يحدث التهاب الغدة الدمعية في إحدى الغدد الدمعية أو كلتيهما، بسبب عدوى أو مرض مناعي ذاتي. يُعد علاج هذا النوع من الالتهابات ممكنًا، ولكن من الأفضل زيارة طبيب العيون عند ملاحظة التورم أو الألم أو تغير اللون بالقرب من العين.

ما التهاب الغدة الدمعية؟

هو التهاب يحدث في الغدد الدمعية، إذ يملك الإنسان غدة دمعية واحدة تقع خلف الزاوية العلوية الخارجية لكل عين.

تنتج الغدد الدموع وهي جزء من جهاز الدمع في الجسم، ويعادل حجم الغدة الدمعية حجم حبة اللوز.

إذا هُيّجت الغدد الدمعية فإنها تتورم، ويسمى هذا الالتهاب طبيًّا بالتهاب الغدة الدمعية.

قد ينتج التهاب الغدة الدمعية عن كثير من الحالات، ولكن عادة ما ينتج عن عدوى أو مرض مناعي ذاتي.

قد يحدث الالتهاب في عين واحدة (التهاب غدة دمعية أحادي الجانب)، أو قد يحدث في كلتا العينين (التهاب غدة دمعية ثنائي الجانب).

قد يؤلم تحريك العين المُصابة، وقد تنتج الغدة الدمعية كمية زائدة من الدموع، ما يسبب سيلان العين (حالة تدمع فيها العين باستمرار أو بإفراط). عادةً لا يؤثر التهاب الغدة الدمعية في الرؤية، ولكن إذا كان التورم شديدًا ويضغط على العين، فقد يؤثر فيها.

من الشائع أن يخاف الناس المصابون بالتهاب الغدة الدمعية، ولكن في معظم الحالات يكون التهاب الغدة الدمعية حالة مؤقتة يمكن علاجها بالأدوية.

قد يستغرق التعافي منها نحو الشهر، ويعتمد ذلك على سبب الالتهاب.

يجب مراجعة طبيب العيون عند ملاحظة أي تغيرات في العين أو الرؤية، خاصةً إذا كان المريض يعاني أعراضًا مثل الألم والتورم وتغير في اللون.

مَن يصاب بالتهاب الغدة الدمعية؟

قد يصاب أي شخص بالتهاب الغدة الدمعية. لم يحدّد العلماء عدد الإصابات السنوية به؛ لأن الكثير من الظروف والمشكلات قد تسبّبه.

وجدت بعض الدراسات أن التهاب الغدة الدمعية أشيع لدى الأطفال والشباب مقارنة بالأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 50 عامًا.

يُعد التهاب الغدد الدمعية الناجم عن أحد أمراض المناعة الذاتية أشيع عند الإناث، ويظن العلماء أن ذلك يعود إلى شيوع هذه الأمراض عند الإناث.

ما أعراض التهاب الغدة الدمعية؟

  •  تورم حول الزاوية العلوية الخارجية للعين (الزاوية الأبعد عن الأنف).
  •  تدلّي الجفن (ارتخاء الجفن).
  •  الألم.
  •  عين دامعة (سيلان العين).
  •  تورم العقد اللمفاوية بالقرب من الأذن.
  •  تغير اللون وارتفاع درجة الحرارة.

ما أسباب التهاب الغدة الدمعية؟

ينتج التهاب الغدة الدّمعية عن سببين:

  •  التهاب الغدة الدمعية الحاد: يكون الالتهاب حادًا إذا كان سببه عدوى، وتكون العدوى عادةً فيروسية أو بكتيرية، وقد تسببه أيضًا العدوى الفطرية والطفيليات لكنه أمر نادر. تؤثر هذه العدوى عادةً في عين واحدة.
  •  التهاب الغدة الدمعية المزمن: تسببه الأمراض المناعية الذاتية. يُعد ظهور هذا الالتهاب مرة أخرى حتى بعد علاجه أمرًا شائعًا، ويؤثر في كلتا العينين في الوقت نفسه.

ما أسباب التهاب الغدة الدمعية الحاد؟

تتضمن أشيع أشكال العدوى التي تسبب التهاب الغدة الدمعية الحاد:

  •  داء كثرة الوحيدات العدوائية (أحادي أو فيروس إبشتاين بار).
  •  النكاف.
  •  الفيروسات الغدية.
  •  عدوى بجراثيم المكورات العنقودية.
  •  داء السيلان.
  •  الهربس البسيط.
  •  الهربس النطاقي الأذني.

ما أسباب التهاب الغدة الدمعية المزمن؟

ينتج الالتهاب المزمن عن أمراض مناعية ذاتية. يحدث المرض المناعي الذاتي عندما يهاجم جهاز المناعة الجسم بدلًا من الدفاع عنه، وليس واضحًا لماذا يفعل جهاز المناعة ذلك.

تتضمن الأمراض المناعية الذاتية التي قد تسبب التهاب الغدة الدمعية المزمن:

  •  متلازمة شوغرن.
  •  اعتلال العين الدرقي.
  •  الساركويد.
  •  الأورام الحُبيبية المصحوبة بالتهاب الأوعية.

كيف يُشخّص التهاب الغدة الدمعية؟

يشخّص طبيب العيون التهاب الغدة الدمعية عبر فحص العين.

سوف ينظر الطبيب إلى العين ( الجزء الداخلي أيضًا) ويسأل عن الأعراض، وقد يحتاج أيضًا إلى تحليل دم كي يتحقّق من علامات الالتهاب أو العدوى.

قد يأخذ خزعة من الغدة الدمعية ويصوّرها ليرى الالتهاب تحت الجلد.

إنّ أشيع الاختبارات التصويرية المستخدمة في تشخيص التهاب الغدة الدمعية:

  •  صورة الرنين المغناطيسي.
  •  تصوير مقطعي محوسب.

كيف يُعالج التهاب الغدة الدمعية؟

يعتمد علاج التهاب الغدة الدمعية على سبب الالتهاب، إذ يُعالج التهاب الغدة الدمعية الحاد بعلاج العدوى المُسببة للأعراض، لذلك نستخدم المضادات الفيروسية لعلاج الإصابة الفيروسية أو المضادات الحيوية لعلاج العدوى البكتيرية.

يجب الاستمرار في تناول الدواء طيلة المدة التي يحددها مزود الرعاية الصحية أو طبيب العيون. يجب إنهاء الدورة العلاجية كاملة للتأكد من التخلص من العدوى نهائيًا، حتى لو شعر المريض بالتحسن أو بدأت الأعراض بالتلاشي.

إذا توقف المريض عن تناول الدواء مبكرًا، قد تعود العدوى مرة أخرى وتكون أقوى مما كانت عليه في المرة الأولى.

يُعالج التهاب الغدة الدّمعية المزمن عادةً عبر التحكم في الأمراض المناعية التي تسبّب الأعراض.

قد يصف مزود الرعاية الصحية الستيرويدات القشرية corticosteroid كي تخفّف الالتهاب والتورم بالقرب من العين، وقد يقترح تطبيق كمادات دافئة على العين المصابة بعد تحديد عدد المرات والمدة التي ينبغي تطبيقها.

الوقاية

يُعد غسل اليدين باستمرار أفضل طريقة لمنع الإصابة بالتهاب الغدة الدّمعية الحاد، خاصة قبل لمس العينين.

عندما تُفرك العين أو يُلمس الأنف أو الفم تدخل الجراثيم الموجودة على اليد إلى الجسم عبر الأغشية المخاطية في العين أو الأنف أو الفم.

يجب غسل اليدين بماء نظيف جارٍ وبالصابون لمدة عشرين ثانية على الأقل.

قد تكون الوقاية من التهاب الغدة الدمعية المزمن أمرًا مستحيلًا إذا كان المريض يعاني مرضًا مناعيًا ذاتيًا، وفي هذه الحالة يحدّد مزود الرعاية الصحية كيفية التعامل مع الأعراض التي تظهر وتختفي.

