التهاب السحايا بالمستخفيات هو أحد أنواع التهاب السحايا تسببه المستخفيات وهي فطور شائعة تسمى كريبتوكوكس تنتشر في التربة وفضلات الطيور، والتهاب السحايا عمومًا هو عدوى تصيب الأغشية المبطنة للجمجمة والنخاع الشوكي.

يصيب التهاب السحايا بالمستخفيات الأشخاص ضعيفي المناعة بسبب إصابتهم بأمراض أخرى، قد يكون لالتهاب السحايا بالمستخفيات آثار دائمة أو مميتة إن لم يعالج جيدًا.

من النادر أن يُصاب شخص سليم بالتهاب السحايا بالمستخفيات، إذ إن أغلب المصابين به يعانون ضعف جهازهم المناعي بسبب إصابتهم بمرض آخر مثل الإيدز أو تليف الكبد.

الأعراض:

تتطور أعراض التهاب السحايا بالمستخفيات تدريجيًا في أغلب الأحيان خلال بضعة أيام إلى أسابيع بعد التعرض للفطور.

قد يعاني المصاب بالتهاب السحايا بالمستخفيات الأعراض التالية:

  • ألمًا في الرأس.
  • استفراغًا وغثيانًا.
  • التعب.
  • الارتباك والهلوسة.
  • تغيرات في الشخصية.
  • حساسية للضوء.
  • حمى.
  • تشنج الرقبة.
  • تشوش الرؤية.

قد يكون صعبًا تحديد الإصابة بالتهاب السحايا بالمستخفيات إذ إن كثيرًا من أعراضه مشابهة للآثار الجانبية للأدوية التي تُعطى لعلاج الأمراض المسببة لضعف المناعة.

قد يسبب التهاب السحايا بالمستخفيات أعراضًا أكثر خطورة إن لم يُعالج، تتضمن:

  • سوائل في الدماغ.
  • غيبوبة.
  • فقدان السمع.

من الممكن أن يصبح التهاب السحايا بالمستخفيات مميتًا إن لم يُعالج بسرعة، خاصةً عند المصابين بفيروس العوز المناعي البشري أو الإيدز.

الأسباب:

يحدث التهاب السحايا بالمستخفيات بسبب نوعين من فطور المستخفيات:

المستخفية المورمة: وهي السبب وراء أغلب حالات التهاب السحايا بالمستخفيات، يشيع وجود هذا النوع في التربة وينتشر عبر فضلات الطيور.

المستخفية الغاتية: لا يوجد هذا النوع في التربة لكنه ينتشر في كثير من الأشجار مثل شجر الكينا.

لا تسبب المستخفية الغاتية العديد من الإصابات مثل المستخفية المورمة، لكنها على الأرجح قادرة على إحداث التهاب السحايا بالمستخفيات لدى الأفراد السليمين.

عوامل الخطر:

التهاب السحايا بالمستخفيات مرض نادر نسبيًا، ومعظم الأشخاص الأصحاء السليمين ليسوا في خطر للإصابة به، إذ إنه يشيع عند من يملكون جهازًا مناعيًا ضعيفًا.

الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بالتهاب السحايا بالمستخفيات هم غالبًا مصابون بأحد الأمراض التالية:

  • الإيدز.
  • السكري.
  • سرطان الدم.
  • تليف الكبد.
  • لديهم عضو مزروع.

تزداد الإصابة بالتهاب السحايا بالمستخفيات عند من يعانون من تعداد قليل لخلايا CD4، تُعرف هذه الخلايا أيضًا باسم الخلايا التائية وهي نوع من خلايا الدم البيضاء وجزء حيوي من الجهاز المناعي.

غالبًا ما يكون للمصابين بالإيدز تعداد قليل من خلايا CD4، لذلك يكونون أكثر عرضةً للإصابة بالتهاب السحايا بالمستخفيات.

انتقال العدوى:

لا تنتقل فطور المستخفيات من شخص لآخر، بل تصيب الأفراد باستنشاقهم جزيئات من التربة الملوثة بفضلات الطيور.

