تغلف العينين طبقة من الدموع تتكون من الزيت والماء والمخاط. عندما يتأثر شخص ما عاطفيًا، تفرز عيناه كمية زائدة من الدموع، يعلم الناس عند رؤيتها أن هذا الشخص غير سعيد أو متألم، أو ربما كان سعيدًا جدًّا.

يحفز البكاء إفراز مواد كيميائية طبيعية في الجسم، مثل الإندورفينات التي تسبب الشعور بالسعادة وتقلل الألم، إضافةً إلى الأوكسيتوسين، وهو هرمون يساعد الأشخاص على الشعور بالارتباط مع الآخرين وبناء الثقة والحب، لذلك يساهم البكاء الجيد في شعور الشخص بالتحسن والراحة.

الدموع ذاتها مفيدة بعدة طرق مهمة أخرى. فهي ضرورية للحفاظ على صحة العيون، حتى عندما يكون الشخص نائمًا أو يسبح في حوض الاستحمام.

تُبقي الدموع العيون رطبة وصحية:

تنتج الدموع من الغدد الدمعية الموجودة في الأجفان العلوية وأسفل الحاجبين، ومهمتها الرئيسية ترطيب العيون وحمايتها.

تغسل الدموع العينين بلطف طوال الوقت وتمنعها من الجفاف. يساعد رمش الأجفان في انتشار الغشاء الدمعي على سطح العين وإبقائها رطبة. إذا كان الشخص يرتدي عدسات لاصقة مريحة، فإن هذه العدسات تطفو فعليًا على طبقة من الدموع، أما إذا كان هناك القليل من الدموع، قد تلتصق العدسات اللاصقة بالعين وتصبح غير مريحة.

عندما يكون الشخص نائماً، ينتجُ دموعًا أقل:

تكون كمية الدموع في أثناء النوم كافية لإبقاء العين رطبة، لذلك عند الاستيقاظ تركز العينان جيدًا، مع أن الشخص قد يحتاج أيضًا إلى نظارات ليتمكن من الرؤية بوضوح. تعمل الدموع أيضًا على تليين العينين لمساعدة الجفنين على الرمش بسلاسة وتجنب خدش العينين، يشبه ذلك إلى حد ما تشغيل الماء في زلاقة حمام السباحة حتى لا يعلق الشخص بها.

تغسل الدموع العينين من الغبار والدخان والحشرات وغيرها من الأشياء التي قد تدخل إليهما. عندما يعاني شخص ما حساسية متعلقة بالنباتات أو الحيوانات الأليفة، تساعد الدموع على التخلص من المهيجات. تساعد الدموع في منع التهابات العين، فعندما يصاب شخص ما بعدوى في الملتحمة، تساعد الدموع على غسلها وقتل الجراثيم. الدموع أيضًا مهمة لنقل العناصر الغذائية من مجرى الدم إلى العينين، حتى تظل صافيةً وصحيةً دومًا.

الدموع في بيئة مائية:

عندما يسبح الشخص تحت الماء، تظل الدموع موجودة، ويظل الشخص قادرًا على البكاء تحت الماء، مع أن الماء سيزيل الدموع بسرعة.

تحتوي معظم المياه التي تغمر الجسم على مهيجات للعين مثل الكلور أو البكتيريا أو الرمل، لذلك تؤدي السباحة بعينين مفتوحتين إلى زيادة إنتاج الغدد الدمعية من أجل غسلها بالكامل. يساعد ارتداء النظارات الواقية أو إبقاء العينين مغلقتين تحت الماء، في حماية العينين وإبقائهما أكثر راحة.

قد تساعد الدموع في تنظيف العينين من الكلور الموجود في مياه حوض السباحة، ومن الملح الموجود في مياه المحيط، حتى لا يشعر الشخص بالتخريش في العين لفترة طويلة عندما يكون على اليابسة.

أين تذهب الدموع؟

تنتج الغدد الدمعية الدموع التي تمتصها القنوات الدمعية. بعض الدموع تتبخر، تعمل القنوات الدمعية الموجودة في الزوايا الداخلية للعينين مثل المصارف، إذ يتدفق الدمع عبرها. تنقل القنوات الدمعية الدموع إلى الأنف ثم إلى البلعوم حيث تُبتَلع. لهذا السبب عندما يبكي الشخص كثيرًا، يحتقن الأنف، ولذلك أيضًا عند استخدام قطرات العين، يمكن تذوق الدواء.

يولد بعض الأطفال بقنوات دمعية مغلقة، فتتدفق الدموع كليًّا إلى الخدين بدلًا من ذلك، وتكون العيون مائية القوام باستمرار، ما يجعل الشخص يبدو كأنه يبكي حتى عندما لا يكون حزينًا. يساعد الأطباء هؤلاء الأطفال لفتح قنواتهم الدمعية، فتبدو عيونهم مشرقة وصحية.

أحيانًا تنتج الغدد الدمعية دموعًا أقل عندما يصبح الشخص أكبر سنًا. عندما توجد كمية أقل من الدموع، يولد إحساس بالحرق والتخريش طوال الوقت. لهذا السبب يستخدم بعض البالغين قطرات الدموع الاصطناعية للمساعدة في الحفاظ على العينين رطبتين وأكثر راحة.

اقرأ أيضًا:

لماذا نبكي؟ أنماط البكاء وأنواع الدموع وفوائدها

تنمية غدد دمعية اصطناعيًا وتحريضها على البكاء

ترجمة: زينب عبد الكريم

تدقيق: نور حمود

المصدر