الخراج خلف البلعوم هو عدوى خطيرة بين البلعوم والفقرات العنقية ويظهر عمومًا خلف الحلق، بينما يبدأ في الظهور عند الأطفال عادة في الغدد الليمفاوية في الحلق.

الخراج خلف البلعوم نادر الحدوث، يحدث عادة للأطفال دون الثامنة، على الرغم من أنه يمكن أن يؤثر أيضًا على الأطفال الأكبر سنًا والبالغين. تتطور العدوى بسرعة وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، ويمكن أن يؤدي إلى الموت في الحالات المتفاقمة.

أعراض الخراج خلف البلعوم

الخراج خلف البلعوم عدوى غير عادية قد يصعُب تشخيصها.

تشمل أعراض الخراج خلف البلعوم ما يلي:

  •  صعوبة التنفس أو حشرجته.
  •  صعوبة البلع.
  •  الألم عند البلع.
  •  الترويل.
  • الحمى.
  •  السعال.
  •  ألم الحلق الحاد.
  •  تصلب الرقبة أو تورمها.
  •  التشنجات العضلية في الرقبة.

إذا كنت تعاني أيًا من هذه الأعراض أو لاحظت وجودها لدى طفلك، فاستشر الطبيب. ابحث عن رعاية طبية فورية إذا كنت تواجه صعوبة في التنفس أو البلع.

أسباب الخراج خلف البلعوم

عادة ما يصاب الأطفال بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي قبل ظهور خراج خلف البلعوم، قد يعاني طفلك أولاً من التهاب في الأذن الوسطى أو التهاب الجيوب الأنفية على سبيل المثال.

أما الأطفال الأكبر سنًا والبالغين عادة ما يتطور معهم المرض بعد تعرض المنطقة للإصابة، فقد تكون رضًّا أوعملية جراحية أو معالجة الأسنان.

تسبب الأنواع المختلفة من البكتيريا الخراج خلف البلعوم، ومن الشائع وجود أكثر من نوع من البكتيريا، أكثرها شيوعًا لدى الأطفال هي المكورات العقدية والمكورات العنقودية وبعض الأنواع البكتيرية الأخرى في الجهاز التنفسي. قد تسبب الخراج فيروسات أخرى مثل فيروس نقص المناعة والسل.

وقد ربط بعض الباحثين ارتفاع حالات الخراج خلف البلعوم بالزيادة الأخيرة في العنقوديات الذهبية المقاومة للميثيللين MRSA، وهي عدوى العنقوديات المقاومة للمضادات الحيوية.

الأكثر عرضة للإصابة بالخراج خلف البلعوم

يصيب خراج خلف البلعوم الأكثر شيوعًا الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وأربع سنوات.

الأطفال الصغار أكثر عرضة لهذه العدوى لأن لديهم العقد الليمفاوية في الحلق التي تصاب بالعدوى، وتبدأ هذه الغدد الليمفاوية بالانحسار عندما ينضج الطفل الصغيرفتصبح عادة أصغر بكثير عند بلوغ الطفل الثامنة من عمره.

خراج خلف البلعوم أيضا أكثر شيوعًا بنسبة قليلة في الذكور.

البالغون الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي أو المصابون بأمراض مزمنة هم أيضًا أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، وتشمل الأمراض المزمنة:

  •  إدمان الكحول.
  •  داء السكري.
  • السرطان.
  •  الإيدز.

التشخيص

من أجل إجراء التشخيص، سيسأل الطبيب عن الأعراض والتاريخ الطبي.

بعد إجراء الفحص البدني، سيطلب فحوصًا بالأشعة السينية أو المقطعية، بالإضافة إلى فحوص الأشعة. وقد يطلب أيضًا إجراء تعداد دم كامل CBC ومستنبت دموي. ستساعد هذه الفحوصات على تحديد مدى العدوى وسببها، واستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى لأعراضك.

