التهاب الكبد الكحولي: هو حالة مرضية التهابية تصيب الكبد بسبب استهلاك كميات كبيرة من الكحول على فترات طويلة، يشتد كذلك عند الاحتفال بشرب كميات كبيرة من الكحول أو الاستهلاك المستمر للكحول. في حال إصابتك بهذه الحالة عليك أن تتوقف عن شرب الكحول فورًا وإلا أدى ذلك إلى مشاكل صحية إضافية مثل: تليف الكبد، والنزيف المفرط، أو حتى فشل في الكبد.

ما الذي يسبب التهاب الكبد الكحولي؟

عندما تُستقلب الكحول في الكبد، تنتج الكحول مواد كيميائية عالية السمية، تتسبب هذه المواد بضرر في خلايا الكبد، من الممكن لهذا الضرر أن يسبب التهابًا، ثم التهاب الكبد الكحولي.

رغم أن الاستهلاك المفرط للكحول يتسبب في التهاب الكبد الكحولي، إلا أن الأطباء غير متأكدين تمامًا من السبب وراء هذه الحالة. إذ يصاب الأقلية ممن يفرطون في شرب الكحول بالتهاب الكبد الكحولي (ما لا يفوق 35% حسب المؤسسة الأمريكية للكبد)، كما يمكن لمن يستهلكون الكحول باعتدال أن يصابوا كذلك.

ما هي العوامل المحتملة التي تساعد على الإصابة بالتهاب الكبد الكحولي؟

● العوامل الجينية التي تحدد كيفية استقلاب الكبد للكحول.

● وجود اعتلال أو عدوى في الكبد، كالتهاب الكبد الفيروسي من نوع C أو B، أو الإصابة بداء (ترسب الأصبغة الدموية-Hemochromatosis)

● سوء التغذية.

● الوزن الزائد.

● موعد شرب الكحول، إذ أن الشرب في وقت الوجبات يقلل احتمالية الإصابة بالتهاب الكبد الكحولي.

أعراض التهاب الكبد الكحولي أسباب الإصابة بالتهاب الكبد الكحولي العلاج الوقاية شرب كميات كبيرة من الكحول فشل الكبد التلف الكبدي

تزيد احتمالية إصابة النساء بالتهاب الكبد الكحولي على الرجال، ومن الممكن أن يعزى ذلك إلى اختلاف طرق تكسير الكحول وامتصاصه في أجساد النساء عن طرق أجساد الرجال في ذلك.

ما هي أعراض التهاب الكبد الكحولي؟

تختلف أعراض التهاب الكبد الكحولي على حسب شدة الضرر الذي حل بالكبد، في الحالات الطفيفة، قد لا تختبر أي أعراض نهائيًا، لكن بازدياد الضرر، قد تبدأ بالمعاناة من:

● تغير في الشهية.

● جفاف في الفم.

● غثيان وتقيؤ.

● خسارة في الوزن.

● ألم وتورم في البطن

● يرقان، أو اصفرار في البشرة والعينين.

● حمى.

● تغير في الحالة الذهنية، كالتشوش.

● الإعياء.

● سهولة التعرض للنزيف والكدمات.

تتشابه أعراض التهاب الكبد الكحولي وغيرها من أعراض المشكلات الصحية الأخرى، إذا عانيت من أي من هذه الأعراض عليك مراجعة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.

كيف يشخص التهاب الكبد الكحولي؟

إذا اختبرت أعراض التهاب الكبد الكحولي، سيسأل الطبيب عن تاريخك المرضي، وعن استهلاكك للكحول، وسيفحصك سريريًا لمعرفة إن كان لديك تضخم في الكبد أو الطحال، ومن الممكن أن يقرر إجراء اختبارات لتأكيد التشخيص.

تتضمن هذه الاختبارات:

● فحص دم شامل (CBC).

● اختبار وظائف الكبد.

● اختبار تجلط الدم.

● أشعة مقطعية لمنطقة البطن.

● أشعة فوق صوتية للكبد.

قد يأخذ الطبيب خزعةً من الكبد للتأكد من التشخيص، وتُعد الخزعة إجراءً طبيًا ذا خطورة متأصلة، إذ يخترق الكبد، ويأخد منه عينةً لفحصها وتحديد نوع المرض ومدى خطورته.

خيارات العلاج لالتهاب الكبد الكحولي

تحدث حالة التهاب الكبد الكحولي بسبب شرب الكحول، لذا عند تلقيك تشخيصًا بهذه الحالة عليك التوقف عن شرب الكحول في الحال. يمكن للضرر الذي حل بالكبد أن يتراجع في بدايات الإصابة من خلال تجنب شرب الكحول، لكن بمجرد ازدياد الضرر الذي حل بالكبد تصبح التغيرات دائمة. قد يؤدي ضرر ملحوظ في الكبد إلى حالات كتليف الكبد، مشاكل في تجلط الدم، وازدياد معدلات البيليروبين في الدم.

وقد يتراجع الالتهاب حتى في حالة كون الضرر أكثر شدة، لذا عليك التوقف عن شرب الكحول تفاديًا لضرر أكبر في الكبد. إذ تفوق نسبة نجاة المصابين بضرر دائم في الكبد 30% عند توقفهم عن شرب الكحول مقارنةً بمن لم يتوقفوا. يعود الإقلاع عن الشرب دائمًا بالنفع. فإذا كنت تعاني من إدمان للكحول وبحاجة إلى المساعدة للإقلاع عن الشرب، تحدث مع طبيبك عن خيارات العلاج الممكنة للإدمان، إذ تختص الكثير من المستشفيات والعيادات الممتازة في التخلص من سموم الكحول والتعافي منه.

قد يتضمن علاج التهاب الكبد الكحولي أدويةً تقلل من الالتهاب في الكبد وتحسن من وظائفه. كما يمكن أن يصف لك طبيبك مكملات غذائية وفيتامينات في حال إصابتك بسوء التغذية، وقد تحتاج إلى أنبوبة طعام لإدخال هذه المغذيات في حال عانيت من مشاكل في تناول الطعام، إذ تحمل أنابيب الإطعام السوائل الغنية بالمغذيات إلى جهازك الهضمي من خلال عدة طرق.

قد ينصح طبيبك بعملية زراعة كبد في حالة التضرر الشديد للكبد. وللتأهل للحصول على زراعة، يجب عليك أن تثبت نيتك بالتوقف عن شرب الكحول بعد الحصول على كبد جديد، ستحتاج أيضًا أن تمتنع عن شرب الكحول لمدة ستة أشهر قبل العملية، وقد تحتاج إلى اللجوء إلى الاستشارة في ذلك في بعض الحالات أيضًا.

كيف يمكنك تجنب الإصابة بالتهاب الكبد الكحولي؟

يُعد تجنب شرب الكحول طريقةً مثلى للوقاية من التهاب الكبد الكحولي، وإن كنت ممن يشربون الكحول فعليك فعل ذلك باعتدال، وهذا حسب ما هو متعارف يكون بأقل من كأسين من الكحول يوميًا بالنسبة للذكور، وأقل من كأس بالنسبة للإناث.

يمكنك أيضًا تجنب الإصابة بالتهاب الكبد الكحولي من خلال الحفاظ على وزن صحي ومن خلال حماية نفسك من الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي B والتهاب الكبد الفيروسي C، وهما مرضان ينتقلان بالدم من خلال مشاركة الإبر وأدوات تعاطي المخدرات، ومن تبادل بعض السوائل من خلال ممارسة الجنس غير الآمن أيضًا، يتوافر حاليًا لقاح ضد التهاب الكبد الفيروسي من نوع B فقط ولا يتوفر لقاح لنوع C.

ما المضاعفات المحتملة لالتهاب الكبد الكحولي؟

في حال أنك واصلت في شرب الكحول واستمرت أحوالك بالاستياء، سيودي ذلك بمصيرك وفرص تعافيك إلى ما لا يحمد عقباه. من الممكن لالتهاب الكبد الكحولي أن يؤدي إلى (اضطراب الاعتلال الدماغي الكبدي –Hepatic encephalopathy). تحدث هذه الحالة عندما تمكث السموم -التي كان من المفترض للكبد أن يُنقيها- في مجرى الدم، قد تؤدي هذه السموم إلى أضرار في الدماغ وغيبوبة.

قد يسوء مصيرك أيضًا إن أصبت بالتليف الكبدي نتيجةً لفرط استهلاك الكحول، من الممكن لمضاعفات النزيف، وفقر الدم، وفشل الكبد أن تهدد بقاءك على قيد الحياة.

اقرأ أيضًا:

ترجمة: محمد أبو غزالة

تدقيق: تسنيم الطيبي

المصدر