أوضحت دراسة جديدة من هولندا أن الحصول على دم من امرأة كانت حامل في أي وقت مضى قد يكون محفوفًا بالمخاطر بالنسبة للرجال.

ووجدت الدراسة التي نُشِرت في 17 تشرين الأول/أكتوبر في مجلة «jama» أن الرجال الذين تلقوا عمليات نقل الدم من المتبرعات الإناث الحوامل سابقًا كانوا أكثر عرضةً للوفاة بنسبة 13 في المائة خلال فترة الدراسة، مقارنة بالرجال الذين تلقوا عمليات نقل الدم من مانحين ذكور.

وعلى النقيض من ذلك، فإن الرجال الذين تلقوا عمليات نقل الدم من النساء اللواتي لم يسبق لهن الحمل لم يكونوا في خطر متزايد للوفاة خلال فترة الدراسة، مقارنة مع الرجال الذين تلقوا عمليات نقل الدم من الذكور الآخرين.

وكانت النساء اللواتي تلقين دمًا من النساء إما مع أو بدون تاريخ للحمل، لم يكن في خطر متزايد للوفاة، مقارنةً مع النساء اللواتي تلقين الدم من المانحين الذكور.

وتعد النتائج «استفزازية، وربما -إن كانت صحيحة- قد يكون لها آثار سريرية خطيرة»، كما تؤثر أيضًا على عملية التبرع بالدم واستخدام الدم في عمليات نقل الدم، وقد كتب الدكتور (ريتشارد كابل- Ritchard Cable)، من خدمات الدم للصليب الأحمر الأمريكي، والدكتور (غوستاف إدغرين- Gustaf Edgren)، من قسم أمراض الدم بمستشفى « Karolinska» الجامعي في ستوكهولم، مقالًا افتتاحيًا مصاحبًا للدراسة.

ومع ذلك، فتعد النتائج أولية، ومن المحتمل أن هناك تفسيرات بديلة للنتائج.

ولذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد النتائج. ولهذا فإن معايير التبرع بالدم لن تتغير الآن (كما ذكر الطبيبان).

ولا زال سبب زيادة خطر وفاة المتلقين الذكور لدم المتبرعات الإناث الحوامل غير واضح تمامًا.

ومع ذلك، تكهن الباحثون أن التغيرات التي تحدث في الجهاز المناعي للمرأة أثناء الحمل يمكن أن تلعب الدور.

وتشير الدراسات السابقة إلى أن الرجال الذين يتلقون عمليات نقل الدم من النساء أكثر عرضةً للوفاة من الرجال الذين يتلقون عمليات نقل الدم من المانحين الذكور.

ولكن لم يكن من الواضح ما إذا كان تاريخ الحمل بين المتبرعات الإناث أثَّر على هذا الارتباط.

وفي الدراسة الجديدة، حلَّل باحثون من المركز الطبي لجامعة « Leiden» المعلومات لأكثر من 31000 شخص تلقوا نقلًا لخلايا الدم الحمراء في هولندا بين عامي 2005 و 2015.

ولم يُدرِج الباحثون في الدراسة إلا الذين تلقوا نقلًا من أحد الأنواع الثلاثة من المانحين: المانحون الذكور، المانحات الإناث اللواتي لهن تاريخ من الحمل، والمانحات من النساء دون تاريخ من الحمل.

(وهذا يعني، على سبيل المثال، أن المرضى الذين نقل إليهم الدم من مانح ذكر ومانحة أنثى مع تاريخ من الحمل، أي الاثنان مع بعضهما، لا يمكن إدراجهم في الدراسة).

كما وتوبع المشاركون، في المتوسط، لمدة تزيد قليلًا عن عام بعد عمليات نقل الدم.

وبالعموم، توفي ما يقارب من 4000 مشارك خلال فترة الدراسة.

وبالنسبة للمرضى الذكور، كان هناك 101 حالة وفاة لكل 1000 شخص في السنة من بين أولئك الذين تلقوا دماء من المتبرعات الإناث مع تاريخ من الحمل، مقارنة مع 80 حالة وفاة لكل 1000 شخص سنويًا من بين أولئك الذين تلقوا دماء من المانحين الذكور.

وقد لوحظ هذا المعدل المتزايد للوفاة فقط في فئة الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50 ومادون.

ومن بين الرجال الذين تلقوا دماء من النساء دون تاريخ من الحمل، كان هناك 78 حالة وفاة لكل 1000 شخص في السنة – أي نفس معدل الوفيات للرجال الذين تلقوا عمليات نقل الدم من المانحين الذكور.

وبالنسبة للنساء، لم تحدث زيادة في معدل الوفاة بين أولئك الذين تلقوا دماء من النساء الحوامل أو اللواتي لم يسبق لهن الحمل، مقارنة بأولئك الذين تلقوا دماء من المانحين الذكور.

وقد تبين للأطباء أنه في حالات نادرة، فإن الأشخاص الذين يتلقون عملية نقل الدم يطورون حالة تسمى إصابة الرئة الحادة ذات الصلة بنقل الدم «TRALI»، وهو رد فعل التهابي خطير في الرئتين قد يؤدي إلى الموت.

وافترض الباحثون أن الأجسام المضادة أو غيرها من عوامل الجهاز المناعي التي تطورها النساء في فترة الحمل يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بـ «TRALI» عند متلقي الدم الذكر.

ولكن الدراسة كانت محدودة. على سبيل المثال، لأن المرضى في الدراسة تلقوا نقل الدم من نوع واحد فقط من المانحين، أي أن هؤلاء المرضى حصلوا على عدد أقل من نقل الدم من المريض العادي لنقل الدم.

(حيث تزداد فرص حصول المريض على الدم من أكثر من نوع واحد من الجهات المانحة مع عدد عمليات نقل الدم). لذا، من غير الواضح مدى تأثير النتائج على عامة مرضى نقل الدم (الذين قد يكونون مريضون أكثر من أولئك الذين في الدراسة).

وبالإضافة إلى ذلك، فإن النتيجة التي تشير إلى زيادة خطر الوفاة بين الرجال الذين يتلقون عمليات نقل الدم من النساء الحوامل كانت صحيحة فقط بالنسبة للرجال الذين تبلغ أعمارهم بين 50 عامًا وما دون.

«وهذا يجعل النتائج مؤقتة جدًا، وتتطلب التحقق من صحتها في دراسات أخرى».

وقد قال كابل وادغرن في افتتاحيتهما: «لكن إذا أظهرت الدراسات المستقبلية وجود صلة مماثلة، فإن مراكز الدم وخدمات نقل الدم تحتاج إلى التخفيف من حدة هذا الخطر».

ويمكن أن يتم ذلك عن طريق مطابقة الجهات المانحة والمتلقية على أساس الجنس، أو عن طريق تعديل دم الجهات المانحة عن طريق إزالة عوامل الجهاز المناعي التي قد تكون مسؤولة عن الارتباط.


  • ترجمة: بلعريبي راغب
  • تدقيق: هبة فارس
  • تحرير : رغدة عاصي
  •  المصدر