نقص حاسة التذوق اضطراب يتعلّق بحاسة التذوق، يضعُف أو يخف فيه الإحساس بالأطعمة المختلفة، إذ يجد الشخص المصاب صعوبةً في التفريق بين النكهات المختلفة، أو حتى مشكلات في تحديد نوع الطعم؛ هل الطعام حلو أو مالح المذاق؟

تتراوح الحالة بين خفيفة إلى شديدة، وقد تتطور تدريجيًا أو فجائيًا.

يختلف نقص حاسّة التذوق (hypogeusia) عن عسر التذوق (dysgeusia)، الذي يشير إلى اضطراب حس الذوق، ويختلف عن فقد حاسّة التذوق (ageusia) ، الذي يعني فقدانًا حاسّة التذوق كليًا.

أعراض نقص حاسة التذوق:

تختلف الأعراض من شخص لآخر، وقد تتضمن:

  • نقصًا كليًا في حاسة التذوق.
  • عدم القدرة على تمييز أطعمة معينة.
  • صعوبة التفريق بين الأطعمة المختلفة (حلو، حامض، مالح، مر).

ما العلاقة بين نقص حاسة التذوق وجائحة الكورونا؟

قد يفقد المصابون بالكورونا حاسة التذوق مبكرًا، غالبًا قبل ظهور باقي الأعراض، بسبب الترابط بين حاستي التذوق والشم، إذ يفقد العديد من الناس حاسة الشم عند الإصابة بالكورونا.

لا يعني الإصابة بنقص حاسة التذوق أو أي من اضطرابات التذوق الأخرى؛ أن الشخص مصاب بكوفيد-19. لكن إذا شعر الشخص بفقدان مفاجئ في حاسة التذوق فعليه استشارة الطبيب المختص.

أسباب نقص حاسّة التذوق:

تتضمن الأسباب المحتملة مايلي: بعض الأمراض والعوامل البيئية وأسباب عصبية.

قد يكون تطور نقص حاسة التذوق عرضًا ثانويًا لتناقص حاسة الشم أحيانًا.

بعض الأمراض أو الحالات الطبية التي قد تسبب نقص حاسة التذوق:

  •  الأليرجية.
  •  البوليبات (السلائل) الأنفية.
  •  العدوى الفيروسية، مثل الرشح والزكام وطبعًا الكورونا.
  •  العدوى البكتيرية، مثل التهاب الحلق العقدي والتهاب الجيوب الأنفية.
  •  أسباب سنيّة المنشأ، مثل تسوس الأسنان وأمراض اللثة.
  •  السكري.
  •  أمراض الغدة الدرقية.
  •  أمراض الكبد.
  •  أمراض الكلية.
  •  نقص فيتامين B12.

العوامل البيئية التي قد تساهم في حدوث نقص حاسة التذوق:

  •  التدخين.
  •  العناية الفموية السيئة.
  •  بعض الأدوية؛ كالكاربامازبين والديلتيازم والليفودوبا.
  •  التعرّض لمواد كيميائية وسموم معينة؛ كالأسيد والمعادن الثقيلة.
  •  المعالجة الشعاعية للرأس والعنق.
  •  التقدم بالعمر (يصبح نقص حاسة التذوق أكثر شيوعًا مع التقدم بالعمر).

الأسباب العصبية المرتبطة بنقص حاسة التذوق:

  •  رض الرأس.
  •  شلل بل.
  •  السكتة.
  •  التصلب المتعدد.
  •  داء باركنسون.
  •  داء ألزهايمر.

اختلاطات نقص حاسة التذوق:

قد يؤثر نقص الحساسية تجاه الأطعمة سلبًا على جودة حياة الشخص؛ أي قد لا تسعدك الأطعمة الشهية مجددًا ما يؤدي إلى نقص الشهية وبالتالي سوء التغذية.

أيضًا تساعد حاسّة التذوق على تعرف الأطعمة أو المشروبات الفاسدة وتجنبها، وقد تساعد في حالات معينة على تجنب بواعث الحساسية، فمثلًا إذا كان الشخص يعاني من حساسية اتجاه الجوز، فسوف يتجنب الطعام الذي يحتوي الجوز بفضل حاسة التذوق.

تشخيص نقص حاسة التذوق:

يشخص طبيب الأنف والأذن والحنجرة الحالة بالفحص الجسدي ومراجعة التاريخ الطبي للمريض وبالسؤال عن الأعراض، وقد يطلب بعض الفحوص التشخيصية:

  •  اختبار لمعرفة مدى أو درجة حساسية الفرد للتذوق وتعرف الأطعمة المختلفة.
  •  مقدرة المريض على التمييز بين الأطعمة المختلفة.
  •  مقدرة المريض على التمييز بين الطعوم الأساسية: الحلو والمالح والحامض والمر واللاذع.
  •  اختبار إذا ما كان التذوق يتحسن لدى المريض بزيادة تركيز الطعم.

علاج نقص حاسة التذوق:

بدايةً؛ يجب ملاحظة الأمراض الكامنة (المرتبطة) ومعالجتها. قد يتضمن العلاج:

  •  تغيير نمط الحياة.
  •  أدوية معينة.
  •  وفي حالات أقل شيوعًا: الجراحة.

