حطمت تجربة تابعة لوكالة ناسا -تمثلت في زراعة الفلفل الحار وحصاده في الفضاء- رقمًا قياسيًا في إطعام أكبر عدد من رواد الفضاء، من محصول يُزرع خارج الأرض، ودخلت التجربة أیضًا التاریخ، لكونها أطول تجربة تُجرى على محطة الفضاء الدولیة (ISS).

كانت هذه المرة الثانیة التي یُزرع فیھا الفلفل الحار في الفضاء، إذ أفادت شینید بیكر -مراسلة موقع إنسایدر في نوفمبر- بأن طاقم محطة الفضاء الدولیة استخدم الفلفل -في المرة الأولى- في تحضیر التاكو، إضافةً إلى فاھیتا اللحم البقري بالخضروات.

قال مات رومین -كبیر الباحثین في تجربة الفلفل لإنسایدر في الثالث من دیسمبر- إن فریق إنتاج المحاصیل في وكالة ناسا لم یتوقع تحقيق هذين الرقمین، وقال أیضًا إن نباتات الفلفل الحار تأخرت قليلًا في حصادھا، مقارنةً باختبارات الأرض، ما یعني أن التجربة في المحطة يمكن أن تمتد 17 یومًا آخر.

فقد نمت بذور الفلفل الحار في مركز تجربة PH-04 مدة أربعة أشھر قبل حصادھا في أكتوبر.

قال رومین عن الجدول الزمني: «لقد أخذنا إلى ما بعد التبديل؛ من رواد فضاء الطاقم 2 إلى رواد فضاء الطاقم 3، ما أتاح لعدد أكبر من رواد الفضاء فرصة معاینة الفلفل».

تحدث رومین سابقًا إلى إنسايدر في مایو حول كیفیة مساعدة زراعة الخضروات الفضائية في الحفاظ على صحة رواد الفضاء، وأضاف بأنه في التجربة الأحدث، كان من المتوقع أصلًا أن ینمو الفلفل مدة 120 یومًا، ومع ذلك، فقد انتھى به الأمر في الواقع إلى النمو مدة 137 یومًا، ما یجعلھا أطول تجربة في الفضاء. وكانت التجربة الأطول السابقة عام 2016 عندما نمت زھور الزینیا خلال 90 یومًا، حسبما قال رومین لإنسایدر.

في بیان صحفي أوضح رومین العملیة بقوله: «ساعدت أحدث التقنیات في PH-04 على إنتاج المحاصیل الفضائیة بنحو كبیر».

تضمنت التجربة أخذ صنف میداني من فلفل ھاتش تشیلي من نیو مكسیكو وتقزيمه ليكون مناسبًا داخل موطن الإنبات، إضافة إلى معرفة كیفیة الزراعة المثمرة لأول محصول مثمر متعارف عليه عالمیًا في الفضاء. وأضاف رومين: «جرى هذا كله خلال عامين».

یبدو أن التاكو ھي الوجبة الأكثر شعبیة التي یستمتع بھا رواد الفضاء في الفضاء بعد حصاد الفلفل الحار، فقد نشرت رائدة الفضاء كايلا بارون مؤخرًا على فیسبوك وإنستغرام أن الطاقم أكل الفلفل الطازج جزءًا من حفلة تاكو.

قالت بارون: «بفضل الفلفل الحار حققت لیلة التاكو نجاحًا ھائلًا، وقد أوصي به بنسبة 10/10. الشكر لمارك لتعامله مع التحضیر… حرقة الفلفل لم تكن ھینة».

وفقًا لرومین، فقد كان الفلفل حارًا، إذ قال: «كل المؤشرات تدل على أن بعض الثمار كانت أكثر حرقة، وھو أمر لم يكن خارج التوقعات، نظرًا إلى التأثير المعروف الذي قد تحدثه الجاذبیة الصغرى على مستویات الكابسیسین في الفلفل».

وقالت الوكالة إنه بعد نجاح تجربةPH-04 ، فإن المحصول التالي الذي یخطط الفریق لزراعته في مركز كینیدي للفضاء يشمل الطماطم القزمیة، إضافةً إلى اختبار أنواع جدیدة من الخضر الورقیة».

وقال رومین: «لقد دخلنا في ھذه التجربة ونحن نعلم بأنه لن یكون من السھل زراعة الفلفل الحار في الجاذبیة المصغرة، ولكن ھذه التجربة كانت دليلًا ناجحًا على أننا نسیر على الطریق الصحیح لإنتاج المحاصیل الفضائیة».

وأضاف إن الھدف من ھذه التجارب ھو تمكین إنتاج محصول قابل للحیاة ومستدام لمھام مستقبلیة طویلة الأمد إلى القمر والمریخ.

اقرأ أيضًا:

رواد فضاء ناسا ينجحون بزراعة الفلفل الحار في محطة الفضاء الدولية خارج الأرض

الدرس الأول في الفضاء، وصعوبة زراعة الغذاء على المريخ

ترجمة: أحمد أبو شماله

تدقیق: عبد الرحمن داده

مراجعة: حسين جرود

المصدر