الاكتئاب مرض شائع جدًا رغم الوصمة الاجتماعية المحيطة به، فوفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يعاني 1 من 20 شخصًا في الولايات المتحدة الأمريكية ممن تجاوز عمره 12 عامًا أحد أنواع الاكتئاب.

يشير المعهد الوطني للصحة العقلية (NIMH) إلى نسبة انتشار الاكتئاب أعلى بين النساء، لكنه يصيب جميع الأفراد في مختلف المراحل العمرية.

أنواع الاكتئاب:

  •  الاضطراب الاكتئابي المزمن الذي تستمر أعراضه حتى عامين.
  •  الاكتئاب الذهاني.
  • الاكتئاب الحاد.
  •  اضطراب ثنائي القطب.
  •  اكتئاب ما بعد الولادة (يصيب النساء في الفترة التالية للولادة).
  •  الاضطراب العاطفي الموسمي (يحدث في أشهر الشتاء).
  •  الاكتئاب المصاحب لاضطرابات القلق.

يتخطى الاكتئاب الشعور بالحزن لدى المصابين به، وقد يسبب أعراضًا متعددة منها مشكلات الصحة الجنسية.

نعرض في هذا المقال الرابط بين الاكتئاب والعجز الجنسي، وما يمكن فعله لتخطي هذا الأمر.

الأعراض بحسب الجنس

قد يسبب الاكتئاب صعوبات في المبادرة الجنسية، أو الاستمتاع بممارسة الجنس لدى الرجال والنساء على حد سواء، لكن هناك فروقات بين الجنسين في بعض تأثيراته.

النساء:

بحسب (NIMH)، ترتبط المعدلات العالية للإصابة بالاكتئاب لدى النساء بالتغيرات الهرمونية، وتزيد الأسباب الآتية من خطورة إصابة النساء بالاكتئاب:

  •  التقلبات المرتبطة بالحيض والفترة الزمنية التي تسبقه.
  •  فترة ما بعد الولادة.
  •  محاولة إحداث التوازن بين واجبات كل من الحياة المهنية والحياة العائلية.
  •  التقلبات المرتبطة بسن اليأس والفترة الزمنية التي تسبقه.

من المحتمل أن تعاني النساء مشاعر حزن دائمة قد تؤدي إلى شعورهنّ بقلة الثقة بالنفس وانخفاض تقديرهنّ لأنفسهنّ، فتؤثر هذه المشاعر في الحياة الجنسية بشدة.

مع تقدم النساء في العمر، قد تصبح ممارسة الجنس أقل متعة بسبب بعض العوامل الجسدية، وفي بعض الأحيان قد يكون الأمر مؤلمًا؛ إذ تجعل تغيرات الجدار المهبلي النشاط الجنسي مزعجًا للغاية. وإضافةً إلى ذلك، قد يعطل انخفاض مستويات الإستروجين عملية التزليق الطبيعية التي تسهل العملية الجنسية.

قد تسبب هذه العوامل اكتئابًا وإحباطًا لدى النساء في حال عدم طلب المساعدة للعثور على الحلول الملائمة.

الرجال:

يُعد القلق، وانخفاض تقدير الذات، والشعور بالذنب أسباب شائعة للإصابة بضعف الانتصاب، وجميعها أعراض للاكتئاب لكنها قد تحدث كذلك بطريقة طبيعية بسبب التقدم في العمر أو الضغوط النفسية، فمن المحتمل أن يفقد الرجال المصابون بالاكتئاب اهتمامهم بممارسة مختلف الأنشطة حسب توضيح NIMH، وقد يجدون العلاقة الجنسية غير جذابة على الإطلاق.

ترتبط المعالجة بمضادات الاكتئاب لدى الرجال مباشرةً بالعنانة أي بالعجز الجنسي، وقد تسبب تأثيرات مثل تأخر هزة الجماع أو القذف المبكر.

إن وجود مشكلات في الصحة الجنسية لدى الرجال والنساء على حد سواء قد يحدث خللًا في مشاعر تقدير الذات، وغيرها من أعراض الاكتئاب، وقد يتحول ذلك بدوره إلى حلقة مفرغة يشتد فيها كل من الاكتئاب والعجز الجنسي.

الأسباب وعوامل الخطر

ينتج الاكتئاب عن خلل التوازن الكيميائي في الدماغ، وقد يحدث هذا الخلل نتيجة لاضطرابات هرمونية ووراثية، وقد تصاحب الاكتئاب أمراض أخرى. وبغض النظر عن السبب الدقيق للإصابة، فإن الاكتئاب يؤدي إلى مجموعة من الأعراض الجسدية والعاطفية، ومن أكثرها شيوعًا:

  •  الحزن المستمر.
  •  فقدان الاهتمام بالأنشطة المرغوبة.
  •  الشعور بالذنب واليأس.
  •  الأرق والتعب.
  •  الانفعال والقلق.
  •  الوهن والشعور بالألم.
  •  العجز الجنسي.
  •  صعوبات التركيز.
  •  فقدان الوزن أو اكتسابه (بسبب تغير العادات الغذائية عادةً).
  •  ميول انتحارية.

تختلف أعراض الاكتئاب في تواترها وشدتها من شخص إلى آخر، لكن الاكتئاب الشديد يزيد احتمال حدوث اضطرابات الصحة الجنسية عمومًا.

تتولد الرغبة الجنسية في الدماغ؛ إذ تعتمد الأعضاء الجنسية على المركبات الكيميائية في الدماغ لتعزيز الرغبة الجنسية، إضافةً إلى تغيرات التدفق الدموي اللازمة لأداء الجنس، وقد يزيد تعطيل الاكتئاب لعمل هذه المواد الكيميائية من صعوبة ممارسة الجنس، وتكون هذه الاضطرابات أسوأ لدى كبار السن ممن يعانون خللًا في الوظيفة الجنسية.

لا يتوقف الأمر على الاكتئاب بحد ذاته، فمضادات الاكتئاب التي تُعد من أكثر الطرق شيوعًا في معالجة الاكتئاب، تصاحبها غالبًا تأثيرات جنسية جانبية غير مرغوبة.

أكثر الأدوية شيوعًا التي قد تصاحبها هذه التأثيرات:

  •  مثبطات أوكسيداز أحادي الأمين (MAOIs).
  •  مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين (SNRIs).
  •  مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs).
  •  الأدوية ثلاثية الحلقات ورباعية الحلقات.

خيارات العلاج

إن معالجة الاكتئاب واحدة فقط من الطرائق التي يمكن اتباعها لعلاج خلل الوظيفة الجنسية. وبحسب دراسة منشورة في مجلة American Family Physician، يواجه 70% من البالغين المصابين بالاكتئاب غير المعالج مشكلات في رغبتهم الجنسية. وعلى كل حال، قد يساعد الشعور بالتحسن من جديد على استعادة الاستمتاع بحياة جنسية طبيعية.

لا تُحل المشكلة لدى جميع المصابين الذين يلجؤون إلى علاج الاكتئاب، وإذا قرر مقدم الرعاية الصحية الأولية أن خلل الوظيفة الجنسية هو تأثير جانبي لمضاد الاكتئاب المتناول، فقد يستبدله بدواء آخر.

يُعد دواء ميرتازابين (ريميرون)، ونيفازودون (سيرزون)، وبوبروبيون (ويلبوترين) من الأدوية التي لا تسبب تأثيرات جانبية جنسية.

بصرف النظر عن التعديلات والإضافات على العلاج التقليدي للاكتئاب، فهناك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها لتحسين الصحة الجنسية عمومًا، ومنها:

  •  تناول جرعة مضاد الاكتئاب بعد ممارسة الجنس.
  •  استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل تناول أي من الأدوية التي تحسن الوظيفة الجنسية (مثل الفياغرا للرجال).
  •  ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتحسين المزاج والصحة الجسدية.
  •  الحديث مع الشريك بشأن تأثير الاكتئاب في الصحة الجنسية، وعلى أية حال ليس بالضرورة أن يكون هذا التواصل علاجًا تلقائيًا للمشكلة، لكنه قد يساعد على تخفيف مشاعر الذنب والتقدير السيء للذات.

التوقعات

يسبب الاكتئاب وعلاجه اضطرابات في الصحة الجنسية أحيانًا، لكن معالجة المشكلتين ممكنة، وعلاج إحداها غالبًا ما يساعد على علاج الأخرى. وعلى أية حال، يتطلب العثور على التوازن المناسب بعض الوقت والصبر.

يجب عدم تبديل أي دواء دون استشارة الطبيب، ويجب إعلام مقدم الرعاية الصحية عند تفاقم اضطرابات الوظيفة الجنسية حتى مع استمرار العلاج. وقد يتزامن الاكتئاب مع خلل الوظيفة الجنسية، لكن من الضروري تذكر أن هناك عوامل عديدة متنوعة تسبب اضطرابات الصحة الجنسية.

اقرأ أيضًا:

تغييرات في نمط الحياة تساعد على تخفيف الاكتئاب

ما الأغذية التي تساعد في الحفاظ على الصحة النفسية عند الإصابة بالاكتئاب؟

ترجمة: حاتم نظام

تدقيق: نور حمود

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر