تُعد عملية تصغير المعدة gastric sleeve من الإجراءات الجراحية الشائعة التي تُستخدم لعلاج البدانة، إذ يُقلل هذا العمل الجراحي من حجم المعدة، ومن ثَمَّ يشعر الأشخاص الذين خضعوا لهذه العملية بالشبع مبكرًّا، وهو الأمر الذي يضع حدًّا للإفراط في تناول الطعام. يصبح حجم المعدة بعد العمل الجراحي نحو ربع حجمها الأصلي، ويجب على المريض اتباع نظام غذائي صارم يسمح للجسم بالتعافي والتكيف مع حجم المعدة الصغير.

المبادئ الأساسية:

العمل الجراحي في هذه الحالة دائم ولا تراجع عنه، إذ يقصّ الجرَّاح جزءًا كبيرًا من المعدة ويُحوِّل شكلها إلى ما يشبه الكم.

أظهرت الأبحاث التي نشرها المعهد الوطني لأمراض السكر والكلى وجهاز الهضم أن المرضى يفقدون 90 باوندًا (40 كيلوجرامًا) بعد إجراء عملية تصغير المعدة.
يُقلل العمل الجراحي أيضًا من قدرة الجسم على إنتاج هرمون الغريلين الذي يُعرف بهرمون الجوع، ويؤدي نقص هذا الهرمون إلى انخفاض مستوى الشعور بالجوع.

لدى كثير من الأشخاص مخاوف من إجراء عمل جراحي لتصغير المعدة، ويحاول هؤلاء في البداية فقدان الوزن طبيعيًّا باتباع حمية غذائية.

مراحل العلاج:

يُنصح المرضى الخاضعون لعمليات تصغير المعدة بإدخال الأطعمة الصلبة في نظامهم الغذائي تدريجيًّا، إذ يُتيح ذلك للجسم التكيّف مع حجم المعدة الجديد.
يشرف طبيبٌ مختص أو اختصاصي تغذية على كمية الطعام التي يُسمح للمريض بتناولها بعد العمل الجراحي، وتعتمد خطة النظام الغذائي المُقترحة على العديد من العوامل، أهمها: حجم العمل الجراحي، والوضع الصحي العام للمريض.

الحميات الغذائية المناسبة قبل عملية تصغير المعدة وبعدها - الإجراءات الجراحية الشائعة التي تُستخدم لعلاج البدانة - عملية ربط المعدة

قبل العمل الجراحي:

ينصح الأطباء في كثير من الأحيان بالبدء ببرنامج لتخفيض الوزن قبل إجراء العمل الجراحي لتصغير المعدة، فقد أظهرت دراسة واسعة النطاق أجريت في عام 2015 أنَّ الاختلاطات الجراحية عند المرضى الذين فقدوا 9.5% من وزنهم قبل عمليات تصغير المعدة كانت أقل بكثير من أولئك الذين لم ينقص وزنهم قبل الجراحة.

لا يتفق الخبراء على مدة الحمية الغذائية أو طبيعة الحمية الغذائية التي يجب على المريض اتباعها قبل العمل الجراحي، ولكن العديد من الدراسات تؤكد أن الحمية الغذائية منخفضة الكربوهيدرات قبل الجراحة تكون أكثر فاعلية لخفض الوزن على المدى القصير مقارنة بالحمية منخفضة الدهون خاصةً عند المرضى المصابين بتشحم الكبد غير الكحولي أو أمراض استقلابية أخرى.

يوصي الأطباء بأن يلتزم المرضى بحمية غذائية قبل العمل الجراحي مدة تتراوح بين أسبوعين إلى ستة أسابيع لتقليل حجم الكبد وكمية الشحم الموجودة حول أحشاء البطن، ومع أن الفوائد قصيرة الأمد للحمية الغذائية قبل الجراحة واضحة، فإن إجراء المزيد من الأبحاث أمر ضروري لاستيضاح الآثار طويلة الأمد.

بعد العمل الجراحي:

يُنصح المرضى بالبدء بتناول السوائل والأطعمة اللينة بعد العمل الجراحي، ثم تناول المزيد من الأطعمة الصلبة تدريجيًّا، وعلى كل حال فإن النظام الغذائي الدقيق يختلف من مريضٍ لآخر بحسب نوعية العمل الجراحي ومدى اتساعه والحالة الصحية العامة للمريض، إذ يُسمح لبعض المرضى بالانتقال إلى المرحلة التالية بسرعة أكبر من المرضى الآخرين.

من الأهمية بمكان التحقق من أن المريض يتناول ما يكفي من البروتين، مع تجنب استهلاك الكربوهيدرات البسيطة والتركيز على استهلاك الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الألياف، لأن اتباع نظام غذائي غني بالألياف يساعد على فقدان الوزن بعد الجراحة.

يُنصح المريض بعد إجراء عملية تصغير المعدة بتغيير طرق تناول الطعام، لا نوعية الطعام وكميته فقط، ومن أهم التوصيات:

● تناول ما بين أربع إلى ست وجبات صغيرة كل يوم بدلًا من ثلاث وجبات كبيرة.

● مضغ الطعام جيدًا وببطء.

● إيقاف الوجبة عند الشعور بالشبع.

● اختيار وجبات متوازنة تحتوي نسبة عالية من البروتين.

● تناول المكملات الغذائية خصوصًا تلك التي تحتوي على كميات كبيرة من البروتين.

● شرب ما لا يقل عن 1,5 لتر من السوائل يوميًّا على الأقل.

● تجنب شرب السوائل بعد 15-30 دقيقة من تناول الوجبة، لأن ذلك قد يحرض على التقيُّؤ.

إعداد: د. محمد الأبرص

تدقيق: علي قاسم

مراجعة: صالح عثمان

اقرأ أيضًا:

حمية غذائية مناسبة لمرضى القصور الكلوي المزمن

هل الحمية النباتية مفيدة لصحة القلب ؟

المصدر