التقرير التلخيصي للحدث الذي أقامته مبادرة
«أنا أصدق العلم–I Believe in Science»
في اللاذقية – سوريا


مقدمة:

في ظل الأوضاع التي تعيشها المنطقة العربية، والجهل والتخلف الذي ينخر بمجتمعاتنا ويتربص بمستقبلها، نشأت مبادرة «أنا أصدق العلم»، كانت الوحيدة في الساحة، والأولى من نوعها، فكان الواقع العربي المتصدع هو المحفّز الأول لانبثاق المبادرة ولتحديد هدفها؛ ألا وهو عدم السماح للضعف في لغة أجنبية عند عربيٍ ما بالحيلولة دون وصوله للمعلومة العلمية أو دون احتكاكه بحافة العلم والتقدم العلمي في الدول المتقدمة.

حققت «أنا أصدق العلم» نجاحاتٍ كبيرة مما دفعها للنمو والتوسع، وحتى الآن فإن النمو والتوسع المذكورين هما مستمران بشكل متزايد ومتسارع تلبيةً للحاجات المتنوعة للشاب العربي على وجه الخصوص والقراء العرب على وجه العموم، وأملًا في زيادة وتضخيم الإنجازات التي تحققها مبادرتنا في المجتمعات العربية.

تماشيًا مع هذا الطموح، أردنا أن نتواجد على الأرض ولأول مرة، مع القراء، فاتخذنا القرار بإقامة ندوة علمية يقيمها بعض من متطوعينا، واخترنا سوريا كبداية، رغم الظروف الصعبة والحرب الشعواء، إلا أننا أردنا إيصال الرسالة؛ ألا وهي أن العلم هو أساس التحضر والتقدم والازدهار في أي مجتمع، ولا يجب التخلي عنه وعن دعمه ونشره مهما كانت الظروف.

واخترنا مؤسسة تعليمية من أجل هذا الغرض، وهي جامعة تشرين، لاستضافة الحدث إيمانًا مِنّا بأن المؤسسات التعليمية هي المكان الطبيعي للعلم، بالإضافة إلى أننا أردنا استهداف الفئة الشبابية والطلابية بشكل خاص لكونهم بناة المستقبل القريب.

تقرير الندوة

عنوان الندوة: لماذا نصدق العلم؟

المكان: النادي السينمائي في مبنى الاتحاد الوطني لطلبة سوريا – فرع جامعة تشرين – اللاذقية.

الزمان: 30/11/2016 في تمام الساعة 12 ظهرًا.

التحضير والمشاركة:

كان لعملية التحضير للندوة صعوبات جمّة، فقد شكّل انعدام الدعم المادي واللوجستي وضعف الإمكانيات المتاحة عبئًا ثقيلًا على فريق العمل، وكاد ذلك أن يتسبب بإلغاء الندوة في عدة مناسبات قبل الإعلان عنها.

لم يُعلن عن الندوة والترويج لها إلا في يوم 28/11/2016 أي قبل موعد الحدث بيومين فقط!

ويعود ذلك إلى عدم إمكانية التأكد من حجز صالة النادي السينمائي نظرًا لأن طلب الحجز بقي تحت الدراسة فترة طويلة لم يتوقعها فريق العمل.

ابتدأ العمل عن تأكيد حجز الصالة، قبل يومين من الموعد، وشارك في الفعالية متطوعو المبادرة، وهم طلاب في جامعة تشرين من مختلف الاختصاصات، وطبعًا بمساعدة بعض أصدقائهم نظرًا لقلة عدد فريق العمل بشكل كبير، وكانت المهام كالتالي:

إلياس سعود – المشرف العام والمضيف.

بشار غليوني – مشرف ومحرر محتوى.

بشار رمضان، فرح مهنا، سارة عمار، مصطفى بجود، علي حسن، داليا المتني، رغد سليمان – محررو محتوى.

لين مهنا، لين فارس، عالية سلمان، ميرا جندي، محمود عيسى، نبال الشبل – منظمون.

سومر سمرا – مصوّر.

بداية الندوة:

عند حلول الموعد كان الطقس عاصفًا مع تهاطل أمطار غزيرة، إلا أن ذلك لم يمنع فريق العمل من الالتزام، فحضروا وأجروا التجهيزات اللازمة، إلا أنهم أخّروا موعد ابتداء الفعالية لمدة نصف ساعة مراعاةً للأشخاص الذين قد اضطروا لأن يتأخروا بسبب الظروف الجوية.

افتُتحت الندوة بكلمة من إدارة المبادرة، ثم دخلت الفعالية بقسمها الأول وهو عرض لبعض من آخر أخبار العلم وإنجازاته.

ألقى بشار رمضان مقطع أخبار الفيزياء والفضاء والتكنولوجيا، وتناول فيه بعض المستجدات العلمية التي تصدرت العناوين في الفترة الأخيرة، كالطابعات ثلاثية الأبعاد واكتشاف موجات الجاذبية عبر مرصد «LIGO» وعرض مقارنة لحجوم الأجرام الفضائية بحسب آخر المعطيات المتوفرة لدينا.

