“في العقود القليلة الفائتة، اعتقد الفلكيون أنّ الكون جامد لا يتغير، حتى أننا لم نعرف بوجود مجرات أخرى قبل القرن العشرين. كانت السّماء في نظرهم رمزًا للإستقرار والانتظام. النّجوم والكواكب كانت دائمًا موجودة، وستبقى على ما هي عليه إلى الأبد، ثابتةٌ لا تتغيّر. لكنّنا على عكس ما كان يعتقد تعلمنا أنّ الكون مرجلٌ يغلي بالتّفاعلات، نابضٌ بالحياة مثلنا تمامًا. النّجوم تولد، تشعّ، وتنفجر. العواصف النّجميّة ترسل كميّات هائلة من الغازات إلى الفضاء. الثّقوب السّوداء تبتلع كلّ ما تلمس. المجرّات تتصادم مع بعضها البعض راشقة النّجوم إلى الخلود. والزّمان والمكان أنفسهما يتمدّدان مع مرور الزّمان. تعلّمنا أنّ الكون أبعد ما يكون عن كونه جامدًا، وأنّ صلتنا به وثيقة جدًّا. فمع انفجار النّجوم العظيمة، تنتشر مكوّنات الحياة من بطونها: كاربون، أكسجين، نايتروجين، حديد، وكلّ المكوّنات الكيميائيّة الضّروريّة لتكوين الكواكب ولبداية الحياة. صلتنا بالكون أوثق ممّا عرفنا، النّجوم هي أسلافنا، ونحن ذريّتها.”

~ طوني دارنيل