ترتبط العضلات الوربية مع الأضلاع، وعند التنفس عادةً ما تنقبض وتؤدي لتحرك الأضلاع إلى الأعلى. وفي الوقت نفسه، ينخفض الحجاب الحاجز -وهو عضلة رفيعة تفصل بين الصدر والبطن- إلى الأسفل وتمتلئ الرئتين بالهواء. عندما يكون هناك انسداد جزئي في مجرى الهواء العلوي أو القصبات الهوائية في الرئتين، لا يمكن للهواء أن يتدفق بحرية، ما يؤدي إلى انخفاض الضغط في هذا الجزء. ونتيجةً لذلك، تنقبض العضلات الوربية بشكل حاد إلى الداخل. وهذا ما يعرف باسم التراجعات الوربية.

ما الذي يسبب هذه التراجعات الوربية؟

يمكن أن تسبب العديد من الحالات انسدادًا في المسالك الهوائية وتؤدي إلى التراجعات الوربية.

 أمراض الجهاز التنفسي الشائعة لدى البالغين:

بعض أمراض الجهاز التنفسي أكثر شيوعًا عند البالغين، مع أنها تحدث عند الأطفال أيضًا. سنوردها فيما يلي.

الربو: هو حالة مزمنة تسبب التهابًا وتضيقًا في الشعب الهوائية. وهذا يؤدي إلى الصفير وصعوبة في التنفس وضيق الصدر. يعاني حوالي 25 مليون شخص في الولايات المتحدة من الربو، حسب المعهد الوطني للقلب والرئة والدم.

الالتهاب الرئوي: يحدث عندما تلتهب الرئتان بسبب الإصابة بعدوى ما. يمكن أن يكون خفيفًا جدًا في بعض الحالات ومهددًا للحياة في حالاتٍ أخرى. أيضًا يمكن أن يسفر عن مضاعفات خطيرة، خاصة عند كبار السن ومن يملكون جهازًا مناعيًا ضعيفًا.

التهاب لسان المزمار: يحدث عندما يتورم الغضروف الذي يغطي الجزء العلوي من الرغامى (القصبة الهوائية)، مانعًا بذلك وصول الهواء إلى الرئتين. وهذه حالة طبية طارئة مهددة الحياة.

 أمراض الجهاز التنفسي الشائعة لدى الأطفال

تحدث هذه الحالات بشكل شائع عند الأطفال.

متلازمة الضائقة التنفسية: تحدث عندما تنهار الحويصلات الهوائية في رئتي الأطفال حديثي الولادة. وتسبب صعوبة شديدة في التنفس. وهي أكثر شيوعًا عند الأطفال الخدج لأن أجسادهم غير قادرة على تشكيل مادة تسمى بالمادة الفعالة surfactant التي تساعد على إبقاء الحويصلات الهوائية في الرئتين مفتوحة.

غالبًا ما تحدث هذه بعد الولادة بفترة قصيرة ويمكن أن تؤدي إلى تلف الدماغ ومضاعفات خطيرة أخرى إذا لم يتلقَّ الطفل علاجًا سريعًا.

الخرّاج خلف البلعوم: هو تراكم للقيح ومواد أخرى في الجزء الخلفي من بلعوم الطفل. يحدث هذا في الغالب عند الأطفال دون سن 5 سنوات، ويتطلب علاجًا طبيًا سريعًا وأحيانًا عملية جراحية لمنع انسداد المسالك الهوائية.

التهاب القصيبات: ويحدث عند إصابة القصيبات بفيروس. غالبًا مايصيب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر ويكون أكثر شيوعًا خلال فصل الشتاء. عادة ما يمكن علاج هذه الحالة في المنزل. إذا كان الطفل يعاني تراجعات وربية أو كان يشعر بصعوبة في أثناء التنفس بسبب التهاب القصيبات، فيجب طلب الرعاية الطبية على الفور. يختفي التهاب القصيبات في العادة خلال أسبوع تقريبًا.

