الحَوَل الإنسي: حالةٌ لا يلتقي فيها محورا الرؤية في كلتا العينين في نقطةٍ واحدة، وتحدث عند النظر إلى جسم ما في الوقت ذاته، إذ تتجه إحدى العينين أو كلتاهما إلى الداخل باتجاه الأنف.

ما الحَوَل الإنسي؟

نوع من أنواع حَوَل العيون، تتجه فيه العين باتجاه الداخل، أي يحدث خلل في محاذاة العينين لبعضهما. وقد يكون الحَوَل الإنسي أحادي الجانب أي يشمل عينًا واحدة أو ثنائي الجانب يشمل كلتا العينين.

فعادةً ما تعمل العضلات والأعصاب التي تتحكم في العين للسماح لكلتا العينين بالعمل معًا، أما في الحَوَل الإنسي، يختل التحكم ولا تعمل العضلات كما ينبغي.

ما الفرق بين الحَوَل الإنسي والحَوَل الوحشي؟

كلتا الحالتين تمثلان حدوث خلل وانحراف في العين، لكن الفرق بينهما في اتجاه هذا الانحراف.

في الحَوَل الإنسي، تنحرف العين نحو الداخل وباتجاه الأنف مثلما ذكرنا، أما في الحَوَل الوحشي فإن العين سوف تتجه نحو الخارج، أي باتجاه الأذن. وفي الحَوَل الإنسي، يشيع حدوث الغمش (العين الكسولة) وقد يكون شديدًا، لكنه ليس شائعًا مع الحَوَل الوحشي.

ما الفرق بين الحول الإنسي والشطور المتغاير؟

في كلتا الحالتين تتجه العين نحو الداخل، لكن في الشطور تعمل العينين جيدًا ولا يظهر الحَوَل إلا عند إغلاق أو تغطية عين واحدة.

هل الحَوَل الإنسي وراثي؟

قد يمثل الحَوَل إصابة عائلية، لكن إصابة أحد أفراد العائلة بالحَوَل، لا تعني بالضرورة إصابة باقي الأفراد، ولا تعني الإصابة بنفس نوع الحَوَل أيضًا، وبالتأكيد هو غير مُعدٍ.

ما مدى شيوع الحَوَل الإنسي؟

نحو 13 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون من الحَوَل. ويعد الحَوَل الإنسي نوعًا شائعًا من الحَوَل، ويوجد عند نحو 1 ٪ إلى 3 ٪ من السكان.

أنواع مختلفة من الحول الإنسي:

توجد طرق مختلفة لتصنيف الحَوَل الإنسي، تشمل:

1. تصنيف الحَوَل الإنسي حسب العمر:

إذ يقسم الحول الإنسي إلى نوعين، الحول الإنسي الخلقي الذي يظهر عند الولادة أو في الشهور الأولى من الحياة، والحَوَل الإنسي المكتسب، الذي يحدث في فترة الطفولة.

2. تصنيف الحول الإنسي حسب عدد مرات الحدوث:

في هذه الحالة، يكون لدينا إما الحَوَل الإنسي متقطع الحدوث، وهو حول متغير، أو الحَوَل الإنسي الدائم، الذي يكون مستمرًا وموجودًا طوال الوقت.

وحتى عمر ستة أشهر يُعد طبيعيًا أن يعاني الطفل من بعض الحَوَل الإنسي المتقطع، أو بعض الانحراف العرضي للعين نحو الداخل.

3. تصنيف الحَوَل الإنسي حسب طريقة العلاج – مع نظارات أو دونها:

يمكن علاج الحول الإنسي التكيفي بالنظارات أو العدسات اللاصقة، إذ يحدث الحول الإنسي التكيفي عند محاولة التركيز على الأشياء البعيدة، وعندها تجهد العين بشدة من طول فترة النظر.

وإذا لم تتمكن النظارات من تصحيح الحَوَل الإنسي بصورةٍ كاملة، فقد يشخص الأطباء الإصابة على أنها حول إنسي تكيفي جزئيًا، ويكون العلاج جراحيًا لتصحيح المحور الذي لا تتحكم فيه النظارات.

يوجد نوع من الحَوَل الإنسي هو الحَوَل الكاذب، إذ تبدو العين وكأنها مصابة بالحَوَل الإنسي ولكنها ليست كذلك. وتنجم الحالة عن اتساع عرض جسر الأنف لدى الأطفال وتغطية جزء من العين لوجود طيات جلدية من جفن العين نفسها. تُلاحظ الظاهرة عندما ينظر الطفل إلى جهة ما وتغطي طيات الجلد جزءًا كبيرًا من عينه فيظهر وكأنه يعاني من الحَوَل، وتتحسن الحالة مع نمو الطفل.