قد يتعافى المريض تلقائيًا في بعض الحالات.

تغيير نمط الحياة:

قد تؤدي تغييرات بسيطة في أسلوب الحياة إلى تحسين الحساسية للتذوق. يعتمد التغيير على مسبب الحالة:

  •  الإقلاع عن التدخين.
  •  تحسين الصحة الفموية.
  •  اتباع إجراءات السلامة بارتداء الأشياء المناسبة عند العمل بمجال يفرض الاقتراب من مواد كيميائية مؤذية.
  •  تغيير الدواء الذي يسبب نقص حاسة التذوق بإشراف الطبيب المختص حصرًا.

الأدوية:

قد تسبب بعض الأمراض نقص حاسة التذوق وخصوصًا الأمراض التي تسبب نقص حاسة الشم؛ نظرًا للترابط مابين الحاستين، بالتالي فإن المعالجة الدوائية للأمراض المسؤولة -مثل الأليرجية واحتقان الأنف والتهاب الجيوب الأنفية- تؤدي لتحسُّن في حاستي التذوق والشم.

تتضمن بعض الأدوية الموصوفة:

  •  المضادات الحيوية.
  •  مضادات الاحتقان.
  •  مضادات الهستامين.
  •  الستيروئيدات القشرية.

الجراحة:

لا يلجأ الأطباء نحو الحل الجراحي في علاج نقص حاسّة التذوق إلا في الحالات التي يكون المسبب فيها نقص حاسة الشم، فيؤدي تحسّن الشم إلى تحسن تلقائي في التذوق، نلاحظ ذلك جليًا في حالات نمو بروزات أو بنى غير طبيعية تسد الممر الأنفي، مثل البوليبات الأنفية أو انحراف الوتيرة الأنفية.

تستطب الجراحة في:

  •  إزالة البوليبات الأنفية.
  •  معالجة التهاب الجيوب المزمن.
  •  ترميم الوتيرة الأنفية، وتصحيح توضعها.

الإجراءات المنزلية لتحسين حاسة التذوق:

  •  إضافة أنواع مختلفة ومتنوعة من التوابل والأعشاب للطعام مع تجنب إضافة الكثير من الملح أو السكر.
  •  تجربة مواد غذائية مختلفة.
  •  تجنب الأوعية المقاومة للحرارة أو الأوعية البلاستيكية التي قد تخفف أو تخفي بعض النكهات.

الوقاية من نقص حاسة التذوق:

هذا الأمر غير ممكن، نظرًا لعدم إمكانية تجنب مسببات الحالة، ولكن نستطيع تخفيف عوامل خطورة الإصابة بممارسات حياتية بسيطة، مثل الإقلاع عن التدخين واتباع نظام غذائي صحي والمراجعة الدورية للطبيب للاطمئنان على الصحة.

ما مقدار المدة الزمنية اللازمة للتعافي من نقص حاسة التذوق؟

يتعافى المصاب من نقص حاسة التذوق عند معالجة الحالة المسببة أو التعافي منها، إذ نلاحظ تحسنًا كبيرًا في الحساسية للتذوق عند الشفاء من الزكام أو التهاب الجيوب الأنفية. أو قد يستمر لعدة أسابيع أو أشهر في حال الإصابة بالكورونا. بشكل أقل شيوعًا قد يستمر لسنوات.

أما في حالاتٍ نادرةٍ، قد لا يتحسن نقص حاسّة التذوق أبدًا،و يشيع هذا لدى المرضى المصابين باضطرابات عصبية؛ مثل داء باركنسون.

متى تجب مراجعة الطبيب المختص؟

من الطبيعي أن تختلف الحساسية للتذوق من فترة لأخرى وفي ظروف معينة، لكن تجب مراجعة الطبيب في حال:

  •  استمرت الحالة لمدة تزيد على 14 يومًا.
  •  الفقدان المفاجئ لحاسة التذوق.

الأسئلة التي يجب طرحها على الطبيب:

  •  لماذا تغيرت الحساسية للأطعمة لدي؟
  •  ما هو السبب الكامن وراء الحالة؟
  •  هل توجد حاجة إلى فحوص تشخيصية؟
  •  هل يوجد مرض آخر يسبب نقص في حاسة التذوق؟

إن عملية التذوق جزء من التجربة الإنسانية.

يعد تناول الطعام تقليد هام من التقاليد الإجتماعية المختلفة، مثل الاحتفال بأعياد الميلاد أو الخروج برفقة الأصدقاء في العطلات.

من هنا كان للتغير في الحساسية للتذوق تأثير سلبي ضار على جودة الحياة، خصوصًا عندما تستمر الأعراض فترةً طويلة، قد يؤدي لشعور الإنسان بالنقص أو ربما غياب المتعة في تناول الطعام. لذا يجب على الشخص الذي يلاحظ التغييرات، مراجعة الطبيب بسرعة وتقصي الأسباب الممكنة ومعالجتها.

اقرأ أيضًا:

كيف نستعيد حاستي الشم والتذوق بعد الإصابة بكوفيد-19؟

اكتشاف نوع جديد من خلايا التذوق يمكنها تمييز جمع الطعوم

ترجمة: حنان احمد

تدقيق: ألاء ديب

المصدر