يدرك الكثير من مالكي الحيوانات الأليفة أن طبيعة العلاقة مع حيواناتهم قد تكون بنفس قوة وعاطفية العلاقات مع البشر، ويدعم البحث العلمي هذه الفكرة.

العوامل الرئيسة في تكوين الروابط بين البشر هي اعتبار الطرف المقابل مصدرًا موثوقًا به للراحة، والبحث عنه عند الشعور بالضيق، والشعور بالسعادة والمتعة في حضوره، والاشتياق إليه في غيابه.

وجد الباحثون أن هذه السمات في العلاقات موجودة في علاقتنا مع حيواننا الأليف أيضًا.

توجد بعض التعقيدات، فيميل بعض الأشخاص أكثر من غيرهم إلى تكوين روابط حميمة أقوى وأكبر مع حيوانهم الأليف، مثل المسنين المنعزلين عن محيطهم والأشخاص الذين فقدوا ثقتهم بالبشر والأشخاص الذين يعتمدون على الحيوانات لمساعدتهم بسبب ظروف معينة.

وجد الباحثون أيضًا أن علاقتنا بالحيوانات الأليفة لا تأتي دون ثمن، فنحن نحزن ونتحسر بشدة على موت الحيوان الأليف، ولكن بعض نواحي هذا الحزن فريدة ومثيرة للاهتمام.

القتل الرحيم:

قد يكون موت الحيوان الأليف التجربة الحزينة الوحيدة المرتبطة بالموت الرحيم بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين قد يمرون بها.

قد يجعل الشعور بالشك أو الذنب تجاه قرار الموت الرحيم من الحزن أمرًا معقدًا.

وجد الباحثون مثلًا، أن الخلافات العائلية المتعلقة باتخاذ القرار الصائب لتطبيق الموت الرحيم على الحيوان الأليف أو عدم تطبيقه يعد تحديًا صعبًا.

يعطي الموت الرحيم فرصةً لأصحاب الحيوان الأليف كي يستعدوا نفسيًّا لوفاته وغيابه، وبذلك تكون هناك فرصة للوداع والتخطيط للحظات أخيرة مليئة بالحب والتقدير، مثل تقديم وجبة لذيذة أو قضاء ليلة وداع أخيرة.

توجد اختلافات شاسعة في ردود فعل الأشخاص تجاه القتل الرحيم للحيوان الأليف. وجد أحد الأبحاث أنه بعد فترة من تطبيق الموت الرحيم يشعر 83% من الأشخاص بالراحة والثقة أنهم اتخذوا القرار الصحيح، وأنهم كرّموا حيوانهم الأليف بمنحه وفاةً أقل ألمًا ومعاناة.

وجدت دراسة كندية أن 16% من المشاركين بالدراسة الذين طبقوا الموت الرحيم على حيوانهم الأليف، يعدّون أنفسهم مجرمين.

أظهر بحث أمريكي مدى الدقة التي قد يبلغها هذا القرار، فقد شعر 41% من المشاركين بالدراسة بالذنب، و4% راودتهم أفكار انتحارية بعد أن وافقوا على القتل الرحيم لحيوانهم الأليف.

تؤثر المعتقدات الثقافية وطبيعة وشدة العلاقة ونوع التعلق وتأثير طبيعة الشخصية في تجربة القتل الرحيم للحيوان الأليف.

الحزن المكتوم

لا يزال هذا النوع من الخسارات والتعبير عن الحزن تجاهها غير مقبولين في المجتمع كثيرًا، يسمى هذا بالحزن المكتوم، ويشير إلى الخسارات التي لا يقدرها المجتمع بصورة كافية أو قد يتجاهلها تمامًا، كل هذا يجعل التعبير عن الحزن صعبًا، في الأماكن العامة على الأقل.

يقول المختصان النفسيان روبرت نيمير وجون جوردان، إن الحزن المكتوم يكون نتيجة الفشل في التعاطف.

ينكر بعض الأشخاص حزنهم الشخصي على حيوانهم الأليف لأنهم قد يظنون أنه أمر مخجل، ولا يتعلق الأمر فقط بالملامح الحزينة التي تظهر في مكان العمل أو في الخارج، إذ قد يشعر الأشخاص أن حزنهم غير مقبول عند أحد أفراد أسرتهم أو عائلتهم بالكامل.

على مستوى أوسع، قد لا نجد توافقًا بين الحزن العميق على موت الحيوان الأليف والتوقعات المجتمعية حول الموضوع.

قد يُعامل بعض الأشخاص مثلًا بازدراء أو استخفاف إن فوتوا العمل أو طالبوا بإجازة لأنهم حزينون على حيوانهم الأليف.

تشير الأبحاث إلى أنه عندما يشعر الناس بالحزن والقلق بسبب خسارة حيوان أليف، فإن الحزن المكتوم يجعل إيجاد العزاء والتعافي من الصدمة صعبًا جدًا.

يبدو أن الحزن المكتوم يكبح جماح التعبير العاطفي بطريقة تجعل التعافي أصعب.

قد تكون علاقتنا مع حيواننا الأليف ذات معنى وقيمة تمامًا مثل علاقاتنا مع البشر، فخسارة الحيوان الأليف ليست أقل ألمًا من أي خسارة أخرى.

توجد أبعاد لخسارة الحيوان الأليف يجب علينا إدراكها واستيعابها على أنها فريدة من نوعها، يمكننا تقليل معاناة الناس إن استطعنا تقبل أن هذه الخسارة مماثلة لخسارة الأشخاص الأعزاء، فنحن بشر ولدينا مشاعر وعواطف.

اقرأ أيضًا:

أربع نصائح مهمة للحفاظ على صحة حيوانك الأليف

هل تفيد الحيوانات الأليفة في تعزيز الصحة النفسية أثناء الحجر؟

ترجمة: ميس مرقبي

تدقيق: ميرفت الضاهر

مراجعة: نغم رابي

المصدر