قد يتشاور الطبيب مع طبيب الأنف والأذن والحنجرة أو اختصاصي آخر للمساعدة في التشخيص والعلاج.

الخراج خلف البلعوم: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج عدوى خطيرة بين البلعوم والفقرات العنقية ويظهر عمومًا خلف الحلق الغدد الليمفاوية

خيارات العلاج

عادة ما تُعالج هذه العدوى في المستشفى، وإذا كنت تعاني أنت أو طفلك من صعوبة في التنفس سيوفر لك الطبيب الأكسجين.

في الحالات الشديدة، قد يكون التنبيب ضروريًا، أي أن يُدخل الطبيب أنبوبًا في القصبة الهوائية من خلال فمك أو أنفك لمساعدتك على التنفس، وهو إجراء ضروي إلى أن تستطيع التنفس بمفردك.

سيعالج طبيبك أيضًا العدوى عن طريق الوريد باستخدام المضادات الحيوية واسعة الطيف، تعمل المضادات الحيوية واسعة الطيف ضد العديد من الكائنات الحية في وقت واحد، فمن المحتمل أن يقوم طبيبك بإعطاء إما السيفترياكسون أو الكليندامايسين للعلاج.

نظرًا لأن البلع يعرضك للخطر بسبب مكان الخراج خلف البلعوم، فإن السوائل الوريدية جزء من العلاج، وقد يكون من الضروري أيضًا إجراء عملية جراحية لتصريف الخراج، خاصة إذا كان مجرى الهواء مسدودًا.

مضاعفات الخراج خلف البلعوم

إذا تُركت دون علاج، يمكن أن تنتشر العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم، إذا انتشرت العدوى إلى مجرى الدم فقد يؤدي ذلك إلى صدمة إنتانية وفشل في الأعضاء، وقد يؤدي الخراج أيضًا إلى سد مجرى الهواء، ما يؤدي إلى ضيق التنفس.

قد تشمل المضاعفات الأخرى:

  •  الالتهاب الرئوي.
  •  جلطات دموية في الوريد الوداجي.
  •  التهاب المنصف، أو التهاب في تجويف الصدر خارج الرئتين.
  •  التهاب العظم والنقي، أو عدوى العظم.

توقعات العلاج

توقع أنت أو طفلك الشفاء التام من الخراج خلف البلعوم إذا حصلت على العلاج المناسب.

سيصف الطبيب المضادات الحيوية لمدة أسبوعين أو أكثر حسب شدة الخراج ومن المهم مراقبة تكرار أي أعراض، إذا تكررت الأعراض فابحث عن رعاية طبية فورًا لتقليل خطر حدوث مضاعفات.

الخراج خلف البلعوم يتكرر بين 1 إلى 5 في المئة من الناس. الذين يعانون منه أكثر عرضة للوفاة بنسبة 40 إلى 50 في المئة بسبب المضاعفات المرتبطة بالخراج، والبالغين أيضًا أكثر عرضة لتطور الإصابة إلى الوفاة مقارنة بالأطفال.

الوقاية من الخراج خلف البلعوم

سيساعد العلاج الطبي الفوري لأي عدوى في الجهاز التنفسي العلوي على الوقاية من ظهور خراج خلف البلعوم، تأكد من إكمال المقرر الكامل لوصفات المضاد الحيوي للتأكد من أن العدوى عولجت بالكامل.

تناول المضادات الحيوية فقط عندما يصفها الطبيب فذلك يساعد في الوقاية من العدوى المقاومة للمضادات الحيوية مثل MRSA (العنقوديات الذهبية لمقاومة الميثيللين).

إذا تعرضت أنت أو طفلك لصدمة في منطقة العدوى، فتأكد من اتباع جميع تعليمات العلاج. من المهم أن تبلغ طبيبك بكل التطورات، وأن تحضر جميع مواعيد المتابعة.

اقرأ أيضًا:

التهاب البلعوم و التهاب اللوزتين : الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

عسر البلع: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: ماريانا عادل

تدقيق: سمية المهدي

المصدر