يحدث تراكم الغازات بطبيعة الحال عند الأطفال والبالغين، فيطلقونها ليريحوا أنفسهم، أما الرُضّع فيعتمدون على من يرعاهم بفعل كل شيء تقريبًا، ويتضمن ذلك التجشؤ وإطلاق الريح. نتعرف في هذا المقال على بعض النصائح من الدكتورة إيمي سيندرمان بهذا الخصوص.

تقول الدكتورة سيندرمان: «يُطلِق بعض الأطفال الغازات أكثر من غيرهم بقليل، بينما يعمل بعضهم على تعلم تنسيق وظائف جسمهم. ويوجد تسلسل لما هو طبيعي وما هو غير طبيعي عندما يتعلق الأمر بإطلاق الغازات من الأطفال، فلا يحتاج كل طفل إلى المساعدة بعكس آخرين وهذا أمر طبيعي جدًا».

علامات تدلّ على أنّ الطفل لديه غازات

تُعَد الغازات وظيفة جسدية طبيعية تنجم عادةً عن ابتلاع هواء إضافي، الذي قد يحصل عند شرب الأطفال من الزجاجة أو في أثناء الرضاعة أو البكاء أو مصّ المصاصة الخاصة بالرضع.

عادةً ما يكون الطفل الذي لديه تراكم بالغازات طفلًا أقل سعادة، وإذا كان بطن الطفل مليئًا بالغازات فإنه لن يشعر بالراحة، وربما سيعلم والدته بذلك. قد يعاني الأطفال الذين يحاولون تخفيف الغازات أو التغوط هياجًا زائدًا وخدشًا لوجوههم وتوترًا شديدًا ومحاولة لسحب الساقين إلى الصدر من أجل التغوط.

تقول الدكتور سيندرمان: «يُعَدالانزعاج من الغازات الأكثر شيوعًا خلال الأشهر الأربعة الأولى أو ما شابه، لكن بعض الأطفال سيحتاجون إلى المساعدة فيما يتعلق بالغازات خلال السنة الأولى من العمر».

كيفية التخلص من الغازات لدى الأطفال

إن إصابة حديثي الولادة أو الرّضع بالغازات لا يدعو إلى القلق بحد ذاته، فالغازات ببساطة جزء من الحياة بدءًا من اليوم الأول، لكن الطفل الذي يظهر الانزعاج بسبب الغازات يطلب بعض المساعدة من مقدمي الرعاية.

تقول الدكتورة سيندرمان: «قد يستطيع بعض الرضّع التخلص من الغازات دون أي تدخل، بينما يحتاج آخرين إلى قليل من المساعدة أو أكثر».

التجشؤ

يبتلع الأطفال الهواء في أثناء الشرب، ما يؤدي إلى تشكّل الغازات. تقترح الدكتور سيندرمان إبقاء الطفل مائلًا قليلًا في أثناء الرضاعة وإعطائه وقتًا كافيًا للتجشؤ، وتقترح سيندرمان التوقف في منتصف الرضاعة تقريبًا ومحاولة التجشؤ، وكذلك مرة ثانية في نهاية جلسة الرضاعة. من أجل الأطفال الأكثر عرضة للغازات من الممكن اقتراح التجشؤ عدة مرات بعد رضاعة كمية قليلة. وتوصي الدكتورة سيندرمان بوضعيتين للتجشؤ:

  •  فوق الكتف: يكون الطفل بوضعية عمودية مع الرأس تمامًا فوق الكتف ويجب التأكد من دعم رأسهم الصغير بالكتف أو اليد والتربيت على الظهر أو فركه بلطف.
  •  راحة اليد: وتتضمن جلوس الطفل في الحضن، بمواجهة الجانب. يجب تعليم الطفل الميل للأمام قليلًا، إذ يستند جسمه العلوي على الذراع الأمامي مع إمساك فكّه بلطف باليد والحرص على إبقاء اليد بعيدة عن الحلق والتربيت على الظهر أو فركه بلطف.

تقول الدكتورة سيندرمان: «لن يتجشأ كل طفل بعد كل وجبة، ويجب إعطاء الأطفال فرصة لإخراج غازاتها، لكن إذا لم يتجشأ لا داعي لتضخيم الأمر».

