى المعدة نحو داخل الصدر، وهذا يؤدي لانخفاض الضغط في العضلة العاصرة في المريء، ورفع خطر الإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريئي.

الأعراض

تُعتبر حرقة فؤاد المعدة الإشارة الأساسية للمرض، (حرقة المعدة: شعور بعدم الارتياح وراء عظم الصدر كإحساس بالحرقة، ويميل هذا الشعور إلى أن يزداد سوءًا إذا كان الشخص مستلقيًا أو منحينًا، وأيضًا بعد تناول الطعام).

ولكن لا يعاني جميع مرضى الارتجاع المعدي المريئي من حرقة فؤاد المعدة، وهناك أعراض أخرى محتملة:

  •  غثيان أو قيء.
  •  رائحة الفم الكريهة.
  •  مشاكل تنفسية.
  •  صعوبة أو ألم أثناء البلع.
  •  نخر.

المضاعفات

يمكن أن يتفاقم مرض الارتجاع المعدي المريئي ويتحول لحالات أخرى إذا لم يُعالج، وتضم هذه الحالات:

  •  التهاب المريء.
  •  تضيق المريء: يضيق المريء في هذه الحالة ويصعب من عملية البلع.
  •  مريء باريت (Barrett’s esophagu): تتحول البطانة الخلوية للمريء لخلايا مشابهة لبطانة الأمعاء، وقد يتطور ذلك للسرطان.
  •  مضاعفات تنفسية: يمكن أن تنتقل حموضة المعدة للرئتين، وقد يسبب ذلك مجموعةً من المشاكل منها احتقان الصدر، وبحة في الصوت، والربو، والتهاب الحنجرة، والنزلة الصدرية.

التشخيص

يجب أن يتواصل أي شخص مع الطبيب إذا كان يعاني من أعراض الارتجاع الحمضي المتكرر، إذ يمكن أن يشير الطبيب عليهم أن يزوروا أخصائي الجهاز الهضمي لإجراء مزيد من الفحوصات.

وهناك العديد من طرق التشخيص الممكنة، وتضم:

  •  مراقبة درجة الحموضة pH والمعاوقة للمريء: يقيس هذا الاختبار كمية الحمض في المريء أثناء أوضاع الجسم المختلفة كالأكل والنوم.
  •  تنظير الجهاز الهضمي العلوي: يتكون هذا من أنبوب موصول بكاميرا ويُستخدم لفحص المريء، كما يمكن استخدامه لأخذ عينة صغيرة للأنسجة (خزعة) في نفس الوقت.
  •  فحوصات الجهاز الهضمي العلوي بالأشعة السينية (Upper GI series): وهي نوع من الأشعة السينية تظهر تشوهات بدنية معينة قد تكون السبب وراء مرض الارتجاع المعدي المريئي.
  •  قياس الضغط المريئي: يقيس هذا الاختبار التقلصات العضلية في المريء أثناء عملية البلع، كما يمكن أن يقيس قوة العضلة العاصرة.
  •  مراقبة درجة حموضة pH المريء عن طريق إشارات برافو اللاسلكية: توصَل كبسولة صغيرة مؤقتة للمريء، وتقيس هذه الكبسولة الحموضة بشكل مستمر ولمدة 48 ساعة.

علاج الارتجاع المعدي المريئي

يعالَج مرض الارتجاع المعدي المريئي دائمًا بالأدوية قبل تجريب الخيارات العلاجية الأخرى، وتُعد مثبطات مضخة البروتين واحدةً من خيارات العلاج الدوائية الأساسية للأشخاص المصابين بهذا المرض، إذ تخفض هذه المثبطات من كمية الحموضة المنتَجة من المعدة.

خيارات دوائية أخرى:

  •  حاصرات مستقبل الهيستامين 2: وهي خيار آخر للمساعدة في تقليل إنتاج الحمض.
  •  مضادات الحموضة: تواجه هذه الأدوية حموضة المعدة بالمواد الكيميائية القلوية، ويمكن أن تؤدي لآثار جانبية كالإسهال والإمساك، كما أن مضادات الحموضة متاحة للشراء على الإنترنت.
  •  (Prokinetics): تساعد هذه على تفريغ المعدة بشكل أسرع، وقد تؤدي للإسهال والغثيان والقلق.
  •  الإريثروميسين: مضاد حيوي يساعد أيضًا على تفريغ المعدة.

الخيارات الجراحية

قد يوصي طبيب الجهاز الهضمي بالخيار الجراحي إذا لم تحسن التغييرات في نمط الحياة من أعراض المرض بشكل كبير أو لم تحقق الأدوية التأثير المرجو، ويشمل العلاج الجراحي:

● تثنية القاع (Fundoplication): يخيط الجراح في هذه العملية أعلى المعدة بمحيط المريء، وهذا يزيد من الضغط على النهاية السفلية للمريء وينجح بشكل عام في التقليل من الارتجاع.

● عمليات التنظير الداخلي (Endoscopic (procedures: مجموعة من الإجراءات وهي على نوعين: الخياطة بالمنظار، وتستخدم هذه العملية القطب (الغرز) لشد العضلة العاصرة، ويشمل النوع الثاني الترددات اللاسلكية التي تستخدم الحرارة لإحداث حروق صغيرة للمساعدة على شد العضلة العاصرة.

الوقاية

يمكن أن تساعد التغييرات الأخرى في نمط الحياة والسلوكيات على تهدئة المرض، وتضم:

  •  تناول كميات متوسطة من الطعام وتجنب الإفراط في الأكل.
  •  التوقف عن تناول الطعام قبل النوم بمدة 2-3 ساعات.
  •  الإقلاع عن التدخين أو تخفيفه وتجنبه.
  •  خسارة الوزن، إذ تساعد في الوقاية من الأعراض إذا كان الشخص بدينًا.
  •  عدم ارتداء ألبسة ضيقة حول البطن.
  •  النوم بوضع زاوية خفيفة مع رأس مرفوع قليلًا.

الحمية

قد تؤدي أطعمة معينة للارتجاع المعدي المريئي عند بعض الأشخاص، وتشمل:

  •  الأطعمة الدهنية.
  •  الأطعمة المتبلة.
  •  الشوكولاتة.
  •  النعناع.
  •  القهوة.
  •  الأطعمة التي تحتوي مشتقات البندورة.
  •  المشروبات الكحولية.

إذا تجنبت هذه الأطعمة وما زلت تعاني من حرقة فؤاد المعدة المنتظم، فمن المهم زيارة الطبيب؛ فقد تكون هناك مشاكل خفية أخرى تسبب الأعراض.

أسماء أخرى للمرض:

  • داء الارتداد المعدي المريئي (GERD)
  • داء الجزر المعدي المريئي
  • ارتجاع المريء
  • ارتجاع معدي مريئي

اقرأ أيضًا:

مريء باريت: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

تعذر الارتخاء المريئي أو اللا ارتخائية Achalasia

عسر الهضم: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

هل يمكن للرمان تقديم المفتاح ل علاج داء الأمعاء الالتهابي ‎ IBD؟

هل يساعد خل التفاح على التخلص من ارتجاع الأحماض وحرقة المعدة ؟

ترجمة: عدي بكسراوي

تدقيق: تسنيم الطيبي

المصدر