يشهد العالم تسارعًا تقنيًا مذهلًا في شتى المجالات بما في ذلك أجهزة السمع، إذ يعمل العلماء على تطوير معينات سمعية توضع في الفم بواسطة الزرعات السنية، وتنقل الأصوات من الأسنان إلى الفك ثم الأذن.

درس الباحثون إمكانية تحقيق ذلك في دراسة نُشرت هذا الشهر، إذ يعتقدون أن وضع المعين السمعي داخل السن خيار مريح للمرضى الذين يستخدمونه، على الرغم من الاعتقاد السائد أن الفم مكان غير مناسب لوضع المعينات السمعية.

كيف يعمل ذلك بالضبط؟

تتصل الزرعات السنية مباشرةً بالعظم بواسطة عملية تعرف بالدمج العظمي، ويعتقد أنه بفضل ذلك يمكن نقل الاهتزازات الصوتية عبر عظم الفك إلى الأذن الداخلية.

على كل حال لم تُدرس هذه التقنية من قبل، لكن مستقبلًا قد يتوصل العلماء إلى أداة تستعمل مساعدًا سمعيًا قادرًا على نقل الاهتزازات الصوتية، ووضعها مكان الأسنان المفقودة.

أشار بحث سابق إلى إمكانية استخدام الأسنان الطبيعية طريقًا عظميًا لنقل الاهتزازات إلى الأذن وليس الأسنان المصطنعة، لذا صُممت المعينات السمعية المرتبطة بالأسنان في الماضي ولاقت بعض النجاح، لكن لم تدمج هذه المعينات السمعية فيها، إنما ثُبتت عليها.

بالنسبة إلى الباحثين في الدراسة الأخيرة، كانت الخطوة الأولى لهم لتحقيق فكرة المعين السمعي في السن هي التحقق من قدرة الأسنان الاصطناعية الموضوعة على الفك على نقل الأصوات، وفي حال قدرتها وجب التأكد من جودة ذلك وفاعليته.

قارن العلماء بين كفاءة الزرعات السنية من جهة والأسنان الطبيعية وعظم الخشاء من جهة أخرى في نقل الاهتزازات المختلفة الترددات عند 38 شخصًا، وتبين لهم أن الزرعات السنية كانت جيدة في نقل الاهتزازات، وأفضل من الأسنان الطبيعية أو عظم الخشاء أحيانًا، خصوصًا عند وضعها في مقدمة الفم، لأن عظم الفك أقسى وأثخن في هذا الموضع.

ومن المثير للاهتمام أنه لم يُلاحظ أي اختلاف بين إمكانية استخدام الأسنان في الفك العلوي طريقًا عظميًا لنقل الاهتزازت مقارنةً بالفك السفلي.

استنتج المؤلفون بعد تلك النتائج أنه يمكن استخدام الزرعات السنية مساعدات سمعية مستقبلًا، ما سيمنح ميزات فريدة مثل الإخفاء الممتاز والراحة وتحسين نوعية الصوت.

لذا ومع تطور التكنولوجيا يتوقع أن تصبح المعينات السمعية المرتبطة بالزرعات السنية واسعة الانتشار والاستخدامات سواء في الحياة اليومية أو لأغراض عسكرية أو طبية أو استخدامات أخرى.

اقرأ أيضًا:

قياس السمع: تقييم الوظيفة السمعية

جهاز جديد يعيد السمع للصّم عن طريق لسانهم

ترجمة: هادي سلمان قاجو

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر