تخيل لحظةً أن الذكاء الاصطناعي الذي نستخدمه يوميًا في مجموعة واسعة من التطبيقات، بدءًا من الرسائل الإلكترونية ووصولًا إلى البحث على الويب، يتحول بمحض الصدفة إلى سلاح مدمر في أيدي القراصنة الإلكترونيين. هذه ليست مجرد خيالات من فيلم خيال علمي، بل حقيقة قاتمة تتواجه معنا في الأفق. بوت ذكاء اصطناعي جديد يُعرف باسم وارم جي بي WormGPT دُرِّب على البيانات المشفرة، ويتوسع الآن في آفاق مروعة للأمن السيبراني. هذا ليس فقط تحذيرًا لنا جميعًا، لكنه أيضًا يلقي الضوء على ما يمكن أن يكون عليه الخطر الحقيقي للتطورات القادمة في عالم الذكاء الاصطناعي.

أطلق الخبراء التحذيرات من استخدام الروبوتات الذكية، مثل شات جي بي تي الذي طورته OpenAI، في الأنشطة الخبيثة، من إرسال رسائل البريد الإلكتروني المزعجة إلى تصميم البرمجيات الخبيثة. ومع ظهور روبوت WormGPT الجديد، أصبحت الأمور أخطر.

كشفت شركة سلاش نكست، المتخصصة في الأمن السيبراني، عن البوت الجديد في منشور على مدونتها. يمتاز WormGPT بأنه مدرب على بيانات البرمجيات الخبيثة، والأخطر، أنه لا يحتوي على آليات الأمان التي نراها في شات جي بي تي وبارد من جوجل.

وقد كُشف النقاب عن هذا البوت في منتدى للقراصنة الإلكترونيين، حيث كان المطور يعرض خدماته مقابل مبلغ مادي، ويفخر بقدرته على تنفيذ الأنشطة غير القانونية بتنوع وإتقان.

يُذكر أن WormGPT قد بُني على أساس نموذج لغوي كبير قديم أُنشئ عام 2021 يُسمى جي بي تي-جا، وهو من تطوير EleutherAI، وهي مجموعة غير ربحية تطور برامج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر.

ويذكر أيضًا أن الهاكر وراء WormGPT يقدم الوصول إلى البرنامج بقيمة 67.44 دولار شهريًا. وقد عد موظفو سلاش نكست أن قدرته على إنشاء رسائل الصيد الإلكتروني المعقدة بإتقان تشكل تهديدًا خطيرًا.

رغم هذه التحذيرات، فقد تلقى البرنامج بعض الانتقادات من المستخدمين الذين لم يجدوا فيه الكفاءة المنتظرة. لكن هذا لا يقلل من الواقع القاتم الذي يرسمه وجود بوت كهذا. إذ يعد بمثابة تذكير بالمستقبل المرعب لجرائم الذكاء الاصطناعي، إذ يمكن أن تصبح حماية البيانات والأموال أصعب من أي وقت مضى، ومن ثم يمكن أن ينشأ تحديات جديدة للصناعة الناشئة للذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضًا:

روبوت شات جي بي تي يحتال على أحد المستخدمين حتى يحل له رمز كابتشا (أنا لست روبوتًا)!

خبراء يحذرون من الاحتيال بواسطة تقنية استنساخ الصوت المدعومة بالذكاء الاصطناعي

ترجمة: محمد حسام

تدقيق: باسل حميدي

المصدر