التهاب المعدة الناجم عن الضغط النفسي
أعراض وتشخيص وعلاج


يمكن أن يسبب التهاب المعدة الناجم عن الضغط النفسي -والذي يُشار له أيضًا بـمتلازمة التآكل المرتبطة بالتوتر، متلازمة قرحة الكرب، وأمراض الغشاء المخاطي المرتبطة بالتوتر-، تآكلات في الطبقة المخاطية ونزوف سطحية عند المرضى ذوي الحالات الحرجة، أو المُعرَّضين لإجهاد فيزيولوجي شديد.

وينتج عن هذا خسارة دموية من صغرى إلى شديدة من الجهاز الهضمي، ربما تؤدي إلى نقل الدم في حال لم تعالج.

العلامات والأعراض:

لالتهاب المعدة الناجم عن الضغط النفسي عَرَضٌ سريريٌ متغير، إلا أن الدلائل التالية تزيد مستوى الاشتباه السريري بهذه الحالة:

– قيء شبيه بثفل القهوة.

– تغوط أسود.

– قيء مدمى في الحالات الشديدة.

– هبوط ضغط انتصابي (لا يحدث عادةً).

التشخيص:

الدرجة العالية من الوعي السريري هي مفتاح التشخيص المبكر.

 

فالمرضى الذين لديهم خطورة متزايدة للإصابة بالتهاب المعدة المرتبط بالضغط النفسي، هم أولئك المصابين بحروق بالغة، إصابة في الرأس مرتبطة بارتفاع الضغط داخل القحف، الإنتانات ونتائج زرع جرثومي دموي إيجابية، رض شديد، فشل عضوي جهازي متعدد.

الفحوص المخبرية:

– الهيماتوكريت «أي النسبة المئوية لحجم خلايا الدم الحمراء من إجمالي حجم الدم».

– فحص تخثر الدم

الإجراءات:

– أنبوب أنفي مَعدي، وغسل المعدة:

اختبار مفيد لإثبات وجود الدم في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي، ولتحديد كمية الدم في حال وجوده «ويعين بتحديد كمية محلول كلوريد الصوديوم الإرذاذي التي نحتاجها ليصبح الزفير نقيًا».

– تنظير داخلي: يفيد فقط في تشخيص التهاب المعدة الناجم عن الإجهاد.

التدبير:

الوقاية من التهاب المعدة التوتري هو هدف التدبير العلاجي.

مراقبة درجة حموضة المحتويات المعدية «pH الهدف > 4».

 

وفي حال كانت مستويات الـ pH أقل من ذلك فينبغي مضاعفة جرعة العامل المستخدم، إذا كان المريض قد خضع مسبقًا للمعالجة الوقائية.

المعالجة الدوائية:

تستخدم الأدوية التالية لتدبير التهاب المعدة الناجم عن الضغط:

– (سوكرالفات- Sucralfate): عامل وقاية أولي

– حاصرات مستقبلات الـ (هيستامين2- Histamine2( «H2»:

مثل الرانيتيدين، السيميتيدين، الفاموتيدين، النايزاتيدين.

– مثبطات مضخة البروتون: على سبيل المثال إيزوميبرازول، لانسوبرازول.

الإمراضية:

يُفرَز الحمض من الخلايا الجدارية للغشاء المخاطي في المعدة، والتي تخضع لتأثير نشاطات أو عوامل بيولوجية متعددة مثل الهيستامين، الغاسترين، وتنبيه العصب المبهم.

ويحمي الغشاء المخاطي طبقة مخاطية هلامية، والتي تخضع لتأثير البروستاغلاندينات وأوكسيد النتريك، وبروتينات تريفويل، وتنبيه العصب المبهم.

وتُشكِّل هذه الطبقة المخاطية حاجزًا بين حموضة المعدة والظهارة المعدية.

وبوجود الظروف أو العوامل الضارة، سيتدمر حاجز الحماية هذا.

وعند حدوث ذلك، سيتمكن الحمض المعدي من الانتشار للوراء إلى الطبقة الظهارية، مسببًا أذية للغشاء المخاطي.

ويُعتقد بوجود آليتين تلعبان دورًا طبيعيًا في تدمير الحاجز المخاطي: وهي إفراز الحمض المعدي، وآليات الدفاع.

في حالة التهاب المعدة الناجم عن الضغط، سيكون إفراز الحمض إما طبيعيًا أو متناقصًا.

لذلك فإن فرط إفراز الحمض المعدي ليس بالعامل الهام.

 

بالمقابل، فإن تدمير آليات الدفاع المخاطية يُشكِّل السبب الرئيسي.

فتميل آليات الدفاع المخاطية وبشكل خاص الإفراز المخاطي، إلى التناقص بارتفاع تركيز البيكربونات وبالتالي تصبح غير قادرة على الوقاية من حمض المعدة.

وعند التوتر ينقص تدفق الدم إلى الغشاء المخاطي، مما يسبب نقص التروية والتدمير التدريجي للبطانة المخاطية.

الخصائص السكانية المرتبطة بالعرق، الجنس، والعمر:

لم تُظهِر أية دراسات وجود اختلافات بين الأعراق فيما يتعلق بالنزف المرتبط بالتهاب المعدة التوتري.

كما لا يوجد اختلافات مرتبطة بالأجناس أيضًا.

لكن مع التقدم بالسن، ربما يلعب التصلب العصيدي دورًا في تناقص التدفق الدموي إلى المخاطية الهضمية، وبالتالي عند التعرض لضغط ما ينقص إنتاج المخاط، وينتج عن هذا تآكل وتقرح شديد.

معدلات الإمراض والوفيات الناجمة عنها:

تزداد معدلات الإمراض والوفيات عند كبار السن بسبب مجموعة من العوامل تتضمن التصلب العصيدي الذي يُنقِص الدم الوارد ويدمر دفاعات المضيف.

كما أن شدة الضرر تؤدي إلى نقص أكثر في تدفق الدم للجهاز الهضمي، وهذا ينتج عنه تهتك الحاجز المخاطي وزيادة خطورة الإصابة بالتهاب المعدة.

ويساهم وجود جراثيم الملتوية البوابية بزيادة تحطم الحاجز المخاطي والإصابة بهذا النوع من التهاب المعدة.


ترجمة: رنيم جنيدي
تدقيق: هبة فارس

المصدر