الركض نشاط فعال يدعم صحة الجهاز القلبي الوعائي، وذلك عند ممارسته بانتظام. مع ذلك أظهرت دراسة حديثة أن الركض في الطقس البارد أكثر فائدةً في تقوية الجسم وتنشيطه.

أوضح الباحثون أن تمارين الشتاء تزود الجسم بإيجابيات لا توفرها تمارين الصيف، مع أن جولات الركض في الشتاء تتطلب بعض الاستعدادات الخاصة مثل الملابس والأحذية.

يقول الطبيب جوشوا بلومغرن، المختص في الطب الرياضي: «يمثل الركض تمرينًا مفيدًا للجهاز القلبي الوعائي. يستهدف الركض عضلات الساق كلها تقريبًا، إضافةً إلى تحريك اليدين. لا يُعد تمرينًا شاملًا للجسم، لكنه قريب جدًا من ذلك».

«يحصل المرء على فوائد تمارين الركض على الجهاز القلبي الوعائي، سواء في الشتاء أو الصيف. مع ذلك، في أثناء تمارين الشتاء، يبذل الجسم جهدًا أكبر للحفاظ على درجة حرارته».

الإحماء الطقس البارد:

توضح عدة دراسات إيجابيات الركض في الطقس البارد مقارنةً بالطقس الدافئ. توضح دراسة الكيفية التي يجعل بها الطقس الدافئ التمرين أكثر إجهادًا، وهو أمر غير مفاجئ لأي شخص حاول الركض في الحر الشديد.

يعزز الركض في الطقس البارد الصحة العقلية والنفسية، ما يساعد على تخفيف أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي في الشتاء.

التوليد الحراري أحد أكثر العوامل إثارة للاهتمام، وهي العملية التي يمر بها الجسم للحفاظ على درجة حرارته في الطقس البارد.

«يمر الجسم بعملية معينة من أجل الحفاظ على حرارته في البرد، تتمثل بحرق السعرات الحرارية اعتمادًا على الشحم الأسمر. يولد الجسم كميةً أكبر من الشحم الأسمر استجابة للبرد، وهو أفضل من الشحم الأبيض في الحفاظ على حرارة الجسم وتوليدها».

نوهت الطبيبة تريسي سازلو، المختصة في الطب الرياضي، بحاجة الجسم إلى آلية التبريد بشكل أقل في الطقس البارد، ما يساعد على تعزيز تدفق الدم.

«يستخدم الجسم التعرق آليةً لتبريد الجسم في الطقس الدافئ، ما يدفعه لتحويل الدم من مركز الجسم إلى الأطراف. لكن في الطقس البارد، لا يحتاج الجسم إلى دفع الدم إلى الجلد والأطراف بالطريقة ذاتها، ما يعني توفر حجم أكبر من الدم. يساعد ذلك على الركض بالوتيرة ذاتها، دون ارتفاع معدل ضربات القلب».

التحضير للركض في الطقس البارد:

لا تتطلب ممارسة التمارين في الطقس المعتدل أو على جهاز المشي في المنزل استخدام معدات أو ألبسة محددة، فقط ملابس مريحة وأحذية جيدة مخصصة للركض.

أما بالنسبة إلى من يريدون تحدي أنفسهم في الطقس البارد والحصول على الفوائد التي يقدمها الركض لتعزيز الجهاز القلبي الوعائي، فيؤكد المختصون أهمية الإحماء واختيار الملابس المناسبة.

يجعل الطقس البارد الجسم متيبسًا، لذا تعد التحمية الديناميكية أمرًا جيدًا قبل الركض، ومن ثم تبرز أهمية الملابس المناسبة.

«يُعد ارتداء عدة طبقات من الثياب أمرًا مهمًا، إذ تترافق بداية التمرين مع الشعور بالبرودة ولكن يمكن لاحقًا التخلص من بعض هذه الطبقات عند ازدياد حرارة الجسم. ينصح البعض بارتداء ملابس تناسب درجة حرارة أعلى قليلًا من الطقس الفعلي، وذلك لارتفاع درجة حرارة الجسم في أثناء الركض».

تنصح سازلو بارتداء عدة طبقات من المواد الممتصة للرطوبة، وذلك للتخلص من التعرق، مع أن التعرق لا يشكل عاملًا يعيق الركض والتمرين في الطقس البارد.

«يصبح القطن أو الصوف رطبًا عند ارتداءه في أثناء الركض، ما يسمح بتبريد الجسم، وهو أمر رائع في الطقس الدافئ، لا البارد».

اختيار الحذاء المناسب أمر مهم للعداء. أحذية الركض العادية خيار جيد في الطقس البارد غير المترافق بالثلج والجليد، أما في الطرق الزلقة فلابد من انتعال حذاء مخصص.

ينوه الباحثون بأهمية إبقاء الأطراف -أصابع اليدين والقدمين والأذنين والأنف- دافئة، فقد تصبح باردة جدًا حين تنكشف.

«قد يؤدي استنشاق الهواء البارد إلى تأثير قاس في الرئتين. يُنصح ارتداء ما يغطي الأنف والفم لتدفئة الهواء قبل دخوله الرئتين».

نصائح للمبتدئين:

يفيد الركض في درجات حرارة أكثر اعتدالًا أو حتى داخل المنزل في تقوية الصحة العامة أيضًا، وهو أمر يحفز من يجد الركض في درجات الحرارة الباردة أمرًا شاقًا.

يوضح بلومغرن أيضًا فوائد إطلاع العدائين الجدد أطبائهم على أهدافهم، خصوصًا إذا كانوا يعانون مشكلات صحية مثل ارتفاع الضغط الدموي، أو أمراض القلب، أو ارتفاع الكوليسترول.

أيضًا فإن تحضير الجسم ببطء وتجنب إرهاقه بشدة في وقت مبكر أمر جيد.

يسعى العداؤون الخبراء لتعزيز تجاربهم بالركض في الطقس البارد، لكن تركز الدراسات على أهمية ممارسة أي نوع من أنواع الأنشطة البدنية خلال فترة الشتاء.

«يعد الركض تمرينًا رائعًا ولا يجب الخوف من تجربته. يعرف الشتاء بترافقه مع الاضطراب العاطفي الموسمي، إذ يقصر النهار وتقل أشعة الشمس، ما يجلب الكآبة واضطراب المزاج. يميل الجسم فور الخروج من المنزل إلى إفراز المواد الكيميائية المحسنة للمزاج مثل الإندورفينات والسيروتونين، وتساعد ممارسة التمارين الرياضية على ذلك، سواء الركض أو المشي».

اقرأ أيضًا:

التمارين الرياضية وتمارين القوة تُحسّن صحة الدماغ لدى كبار السن

نشوة العداء: حين تنتشي بعد الركض، ما أسبابها وفوائدها؟

ترجمة: رهف وقاف

تدقيق: لين الشيخ عبيد

المصدر