تصيب الفطور الجسم أولًا ثم تنتشر العدوى إلى الجهاز العصبي المركزي لتنتهي بالإصابة بالتهاب السحايا بالمستخفيات.

التشخيص:

يشخص الطبيب التهاب السحايا بالمستخفيات بتقييم أعراض المصاب ومعرفة تاريخه الطبي، قد يجري الطبيب بزلًا قطنيًا إن رجح الإصابة بالتهاب السحايا بالمستخفيات وذلك لتأكيد التشخيص.

في أثناء البزل القطني، يُدخل الطبيب إبرةً داخل العمود الفقري للمصاب -فوق وركيه مباشرةً- بهدف استخراج عينة من السائل الشوكي.

تُفحص العينة للبحث عن إشاراتٍ للعدوى ولتأكيد ما إذا كانت فطور المستخفيات هي سبب المرض.

قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات دموية بالإضافة إلى البزل القطني.

العلاج:

يستخدم الأطباء مضادات الفطور لعلاج التهاب السحايا بالمستخفيات، تتضمن مضادات الفطور الشائعة التي تستخدم لعلاج المرض ما يلي:

  • أمفوتريسين ب.
  • فلوكونازول.
  • إتراكونازول.
  • فلوسيتوزين.

غالبًا ما يُشارك الأطباء دواء أمفوتريسين ب مع دواء فلوكونازول، ويمكن إعطاء ذلك المزيج وريديًا ولا بأس باستخدامه لفترات طويلة.

يُراقَب المريض بحرص في أثناء العلاج إذ إن كلا الدوائين السابقين قد يُحدثا تأثيرات جانبية خطيرة تتضمن الفشل الكلوي.

حالما تغيب علامات للإصابة بالتهاب السحايا بالمستخفيات من عينة السائل الشوكي، سيعدل الطبيب على الأرجح على وصفة الأدوية ويوقف إعطاء دواء أمفوتريسين ب ليخفف من خطر الإصابة بمشاكل كلوية.

قد يقترح الطبيب في بعض حالات الإصابة أن يصرّف بعض السائل الشوكي، من شأن ذلك أن يخفف الضغط على الدماغ.

المضاعفات:

من المحتمل أن يُصاب المريض بمضاعفات ناتجة عن التهاب السحايا بالمستخفيات أو عن الأدوية الموصوفة للعلاج.

قد تتضمن مضاعفات الإصابة بالتهاب السحايا بالمستخفيات ما يلي:

  • عدوى فطرية متكررة.
  • نوبات.
  • فقدان السمع.
  • أذى دماغي.
  • تشكل فائض من السائل في الدماغ.
  • قد تتضمن مضاعفات العلاج بدواء أمفوتريسين ب ما يلي:
  • أذىً كلويًا.
  • ألمًا في المفاصل والعضلات.
  • حمى.
  • استفراغًا وغثيانًا.

التوقعات:

يعاني أغلب المصابين بالتهاب السحايا بالمستخفيات مرضًا آخر كامنًا يُضعف جهازهم المناعي.

منذ أن انتشر العلاج المضاد للفيروسات القهقرية ازدادت حالات الإصابة بالتهاب السحايا بالمستخفيات بين مرضى الإيدز بنسبة 90% في الولايات المتحدة الأمريكية.

التهاب السحايا بالمستخفيات غير شائع حاليًا في الولايات المتحدة لكنه ما زال كثير الانتشار في البلدان ذات نسب الإصابة الأعلى بالإيدز حيث يكون العلاج المضاد للفيروسات القهقرية أقل توفرًا.

غالبًا ما تتكرر الإصابة بعدوى التهاب السحايا بالمستخفيات بعد العلاج، لذلك يتلقى أغلب الذين أصيبوا بالمرض أدويةً مضادة للفطريات لمنع تكرار الإصابة.

اقرأ أيضًا:

التهاب السحايا: أعراضه والعلامات التحذيرية

التهاب السحايا الفيروسي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: ميس مرقبي

تدقيق: جعفر الجزيري

مراجعة: لبنى حمزة

المصدر