وبعد ذلك انتقلنا إلى آخر مستجدات الطب والبيولوجيا، ألقتها فرح مهنا، وتناولت الفقرة بعض الإنجازات الطبية المذهلة، كآخر أساليب معالجة مرض السكري، والأهم من ذلك هو الإنجاز العظيم كريسبر (CRISPR) الذي يعتبر على حافة المعرفة فيما يتعلق بآليات العلاج الجيني.

عند انتهاء قسم الأخبار، تلاه قسم المنهج العلمي، لمحة عنه وعن تاريخه، إذ تناولت الفقرة أسس المنهج العلمي، كالتشكيك والفضول والمنطق مثلًا، والتي تفسّر إلى حد كبير إنجازات العلم على مر التاريخ وحتى الآن، بالإضافة إلى التعريف بأوائل الأشخاص الذين وضعوا أسس هذا المنهج، العرب منهم والأعجميون.

تشارك بإلقاء هذا القسم كل من سارة عمار ومصطفى بجود.

ثم أُلحِقَت فقرة التوثيق والاستشهاد في العلم بفقرة المنهج العلمي، وعُرضت فيها أهمية التوثيق في العلم والبحث العلمي، وأساليب الاستشهاد وأنواعه، وكون ذلك جزءًا هامًا من المنهج العلمي.

وألقى هذه الفقرة علي حسن.

وأعلنت فقرة الاستشهاد والتوثيق نهاية قسم المنهج العلمي، وتلاها قسم العلم الزائف.

تحدثت هذه الفقرة عن خطورة العلم الزائف على العلم والمجتمع والأفراد، وأساليب كشفها واستدراكها وتفنيدها.

فتناولت الفقرة بعضًا من أكثر العلوم الزائفة شيوعًا في مجتمعاتنا، كالبرمجة اللغوية العصبية وعلوم الطاقة وعلم الأبراج فضلًا عمّا يُعرف بـالطب البديل أو طب الأعشاب وغيرها.

وألقى هذه الفقرة كل من داليا المتني وبشار غليوني.

ويجدر بالذكر أننا فتحنا باب الأسئلة والمناقشة والتفاعل بين فريق العمل والحضور بعد انتهاء هذا القسم، فكانت بالفعل مناقشة وعدة أسئلة هامة، إلا أن ضيق الوقت وإلزام فريق العمل بموعد حجز الصالة حال دون المزيد من التفاعل والنقاش، وما أدى أيضًا إلى الاستعجال في الفقرتين التاليتين واختصار العديد من محتواهما.

وكانت الفقرة التالية هي لمحة عن نظرية التطور وعرض فيديو لخط الإنسان التطوري منذ أحاديات الخلية وحتى الآن، بالإضافة إلى ذكر وتصحيح أهم المغالطات الشائعة عن نظرية التطور وعرض بعض الأدلة الواضحة عليها.

ألقت رغد سليمان هذه الفقرة.

ثم خُتمت الندوة بلمحة سريعة (نظرًا لضيق الوقت) عن ظاهرة التغيّر المناخي، مسبباته الرئيسية وسلوكه وتأثيراته الكارثية على كوكبنا وعلى نمط حياتنا الحالي فضلًا عن تهديده للحياة بحد ذاتها على كوكب الأرض، ونوهت الفقرة هذه إلى إمكانية إيقاف هذه الظاهرة وعكسها عبر تمويل ودعم العلم الذي قدم لنا وسائل نظيفة ومتجددة لإنتاج الطاقة، كما تمثّل هذه الفقرة دعوة لحماية العلم وتبنيه في جميع مجالات الحياة اليومية الخاصة والعامة.

ألقى إلياس سعود هذه الفقرة.

اختتم الحدث بتوجيه بعض كلمات الشكر لبعض من أعضاء الكادر التدريسي في الجامعة وللحضور.

ويجدر بنا شكر شاب من حمص طالب في صف الثانوية العامة، الذي سافر وحيدًا من مدينة حمص خصوصًا من أجل حضور الندوة، حتى أنه أثار استغراب فريق العمل كونه أتى وحيدًا في ظل الظروف الأمنية التي تشهدها سوريا فضلًا عن الطقس العاصف والمطر المنهمر، لكن يبدو أن حب هذا الشاب للعلم كان أكبر من الظروف.

شكرًا لك على حضورك يا غيث، ونتمنى أن يتواجد في بلادنا المزيد من الشبان بحماستك هذه.

ويبقى الأمل في زيادة كمية هذا النوع من الفعاليات في الجامعات والمجتمعات العربية، ودعمها ورعايتها ونشرها.

تنويه:

سُجلت عدة فيديوهات في هذه الندوة، وستعرض عليكم أعزاءنا فور تجهيزها.