الخناق: تلتهب فيه القصبات الهوائية والأحبال الصوتية لدى الطفل بسبب فيروس أو بكتيريا. ويسبب سعالًا عاليًا ونباحيًا (الخانوق). عادة ما يكون الأمر أسوأ عند الأطفال دون سن 3 سنوات لأن المسالك الهوائية عندهم أصغر. يعتبر الخناق حالة مرضية خفيفة يمكن علاجها في المنزل. ومع أنّ التراجعات الوربية لا تترافق عادة مع الخناق، لكن في حال ملاحظة أعراضها يجب طلب الرعاية الطبية.

 استنشاق جسم غريب

عند استنشاق أو ابتلاع جسم غريب وانحشاره في المجاري الهوائية، فسيسبب مشكلات في التنفس. يؤدي وجود جسم غريب في الرغامى إلى حدوث تراجعات وربية. وهذا أكثر شيوعًا عند الأطفال الصغار لأنهم أكثر عرضة لاستنشاق أو ابتلاع جسم غريب عن طريق الخطأ.

 التأق (فرط الحساسية)

يحدث التأق عندما يؤدي شيء ما، مثل الطعام أو الدواء، إلى رد فعٍل تحسسيٍّ خطير. يحدث ذلك عادةً خلال 30 دقيقة من التعرض لمسببات الحساسية.

ويمكن أن يؤدي إلى تضييق المسالك الهوائية ومن ثم إلى مشكلات حادة في التنفس. تعد هذه حالة طبية طارئة ويمكن أن تؤدي إلى الموت إذا لم تعالج.

ما هي خيارات العلاج للتراجعات الوربية؟

الخطوة الأولى في العلاج هي مساعدة الشخص المصاب على التنفس مرةً أخرى. يمكن إعطاء الأكسجين أو أدوية من شأنها تخفيف أي تورم في الجهاز التنفسي. يجب إخبار الطبيب بكامل تفاصيل الحالة، مثل عدد مرات حدوث التراجعات، أو وجود مرض ما، أو وجود أي أعراض أخرى. إذا كان الطفل هو الذي يتلقى العلاج، فيجب إخبار الطبيب فيما إذا كان قد ابتلع جسمًا صغيرًا أو إذا كان الطفل مريضًا.

عندما يكون التنفس مستقرًا، يعالج الطبيب الحالة المرضية المسببة. تعتمد الطرق المستخدمة في العلاج على الحالة التي تسببت في حصول التراجعات الوربية.

ماهي التوقعات على المدى الطويل بعد تلقي العلاج؟

لا تعود التراجعات الوربية بمجرد تلقي العلاج الناجح لوضعها الطبيعي. تتطلب بعض الحالات مثل الربو أن يكون المرء يقظًا لملاحظة وضبط الأعراض. يمكن أن يؤدي إهمال الوضع الصحي المسبِّب للتراجعات الوربية إلى الانتكاس.

تعتمد التوقعات على ماهية الحالة ومدى خطورتها. تساعد كل من العناية بالصحة والتواصل مع الطبيب على تجنب أي محفزات قد تسبب انتكاسًا، وعلى الحفاظ على حالة صحية جيدة. في حال كان المرء يعاني وضعًا صحيًا يمكن أن يؤدي إلى التراجعات الوربية، فقد يساعد وضع خطة طوارئ على تخفيف القلق والتوتر.

كيف يمكن منع التراجعات الوربية؟

لا يمكن منع التراجعات الوربية نهائيًّا، ولكن يمكن تقليل خطر الإصابة ببعض الحالات التي تسببها.

يمكن المساعدة في الوقاية من العدوى الفيروسية عن طريق تجنب الاختلاط مع الأشخاص المرضى، وغسل اليدين ومسح الطاولات والأسطح الأخرى في المنزل في حال إصابة أحد القاطنين به.

بالنسبة للأفراد الذين يعانون حساسيةً تجاه بعض الأشياء، فيجب عليهم تجنبها. يمكن أن يساعد هذا في تقليل خطر الإصابة بالتأق.

يمكن تقليل خطر استنشاق الطفل لجسم غريب عن طريق إبقاء الأشياء الصغيرة بعيدة عن متناوله وتقطيع الطعام إلى قطع صغيرة يسهل مضغها وبلعها.

اقرأ أيضًا:

الربو: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ضيق النفس: الأسباب والعلاج

ترجمة: تيماء الخطيب

تدقيق: علام بخيت كباشي

المصدر