ماذا يتوقّع الشخص إذا كان مصابًا بالتهاب الغدة الدمعية؟

من المتوقع أن يُشفى تمامًا من التهاب الغدة الدّمعية. تزول الأعراض الناتجة عن التهاب الغدة الدمعية الحاد بعد علاج العدوى أما أعراض الالتهاب المزمن قد تعود مرة أخرى، ويعتمد ذلك على المرض المناعي الذاتي المسبب للأعراض.

يُشفى التهاب الغدة الدمعية بعد نحو شهر من الإصابة لدى معظم الناس. إذا ساءت الأعراض أو لم تتحسن بعد البدء بالعلاج، يجب إخبار الطبيب بذلك.

متى يجب زيارة مزود الرعاية الصحية؟

يجب زيارة مزود الرعاية عند ملاحظة أي تغيرات في العين أو الرؤية.

يجب الذهاب إلى غرفة الطوارئ عند حدوث أي من هذه الأعراض:

  •  فقدان مفاجئ للرؤية.
  •  تورم في العين أو بالقرب منها يسوء بسرعة.
  •  ألم شديد في العين.
  •  رؤية ومضات في العين.

ما الأسئلة التي يجب طرحها على الطبيب؟

  •  ما نوع التهاب الغدة الدمعية؟
  •  ما سبب التهاب الغدة الدمعية؟
  •  ما العلاجات التي قد يحتاجها المريض؟
  •  كم تستغرق مدة العلاج؟
  •  هل ستعود الأعراض للظهور مجددًا؟

ما الفرق بين التهاب الغدة الدمعية والتهاب كيس الدمع؟

يؤثر كلاهما في أجزاء من جهاز الدمع، ويختلفان عن بعضهما في مكان حدوث الالتهاب.

يحدث التهاب الغدة الدّمعية في إحدى الغدد الدمعية أو كلتيهما، حيث تقع الغدد الدمعية خلف الزاوية العلوية الخارجية من كل عين. عادة ما يكون سببه عدوى.

يحدث التهاب كيس الدمع في أحد أكياس الدمع لدى الإنسان، وهو أكثر شيوعًا من التهاب الغدة الدّمعية. تقع أكياس الدمع في الزاوية الداخلية من العين، وتجمع الدموع التي تذرفها العين قبل دخولها إلى قنوات الدمع. أشيع سبب لالتهاب كيس الدمع هو انسداد القنوات الدمعية (انسداد القناة الدمعية الأنفية).

الخلاصة

قد يكون التورّم في العين أو بالقرب منها أمرًا مخيفًا خاصةً إذا ظهر فجأة، لكن عادة ما يتحسّن هذا الالتهاب في غضون شهر.

يجب التأكد من الحصول على الدورة العلاجية التي يصفها مزود الرعاية الصحية كاملة، وذلك إذا كان سبب الالتهاب عدوى نتخلص منها نهائيًا.

إذا كان المريض يعاني مرضًا مناعيًا ذاتيًا يسبب التهاب الغدة الدمعية، فإن مزود الرعاية الصحية أو طبيب العيون يساعد على فهم كيفية التحكم بالأعراض وتخفيف تأثيرها.

يجب زيارة طبيب العيون عند ملاحظة أي تورم أو ألم أو تغير في اللون بالقرب من العين.

يمكن علاج التهاب الغدة الدمعية، ولكن يجب أن تُفحص العين أولًا وتُشخّص الأعراض مباشرةً لتجنّب أذية الجهاز الدمعي.

اقرأ أيضًا:

التهاب كيس الدمع: الأسباب والعلاج

ما هي أسباب فرط دموع العين (الدماع)؟ وما علاجه؟

ترجمة: ميلاد أبو الجدايل

تدقيق: فاطمة جابر

مراجعة: عبد المنعم الحسين

المصدر