خفض ورفع الساقين

بالنسبة للأطفال الذين يحتاجون إلى إخراج بعض الغازات من الأسفل، يجب تحريك الساقين للحصول على بعض الراحة. تقترح الدكتورة سيندرمان أن يرقد الطفل على الظهر ويحرك ساقيه بحركات دائرية لطيفة، كما لو أنه يركب دراجة. بدلًا من ذلك، يمكن وضع الطفل على ظهره وإمساك قدميه باليدين مع ثني الساقين عند الركبتين وإحضار الركبتين بلطف إلى البطن. قد تساعد هذه الطرق أيضًا في التغوط.

تقول الدكتورة سيندرمان: «لا يعرف بعض الأطفال كيفية تنسيق عضلاتهم الشرجية. سوف يدفعون ويبكون، لكنهم بالواقع يقبضون أيديهم … وسيتوصلون إلى حل تطوريًا. لكن ركوب الدراجة وثني الساقين على البطن قد يساعد حقًا في هذه الأثناء».

الوصول إلى قطرات الغاز عند الأطفال

استُخدم دواء سيميتيكون لتخفيف الغازات عند الأطفال عدة سنوات، وبالوسع شراؤه دون وصفة، وقد وافقت عليه إدارة الدواء والغذاء الأميركية لتخفيف الغازات عند الأطفال، وقد تختلف فعالية قطرات الغاز، فقد لا تنجح لدى كل الأطفال وكل الغازات، لكنها خيار آمن قد يستحق المحاولة.

توصي الدكتورة سيندرمان بالقطرات لبعض الأطفال الذين لديهم غازات زائدة. وكذلك تقول إنه يجب استخدام قطرات الغاز بوصفه إجراءً وقائيًا لأنها قد تكون أقل فعالية بعد تراكم الغازات. تعمل قطرات الغاز على فلق فقاعات الغاز في بطن الأطفال. وعند الرغبة باستخدامها، من الأفضل استعمالها أربع مرات باليوم تقريبًا بانتظام لمنع الغازات بدلًا من استعمالها كرد فعل، أي إذا كان الطفل متضايقًا مسبقًا من الغازات فمن المحتمل أنّ الأوان قد فات على استخدام قطرات الغاز.

خيارات لتركيبات من أجل الأطفال المصابين بالغازات؟

إذا كان الطفل يشرب حليبًا صناعيًا فربما يجب الأخذ بالحسبان تجربة أنواع جديدة لمعرفة إن كان يساعد ذلك في تخفيف الغازات، إذ يجد بعض الأطفال الراحة في تغيير الغذاء الذي يتناولونه. تقول الدكتور سيندرمان: «إذا كان الأمر متعلقًا بالغازات فقط، وكان الطفل بحالة جيدة بخلاف ذلك، يوصى باستخدام تركيبة حساسة تحتوي نسبة أقل من اللاكتوز أو تركيبة لاكتوز متحللة جزئيًا. ما تزال هذه الصيغ معتمدة على الحليب، لذا هي ليست مُعدّة لطفل يعاني الحساسية أو عدم تحمل الحليب، لكنها أحيانًا قد تساعد الأطفال الذين لديهم غازات واضحة».

هل تسبب الحمية الغذائية الغازات عند الأطفال الرضع؟

لا يتحمل بعض الأطفال التركيبة الغذائية الاعتيادية. في هذه الحالات، من الممكن أن تعمل التركيبة المتخصصة التي تحوي بروتينات أو كربوهيدرات مختلفة بطريقة أفضل. ويُكتَب غالبًا على عبوات هذه المنتجات بأنها قد تساعد في حالة الغازات أو الاهتياج أو المغص. عند الشك بأنّ الطفل يعاني صعوبة في هضم التركيبة الحالية يجب التحدث مع الطبيب عن الخيارات المتاحة.

عند الرضاعة الطبيعية، فإن ما تأكله المرضع يؤثر في حليب الرضاعة ويجب على المرضع أن تتجنب تناول بعض الأطعمة، لذا تُعد التغذية المناسبة مهمة جدًا عند الرضاعة الطبيعية. لكن لم يُثبت البحث العلمي بحسم وجود صلة بين الحمية الغذائية والغازات أو المضايقات الأخرى للطفل.

تستفيد بعض المرضعات عند الرضاعة الطبيعية من تقليل الأطعمة المسببة للغازات أو منتجات الألبان، ما يفيد خاصةً إذا كانت تعاني المرضع نفسها من الغازات.

تقول الدكتورة سيندرمان إنه إذا كان ذلك يناسب شخصًا ما، فإنه أمر جيد، لكنها لا تقترح اتباع حمية مقيدة لمعظم المرضعات. كذلك تضيف الدكتورة سيندرمان إنه ستتوصل بعض المرضعات إلى قائمة طويلة من الأطعمة التي يجب حذفها من الحمية الغذائية إذا كان لديهن طفل مصاب بالغازات، كثيرًا ما يُطلَب هذا من المرضع التي قد تكون مرهقة فعلًا وتعتني بطفل جديد لأن الإرضاع يحتاج إلى تناول الكثير من الطعام، وعلى المرضع حرفيًا أن تأكل ما يكفي من الطعام لها ولطفلها، لذلك لا تنتمي الدكتورة إلى المعسكر الذي يلغي الكثير من الأشياء من الحمية الغذائية الخاصة بالرضاعة الطبيعية.

ماذا عن ماء غريب؟

ماء غريب هو علاج عشبي سائل لغازات الأطفال، لكن إدارة الغذاء والدواء لا تعدّه علاجًا طبيعيًا، كذلك تحذر الدكتورة سيندرمان من أنه لم يُبحَث جيدًا عن سلامته وفعاليته. وتقول إنه توجد كثير من العائلات التي تستعمله، ولم تواجه شخصيًا أي مشكلات مع ماء غريب، لكنها لا توصي به عمومًا، وإنه من دون بحث قوي لدعمه لا يمكن القول بثقة إنه جيد.

هل هي غازات أم مغص؟

قد يعاني الطفل الذي يبكي أكثر من المعتاد ويصعب تهدئته من المغص. يعني المغص المزيد من البكاء ما يعني ابتلاع المزيد من الهواء والمزيد من الغازات.

تقول الدكتورة سيندرمان قد يكون الطفل المصاب بالمغص طفلًا مصابًا بالغازات، لكن ليس من الضروري أن يكون الطفل الغازي طفلًا مصابًا بالمغص. يصاب 10% تقريبًا من الأطفال بالمغص. يبكي الأطفال المصابون بالمغص كثيرًا ولمدة طويلة، وتقول إن القاعدة العامة هي أن الأطفال المصابين بالمغص تقل أعمارهم عن ثلاثة أشهر وسوف يبكون مدة ثلاثة ساعات على الأقل في اليوم، وعلى الأقل ثلاث مرات بالأسبوع. لا يُواسى الأطفال المصابين بالمغص بالرضاعة أو تغيير الحفاضات أو التأرجح أو الطرائق الأخرى لتهدئة الأطفال، وكذلك الأمر لتخفيف الغازات.

متى تجب استشارة طبيب الأطفال عن غازات الطفل؟

تقول الدكتورة سيندرمان إنه تجب استشارة طبيب الطفل إذا كانت الغازات تمنعه من فعل أشياءه الممتعة. وتُعد الغازات مشكلةً إذا كانت الغازات تقطع قدرة الطفل عن حركة الأمعاء أو تقطع نومه أو رضاعته.

في أثناء فترة الحمل، من المحتمل أن المرأة الحامل حلمت باللحظات الخاصة التي سوف تقضيها مع طفلها، كإطعامه والاستحمام وصور المولود الجديد اللطيفة التي تستحق المشاركة، وربما لم تفكر كثيرًا بالفرحة التي يسببها التجشؤ المدوي أو إطلاق الغازات الصاخب. لكنها ستلاحظ سريعًا أنه عندما يكون طفلها سعيدًا ويشعر بالراحة، فإن ابتسامات ما بعد الغازات قد تكون من أجمل لحظاته.

اقرأ أيضًا:

هل يجب علينا الامتناع عن إطلاق الغازات؟

15 نوعًا من الطعام تسبب الغازات

ترجمة: ليليان عازار

تدقيق: لين الشيخ عبيد

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر