يعد التهاب المسالك البولية مرضًا شائعًا يصيب كلا الجنسين وبكافة الأعمار، مع ميلان لإصابة النساء بنسبة أكبر، إذ تصاب نحو نصف النساء بهذه الحالة المرضية في إحدى مراحل حياتهن.

لذا يشكل التهاب المجاري البولية مشكلةً حقيقيةً لدى بعض الأفراد، إذ لا يزال تقديم عينة البول للاختبار أمرًا محرجًا للكثيرين، إضافةً إلى الآلام الشديدة التي تسببها التهابات المسالك البولية، والمدة الواجب انتظارها للحصول على النتيجة.

يعد هذا الاختبار من أهم الفحوص المشخصة لالتهاب المسالك البولية، تؤخذ فيه عينة من بول المريض وتوضع في طبق مختبر خاص مملوء بمادة هلامية تدعى آغار، لذا عرفت هذه الطريقة بطريقة آغار، ويحافَظ على العينة في جو دافئ فترةً من الوقت للسماح للجراثيم الموجودة ضمنها -إن وجدت- بالنمو والتكاثر، ثم تطبق أصناف مختلفة من المضادات الحيوية بهدف معرفة حساسية هذه الجراثيم ومقاومتها لكل نوع من مضادات الالتهاب.

عُرفت طريقة الفحص هذه منذ ما يقارب 140 عامًا، ما دفع الباحثين إلى محاولة إيجاد طرق أسرع وأدق.

من المهم بالنسبة للطبيب المعالج معرفة نوع البكتيريا المسببة للالتهاب، وما عدد العوامل الممرضة لمعرفة المضاد المناسب للتأثير عليها.

توجد عوامل أخرى قد تؤثر في نمو البكتريا في البول مثل البولة والأملاح الموجودة أساسيًا في عينة البول المأخوذة للفحص، واختلاف درجة الحموضة بين عينة وأخرى.

قد تتجمع مجموعة من العوامل الممرضة لتشكل مجموعات أو ما يعرف بالمستعمرات، يسمح فحص البول بطريقة آغار بتمييز هذه المستعمرات وتحديد نوعها وإحصاء عددها، وباستخدام هذه المعلومات يمكن التنبؤ بنوع البكتيريا الممرضة.

قد يوجد أكثر من نوع بكتيري في عينة البول الواحدة التي قد تأخذ أيضًا شكل المستعمرات.

هل تعد طريقة آغار في إجراء فحص البول الطريقة المثلى؟

شهدت هذه الطريقة استخدامًا واسعًا لعدة عقود، وقد امتلك الأطباء خبرةً عاليةً في إجراء الفحص بهذه الطريقة، إلا أنها تستغرق عدة أيام لتحديد نوع المضاد المناسب للعلاج، ما يضطر الطبيب البدء بعلاج تجريبي ريثما تصدر نتيجة الفحص، وتعد هذه المدة طويلةً نسبيًا للانتظار.

وقد يضطر المريض إلى استبدال المضادات البدئية بأصناف أخرى حسب نتيجة الفحص، ما يزيد من نسبة حدوث المقاومة على المضادات، ويزيد التكلفة المادية المترتبة على المريض.

التقنيات الجديدة لا تزال بحاجة بعض التطوير:

حاول الباحثون إيجاد طرق جديدة لإجراء فحوص أدق وأسرع لذا وجدت عدة تقنيات حديثة مناسبة للمريض من حيث التكلفة والفترة الزمنية اللازمة للحصول على النتائج. ظهرت كاميرات إلكترونية لمراقبة نمو البكتيريا في الأطباق المجهرية الحاوية على عينة البول الممدد، تستغرق نتائجها عدة ساعات لتحديد صنف المضاد الحيوي المناسب.

تستخدم بعض مختبرات المستشفيات طريقةً تعرف بقياس الطيف الكتلي، تقاس أبعاد عينة البكتيريا وتُقارَن مع قاعدة بيانات جاهزة، وبناءً على ذلك يُحدَّد نوع البكتريا الموجودة.

لا تزال الطريقة المعتادة بفحص آغار شائعة الاستخدام، نظرًا للتكلفة العالية للاختبارات الجديدة، لذا يهدف الباحثون إلى إيجاد طرق وتقنيات حديثة مناسبة من حيث السعر والسرعة.

وُجدت مؤخرًا طرق جديدة دقيقة ويمكن إجراؤها خارج مختبرات المشفى، وتسجل نتائجها باستخدام كاميرا تسجل النتائج على هاتف ذكي.

من الضروري ابتكار طرق سريعة ودقيقة لتشخيص التهاب المسالك البولية، لتحقيق العلاج السريع والفعال بالمضاد الحيوي الملائم، على المريض الذي يعاني أعراض التهاب المسالك البولية حاليًا الاتجاه إلى الطبيب العام من أجل وضع التشخيص ووصف العلاج الملائم.

اقرأ أيضًا:

نصف النساء يتلقين علاجًا خاطئًا لالتهاب المسالك البولية

ما الذي يسبب عدوى المسالك البولية المتكررة؟ الإجابة تكمن في الميكروبات المعوية

ترجمة: بثينة خدام

تدقيق: باسل حميدي

مراجعة: نغم رابي

المصدر