أعراض الإصابة بالحَوَل الإنسي:

العلامة الرئيسية في الحَوَل الإنسي هي انحراف العين نحو الداخل، وقد لا يتمكن المصاب من مشاهدة هذا الانحراف بنفسه أحيانًا، وتشمل الأعراض الأخرى ما يلي:

  •  خلل التنسيق الحركي بين العينين.
  •  التحديق، ومحاولة إمالة الرأس من أجل الحصول على رؤية أفضل، ما قد يسبب إجهاد العين.
  •  مشكلات في إدراك عمق الأشياء.
  •  الشفع: ازدواج الرؤية.
  •  تدني الرؤية في عين واحدة أو الغمش.

أسباب الحول الإنسي:

يحدث الحَوَل الإنسي بسبب نقص التنسيق بين عضلات العين، إذ تعمل عضلات العين معًا مثل آلية جهاز منظار العينين فيمكن مثلًا معرفة مدى القرب من شيء ما، ومن المهم للعينين أن تتعاونا معًا في أثناء ركوب الدراجة أو قيادة السيارة أو القراءة.

عادةً ما يكون الأشخاص الذين يعانون الحول الإنسي مديدي البصر، أي أنهم يستطيعون رؤية الأشياء البعيدة أوضح من الأشياء الأقرب إليهم.

لذلك في بعض الأحيان، يدل الحول الإنسي على الحاجة إلى استخدام نظارات لتصحيح مدى الرؤية.

أيضًا، يمكن أن يكون الحَوَل الإنسي علامة على الإصابة بحالات أخرى، نذكر منها:

  •  مشكلة داخل إحدى العينين أو كلتيهما، مثل ساد عدسة العين أو مشكلات الشبكية أو العصب البصري.
  •  اضطراب في الدماغ، مثل ارتفاع الضغط أو ورم في المخ.
  •  بعض الحالات العصبية، مثل السكتة الدماغية واعتلال الأعصاب في سياق مرض السكري.
  •  رضوض العين.
  •  أمراض الغدة الدرقية.

كيف نشخص الحَوَل الإنسي؟

في البداية يجب معرفة التاريخ الطبي والسوابق العائلية والفحص السريري، لمعرفة المدى الحركي للعين وقدرتها على التركيز، ويشمل الفحص:

  1.  حدة البصر: مثلًا قراءة الحروف من لوحات خاصة لفحص العين، أو فحص السلوك البصري للأطفال الصغار).
  2.  القوة الانكسارية: فحص العين بسلسلة من العدسات التصحيحية لقياس قدرة العين على تركيز الضوء، ولا يطلب من الأطفال تقديم إجابات شفهية على الاختبارات.
  3.  اختبارات المحاذاة والتركيز.
  4.  الفحص بعد توسيع حدقة العين لنتمكن من رؤية أقسام العين الداخلية.

علاج الحَوَل الإنسي:

قد تتراجع بعض حالات الحَوَل الإنسي تلقائيًا، وقد يقترح الطبيب أحد هذه العلاجات:

  •  النظارات أو العدسات اللاصقة.
  •  علاج الغمش: تغطية العين الأقوى أو استخدام قطرة توسيع لطمس رؤية العين الأقوى.
  •  المواشير: التي تُعدّل الصور لجعلها تتوافق مع محور العين المنحرف.
  •  حقن توكسين البوتولينوم أو البوتوكس.
  •  التصحيح الجراحي.

كيف يمكن منع الحَوَل الإنسي؟

لا يمكن منع الحَوَل الإنسي، لكن يمكن تقليل المضاعفات الناتجة عنه بإجراء فحص دوري للعين عند الأطفال بمجرد ملاحظة انحراف العين، ومثل أيّ حالة أخرى، كلما شُخص الحول الإنسي مبكرًا كانت نسبة الشفاء أفضل.

هل يسبب الحَوَل الإنسي العمى؟

نعم، قد يؤدي الحول الإنسي غير المعالج إلى فقدان الرؤية عند الإصابة بالغمش.

متى تجب استشارة طبيب مختص؟

عند ملاحظة أن الطفل يحدق كثيرًا أو يحرّك الأشياء لمحاولة التركيز، أو إذا تغيّرت عينا الطفل فجأة أو لوحظ اختلاف حركة العينين، فمن الأفضل استشارة طبيب مختص على الفور.

اقرأ أيضًا:

الحول الوحشي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

حول العينين: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: تيماء القلعاني

تدقيق: غُفران التميمي

المصدر