لا يوجد علاج للاكتئاب، لكن هناك العديد من العلاجات المختلفة المتاحة للتحكم في أعراضه.

تختلف أعراض الاكتئاب بين الأفراد. وقد تساعد خطة العلاج -التي تتضمن التدخلات الطبية والدعم وتغيير نمط الحياة- على عيش حياة طبيعية وكاملة مع هذه الحالة. ومع ذلك، فإن العثور على خطة العلاج الصحيحة عملية قد تستغرق وقتًا.

هل يمكن علاج الاكتئاب؟

يُعد الاكتئاب حالة تستمر مدى الحياة، فلا يوجد علاج يشفيها نهائيًا. ولا يعني ذلك أنها ستؤثر في المريض يوميًا، فقد تقلل الأعراض مع خطة العلاج الصحيحة. وقد تحتاج خطة العلاج إلى التعديل طوال حياة المصاب.

الاكتئاب هو أحد أكثر حالات الاضطراب النفسي قابلية للاستجابة، من بين 80٪ إلى 90٪ من المصابين به يُحرزون تقدمًا وفرقًا في الأعراض، وقد يختفي معظمها.

 الاكتئاب المتكرر

من الشائع أن يعاني المصاب بالاكتئاب نوبات اكتئاب متقطعة ومتكررة. وقد لا يعاني المصاب أية أعراض اكتئاب لأعوام، إلا أن فترة من التوتر أو أي تغيير سلبي وكبير في حياته قد يؤدي إلى نوبة اكتئاب.

لا يمكن دائمًا التنبؤ بمسببات الاكتئاب. وقد يجد بعض الناس أن ملاحظة الأحداث والمشاعر والمواقف التي حدثت قبل نوبة الاكتئاب مباشرة تساعدهم على تحديد السبب المحتمل. وقد تساعد معرفة محفزات الاكتئاب على تجنب نوباته في المستقبل.

قد يرغب المريض بعد نوبة الاكتئاب في مراجعة خطة علاجه. وغالبًا ما يحتاج إلى تعديل الدواء أو طريقة الدعم.

يُعد الإجهاد «التوتر والقلق» محفزًا كبيرًا وشائعًا للاكتئاب، وقد تساعد إدارته على منع أعراض الاكتئاب. وتشمل بعض الاقتراحات للسيطرة على الإجهاد ما يلي:

  •  الإكثار من السوائل.
  •  اتباع نظام غذائي صحي.
  •  تنظيم وقت النوم وأخذ القسط الكافي منه.
  •  التواصل مع العائلة أو الأصدقاء.
  •  الحد من استهلاك الكحول والكافيين.
  •  التأمل.
  •  تحمل مسئولية أقل في العمل.

يُعد تجنب التوتر أمرًا غير سهل. وقد يكون الانتقال إلى منزل جديد أو فترة ضغط في العمل أو صعوبات في العلاقة عوامل محفزة للاكتئاب. وإذا علم الشخص أن لديه حدثًا مرهقًا في المستقبل القريب، فإن التخطيط الدقيق له قد يقلل إمكانية حدوث نوبة اكتئاب.

يستطيع الشخص التحدث إلى العائلة والأصدقاء بشأن استراتيجيات الدعم والتعامل. فالتنظيم الجيد والتخطيط للتغيير عاملان مساعدان ومهمان جدًا. وقد يكون من المفيد أيضًا أخذ استراحة من العمل إذا أمكن ذلك.

 العلاج

يعاني نحو 15.7 مليون بالغ في الولايات المتحدة من الاكتئاب، لكن نحو ثلث هؤلاء الأفراد فقط طلبوا العلاج.

قد يتجنب الأشخاص طلب العلاج والمساعدة لظنهم أن المشكلة ليست خطيرة، أو أن الاكتئاب يُعد أمرًا مخزيًا أو يدل على الضعف، أو أنهم يستطيعون علاجه بأنفسهم، لكن الاكتئاب حالة طبية خطيرة تحتاج إلى متابعة مختص.

قد يكون الاكتئاب خفيفًا أو معتدلًا أو شديدًا:

  •  يؤثر الاكتئاب الخفيف قليلًا في الحياة اليومية.
  •  يُعد تأثير الاكتئاب المعتدل أكبر على الحياة اليومية.
  •  قد يجعل الاكتئاب الشديد الحياة اليومية مستحيلة وشاقة.

تعتمد خطة العلاج على شدة الأعراض ونوعها، وما يريده الشخص من العلاج. ويستطيع المختص مساعدة الشخص على وضع خطة علاج تشمل العلاج والأدوية وتدابير نمط الحياة.

قد تفي التمارين الرياضية والمساعدة الذاتية والعلاج جيدًا بالغرض للاكتئاب الخفيف. أما الاكتئاب المعتدل، فقد يوصي الطبيب بالأدوية، وغالبًا ما يتطلب الاكتئاب الشديد مزيجًا خاصًا من العلاج والأدوية.

العلاج

هناك نوعان من العلاج النفسي يستخدمهما المختصون عادةً لعلاج الاكتئاب هما العلاج المعرفي السلوكي (CBT) والعلاج التفاعلي (IPT).

قد يساعد العلاج المعرفي السلوكي الشخص على فهم أفكاره ومشاعره وسلوكياته، ويساعده على التغلب على الأفكار السلبية وبناء نظرة أكثر إيجابية عن نفسه.

يركز العلاج التفاعلي على العلاقات الشخصية. وقد يساعد هذا العلاج الشخص الذي يرتبط اكتئابه بصعوبات العلاقة أو التواصل.

 الدواء

يعالج مضاد الاكتئاب بضبط المستويات الكيميائية في الدماغ. وتتوفر العديد من أنواع مضادات الاكتئاب المختلفة.

تساعد معرفة أعراض الشخص وتاريخه الطبي في اختيار الوصفة الطبية المناسبة.

قد تمتلك مضادات الاكتئاب بعض الآثار الجانبية، لكن شدتها تنخفض كلما طالت مدة تناولها. ويجب ألا يتوقف الشخص عن تناول مضادات الاكتئاب حتى يستشير مختصًا طبيًا. وينصح المعالج بوضع خطة مناسبة بشأن كيفية تقليل الجرعة بأمان مع مرور الوقت.

 العلاجات البديلة

غالبًا ما يستغرق الأمر وقتًا للعثور على العلاج المناسب للاكتئاب، وقد تكون العملية محبطة. وقد يتناول الشخص دواءً لكنه لا يلحظ اختلافًا واضحًا في الأعراض. فالأمر يحتاج إلى وقت حتى تظهر النتائج.

قد يتطلع الشخص إلى الطب التكميلي أو البديل أو التكاملي، فالطب المكمّل يدمج بين علاجات الطب التقليدي والعلاجات الاستكمالية.

هناك القليل من الأدلة التي تشير إلى أن العلاجات البديلة قد تعالج الاكتئاب. وفي بعض الحالات، قد تكون خطيرة إذا استخدمها الشخص بدلًا من العلاج الطبي التقليدي.

حسب دراسة أجراها الطب التكميلي لعلاج الاكتئاب في عام 2019، تبينت الاستنتاجات التالية:

  •  الوخز بالإبر: من غير المحتمل أن يكون له أي تأثير إيجابي في أعراض الاكتئاب.
  •  العلاج العطري أو طب الروائح: يتوفر القليل جدًا من الأدلة العلمية عليه، لكن الدراسات تشير إلى أنه يوفر بعض الراحة ويخفف حدة المشاعر لدى البالغين الأصحاء.
  •  العلاج بالضوء: لا يوجد دليل كافٍ على أية آثار إيجابية في أعراض الاكتئاب.
  •  التأمل: تشير بعض الأدلة إلى أنه قد يقلل من خطر الانتكاس.
  •  نبتة القديس يوحنا (نبتة سانت جون): قد تقلل هذه العشبة من شدة الاكتئاب مقارنةً بالدواء الوهمي. ومع ذلك، قد تؤثر النبتة في مدى جودة عمل الأدوية الأخرى.
  •  اليوجا: لا يوجد دليل كافٍ على أية آثار إيجابية في أعراض الاكتئاب.
  •  حسب مراجعة في عام 2018 على أدلة استخدام المعالجة المِثليّة -نظام طبي يعتمد على الاعتقاد أن الجسم يعالج نفسه- لعلاج الاكتئاب، لوحظ أن الأشخاص الذين استخدموا المعالجة المثلية لعلاج الاكتئاب أبلغوا عن تحسن في الأعراض. وقد تقدم المعالجة المثلية بعض الفوائد مقارنةً بالدواء الوهمي.
  •  العلاج المائي: هو استخدام الماء لعلاج الاكتئاب، وهناك القليل من الأدلة بشأن إمكانية تقليله لأعراض الاكتئاب.
  •  آياهواسكا هو دواء ذو تأثير نفسي، قادر على إحداث تغيرات في الوعي والأفكار والمشاعر. ووجدت دراسة أجريت في عام 2017 أن هذا الدواء كانت له آثار إيجابية قصيرة المدى في الأشخاص الذين لم يستجيبوا إيجابيًا للعلاجات الأخرى. وشددت الدراسة على أهمية الإعداد الآمن والمضبوط، وحذرت من احتمال الإصابة بالذهان.

عوامل نمط الحياة

قد تدعم بعض تدابير نمط الحياة الشخص في السيطرة على الاكتئاب. وعادةً ما تتضمن خطة العلاج اقتراحات للعادات الصحية. وقد تشمل هذه التدابير ما يلي:

  •  الاحتفاظ بمذكرات لتتبع الأفكار والمشاعر.
  •  ممارسة الرياضة بانتظام.
  •  اعتماد نظام غذائي صحي وشرب الكثير من السوائل.
  •  التأمل.
  •  التحدث إلى الأصدقاء أو العائلة أو الداعمين.
  •  تجنب التبغ والكحول.
  •  الحفاظ على الروتين.
  •  تحديد أهداف يمكن تحقيقها.
  •  تجربة هواية أو القيام بأشياء جديدة.
  •  العمل التطوعي.

على الرغم من أن الاكتئاب ليس له علاج، فإن العديد من العلاجات الفعالة متاحة لإدارة الحالة.

يختلف الأشخاص والحالات، لذا فإن العلاج المصمم فرديًا مهم. وقد يساعد العثور على العلاج المناسب الشخص على التعايش مع الاكتئاب دون أعراض.

إن العلاجات البديلة ليست بديلًا للأدوية والعلاج، لكن قد تخفف من حدة أعراض الاكتئاب إلى جانب العلاجات التقليدية.

اقرأ أيضًا:

تدخين الحشيش في سن المراهقة قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب

هل يساعد الميلاتونين على علاج القلق والاكتئاب؟

ترجمة: كلوديا قرقوط

تدقيق: فاطمة جابر

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر