وجود كمية صغيرة من المخاط في البراز أمر طبيعي، ولكن في بعض الأحيان قد تكون علامة على وجود حالة مرضية تحتاج إلى علاج.

طبقة المخاط تحمي الجزء الداخلي من الأمعاء الغليظة المعروف أيضًا بالقولون، وعند تخرب أو تلف هذه الطبقة، يُرى الكثير من المخاط في البراز، وقد يكون البراز مصحوبًا أيضًا بالدم ومترافقًا مع الحمى أيضًا.

في حال الإصابة بالإسهال المصحوب بالمخاط قد يكون المسبب هو التهاب الأمعاء أو عدوى جرثومية أو سببًا آخر.

متلازمة القولون العصبي IBS

في متلازمة القولون العصبي، يحدث خلل ما بين الأوامر العصبية التي يرسلها الدماغ واستجابة الأمعاء. عندها، يمكن أن تؤدي بعض الأطعمة أو التوتر أو التغيرات في الهرمونات إلى تشنج القولون.

يؤدي هذا إلى دفع الطعام بسرعة كبيرة عبر السبيل الهضمي ثم إلى خروجها في شكل إسهال مائي أو إسهال مليء بالمخاط.

تتباين أعراض القولون العصبي كثيرًا، ويترافق إلى جانب الإسهال المليء بالمخاط:

  •  ألم في البطن.
  •  الإمساك أو الإسهال أو كلاهما.
  •  الغازات والانتفاخ وتطبل البطن.
  •  الرغبة في التبرز دون القدرة على ذلك.

عادةً يساعد تغيير نمط الغذاء العديد من الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون العصبي، وبالإمكان استشارة اختصاصي تغذية لوصف بعض الأدوية لتخفيف الأعراض اليومية.

العدوى الجرثومية

يمكن أن تؤدي الجراثيم -ونادرًا الفيروسات- التي تسبب التسمم الغذائي وتصيب بطانة القولون إلى وجود المخاط في البراز وفي كثير من الأحيان يكون مصحوبًا بدم أو حمى، ولكن ليس دائمًا، فمثلاً: تؤثر حالة إنفلونزا المعدة على الجهاز الهضمي العلوي ولا تسبب المخاط.

إذا كان سبب المخاط المترافق مع الإسهال هو العدوى الجرثومية، فقد يعاني المريض أيضًا أعراضًا مثل:

  •  الغثيان.
  •  التقيؤ.
  •  آلام البطن.
  •  تقلصات المعدة.
  •  الحُمى.

لعلاج أعراض الجهاز الهضمي، يُنصح بالابتعاد عن الكافيين والكحول والأطعمة الحارة أو الدهنية، وينصح بالإكثار من شرب الماء لتجنب الإصابة بالجفاف.

تنبغي مراجعة الطبيب على الرغم من أن العديد من الالتهابات التي تصيب الأمعاء تختفي من تلقاء نفسها، لكن قد تكون هناك حاجة أحيانًا إلى المضادات الحيوية أو دواء يوقف الإسهال. لكن من الضروري استشارة الطبيب في حال وجود دم في البراز.

داء كرون

قد يتسبب مرض التهاب الأمعاء (IBD) في حدوث التهاب وتقرحات طويلة الأمد في السبيل الهضمي الممتد من الفم إلى فتحة الشرج ويتضمن الأمعاء الدقيقة والقولون.

من المحتمل أن تلتهب الأمعاء الدقيقة والقولون عند الإصابة بداء كرون ويكون الإسهال المترافق مع المخاط أحد أعراضه.

قد تظهر أعراض أخرى أيضًا مثل:

  •  وجود دم في البراز.
  •  الحاجة الملحة إلى التبرز.
  •  الشعور بصعوبة إخراج كل البراز.
  •  تقلصات المعدة.
  •  الإمساك.
  •  فقدان الوزن.

على الرغم من عدم وجود طريقة لعلاج داء كرون نهائيًا، فإن الأدوية وتغيير نمط الطعام يمكن أن تخفف الأعراض.

التهاب القولون التقرحي (UC)

هو نوع آخر من أمراض الأمعاء الالتهابية، يسبب ظهور تقرحات داخل القولون والمستقيم. يمكن أن تبدأ بالإسهال المليء بالمخاط مباشرة قبل أن تبدأ الأعراض الأخرى في الظهور.

تشمل الأعراض الشائعة الأخرى ما يلي:

  •  حدوث تشنجات.
  •  الحاجة المتكررة إلى التبرز.
  •  وجود دم في البراز.
  •  ألم البطن.
  •  الإعياء.

لا يوجد علاج محدد، لكن يمكن علاج الأعراض، فتجب مراجعة الطبيب.

التليف الكيسي (CF)

تتسبب هذه الحالة الوراثية في أن ينتج الجسم مخاطًا سميكًا ولزجًا يمكن أن يتراكم في الرئتين والبنكرياس والأمعاء. لا يستطيع المصابون بالتليف الكيسي هضم الدهون جيدًا بل يقومون بإخراجها.

في حال الإصابة بالتليف الكيسي، سيكون البراز رخوًا ودهنيًا.

تشمل الأعراض الأخرى:

  •  سعالًا مصحوبًا بمخاط أو دم.
  •  نقصان الوزن.
  •  الصفير في أثناء التنفس.

لا يوجد علاج للتليف الكيسي، لكن الأدوية يمكن أن تساعد في إزالة المخاط الزائد من الجسم، وتساعد على التنفس جيدًا، وتساعد على محاربة الالتهابات.

السرطان القولوني المستقيمي

ما يزال سبب نمو السرطان في القولون أو المستقيم غير واضح. يمكن أن تزيد حالات داء كرون أو التهاب القولون التقرحي الشديدة من مخاطر الإصابة به.
تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالدهون وقليلة الألياف وشرب الكثير من الكحول يزيد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

إضافةً إلى وجود المخاط في الإسهال، فإن الأعراض الشائعة هي:

  •  الإمساك.
  •  التشنجات.
  •  الغثيان.
  •  الغازات والانتفاخ.
  •  الشعور بصعوبة إخراج كل البراز.
  •  دم أحمر فاتح أو غامق في البراز.
  •  فقدان الوزن.

تجب استشارة الطبيب على الفور في حال ظهور هذه الأعراض. الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي هي الخيارات العلاجية لسرطان القولون.

اقرأ أيضًا:

الاسهال حالة مزعجة ، لكن متى تصبح خطيرة ؟

الإسهال الدموي: الأسباب والعلاج

ترجمة: ميس الفالوجي

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر