سواء كان يسمى إطلاق ريح، أو رياح عابرة، أو غازات، أو انتفاخ البطن (المصطلح الطبي الرسمي)، فإن إطلاق الغازات الزائدة من الجهاز الهضمي أمر طبيعي واعتيادي.

إذن، لماذا يُعد إطلاق الريح أساس الكثير من النُكات؟ قد يكون ذلك بسبب اللحظات المحرجة عندما يُصدر فجأة منبه الجزء الداخلي من الجسم أصواتًا عالية جدًا.

يُطلق بعض الناس غازات أكثر من غيرهم، تقول كريستين لي اختصاصية أمراض الجهاز الهضمي الحائزة على دكتوراه في الطب: «توجد طُرق لمعرفة ما يحدث في الأمعاء».

تقول الدكتورة لي: «إذا كانت كمية الغازات التي يُطلقها الفرد تجعله غير مرتاح، فعليه استشارة طبيب الجهاز الهضمي للتقييم والتوصيات، وفي حال تأثير ذلك سلبًا على حياته، فيجب عليه فحص جهازه الهضمي، وفي حال كان إطلاق الغازات يسبب الألم أو الإحراج، فيجب طلب العناية الطبية».

أسباب انتفاخ البطن

قد يسبب ابتلاع الهواء (aerophagia) انتفاخ البطن والغازات، وقد تحدث هذه الحالة أثناء النوم أو الأكل أو الكلام أو الشرب أو في أوقات التوتر، ومن الممكن أن يبتلع الفرد الهواء أثناء الضحك أيضًا.

إضافةً إلى ابتلاع الهواء، من المعروف أيضًا أن الأطعمة الغنية بالبريبايوتكس والألياف تنتج غازات زائدة.

إذا كان الجهاز الهضمي ينقل الطعام عبر الأمعاء ببطء شديد (حركة الأمعاء بطيئة)، فمن الممكن أن تتراكم غازات زائدة.

كلما بقيت الأطعمة والنفايات في الجهاز الهضمي مدة أطول، تراكمت البكتيريا المنتجة للغازات أكثر، ما يسبب انزعاجات في البطن.

أيضًا مع التقدم في العمر يزيد إنتاج الغازات بسبب تباطؤ الاستقلاب الغذائي، إضافةً إلى حركة الطعام عبر القولون، نعم حتى الجهاز الهضمي يتباطأ بشكل طبيعي بمرور الوقت.

ما كمية الغازات التي تُصنف أكثر من اللازم؟

بالحقيقة أن إطلاق الغازات يحدث أكثر بكثير مما قد يعتقد الإنسان.

وسطيًا من الطبيعي أن يُطلق الإنسان غازات ما بين 14 و23 مرة خلال اليوم، غالبًا دون جذب الكثير من الانتباه.

بالنسبة لمعظم الناس هذه ليست مشكلة كبيرة، ولكن في حال إطلاق الغازات باستمرار بطريقة مفرطة -أو إذا رافق ذلك إحساس بالألم- فتجب مراجعة الطبيب.

ما الذي قد يسبب انتفاخ البطن أكثر من الطبيعي؟

1- الأطعمة التي يصعب هضمها:

بعض الأطعمة قد تسبب شُعورًا بعدم الراحة، مثل:

  •  منتجات الألبان مثل حليب البقر والجبنة واللبن والمثلجات والكريمة المضافة إلى القهوة.
  •  الأطعمة النشوية مثل القمح والذرة والبطاطا.
  •  الخضار الكرنبية مثل الكرنب الصغير والبروكلي والملفوف.
  •  أطعمة تحتوي على نسبة عالية من الكبريت مثل البصل والثوم والكرّاث.
  •  الأطعمة التي تحتوي على سكاكر كحولية مثل السوربيتول والزيليتول والإريثريتول.

2- عدم تحمل الطعام:

قد تسبب الحساسية من الطعام -الناتجة عن عدم قدرة الجهاز الهضمي على هضم نوع محدد من الطعام- مجموعة واسعة من أعراض الجهاز الهضمي غير المحببة.

من المعروف أن حالات محددة مثل عدم تحمل اللاكتوز وعدم تحمل الغلوتين وأمراض الاضطرابات الهضمية تسبب غازات مفرطة.

3- اضطرابات الجهاز الهضمي:

بالرغم من توضع الجهاز الهضمي بتلاحم شديد، إلا أنه يشغل مساحة كبيرة من الجسم، يبلغ طول الجهاز الهضمي عند البالغين من بدايته إلى نهايته حوالي 30 قدمًا.

قد تؤدي المشاكل في أي مكان على طول الجهاز الهضمي -من المريء إلى القولون- إلى زيادة إنتاج الغازات في الجسم.

تقول الدكتورة لي: «إن بعض الحالات الطبية تسبب زيادة إنتاج الغازات في الجسم، مثل مرض السكري، وتصلب الجلد، وقصور الغدة الدرقية، وفرط نمو بكتيريا الأمعاء الصغيرة، ومتلازمة القولون العصبي، وداء الرتوج».

4- تغيير النمط الغذائي:

تعديل النمط الغذائي إلى نظام نباتي، وبدء تناول الأطعمة الخالية من السكر، وبدء تنظيف الجسم أو تناول العصير أو تناول المشروبات التي تُخلص الجسم من السموم.

إن تغيير طريقة تناول الطعام يغير سرعة معالجة الجسم للطعام المتناول وكفاءة هذه العملية، في حال اتباع نظام غذائي وصفه الطبيب، يجب إعلام الطبيب بالمعاناة من آثار جانبية مزعجة.

5- الأدوية:

يُعد انتفاخ البطن والغازات الزائدة من الآثار الجانبية الشائعة لبعض الأدوية، في حال كان الدواء يسبب انزعاجات في الأمعاء، يجب التحدث إلى الطبيب الذي وصف الدواء.

من بين الأدوية المعروفة بأنها تسبب مشكلات في البطن، نذكر ما يلي:

  •  مسكنات الألم الأفيونية.
  •  مضادات الاحتقان.
  •  مضادات الكولين.
  •  المضادات الحيوية.
  •  مضادات الفيروسات القهقرية.
  •  مضادات الاكتئاب وأدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
  •  خافضات ضغط الدم.
  •  العديد من الفيتامينات.

6- الولادة:

تترك الولادة آثارًا على الجسم، بدءًا من النزيف وسلس البول إلى مشاكل في التبرز، ومن المتوقع أن يستغرق الجسم بعض الوقت ليعود لحالته الطبيعية.

في حال زيادة إنتاج الجسم للغازات بعد الولادة أكثر من المعتاد، فلا داعي للقلق، تُحل هذه المشكلة خلال الأشهر العديدة القادمة.

في حال سببت هذه المشكلة القلق، مراجعة طبيب الأمراض النسائية والتوليد حول هذا الموضوع.

7- توقف التنفس أثناء النوم:

في بعض الحالات، قد تساهم طريقة النوم في فرط تراكم الغازات في الجسم.

علقت الدكتورة لي على هذا الموضوع: «غالبًا ما يكون الأشخاص المصابون بانقطاع التنفس أثناء النوم يتنفسون من أفواههم، ويبتلعون الهواء عندما يشخرون، لذلك يستيقظون بسبب آلام ناتجة عن الغازات لأنهم كانوا يبتلعون الهواء طوال الليل».

تجب مراجعة الطبيب في حال الشك بالإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم.

8- سرطان القولون:

في حين أن انتفاخ البطن المفرط نادر الحدوث -مقترن بأعراض أخرى مثل فقدان الوزن غير المبرر وفقر الدم ونزيف في المستقيم- قد يشير إلى وجود ورم في القولون.

ما الإجراءات المتبعة للتوقف عن إطلاق الريح؟

تقترح الدكتورة لي هذه النصائح للمساعدة في تقليل تأثير الغازات الزائدة على الجسم:

التمارين الرياضية:

كلما كان الفرد أكثر نشاطًا، أطلق الغازات من الجهاز الهضمي بانتظام وبصمت.

التركيز على تمارين تقوية عضلات البطن للمساعدة على الحفاظ على حركة الجهاز الهضمي، ومنه التركيز على ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل ثلاثة أو أربعة أيام كل أسبوع وتجنب الجلوس لفترة طويلة.

الحد من تناول الخضار الصليبية:

ينتج عن تناول الملفوف والقرنبيط والبروكلي وبراعم بروكسل والهليون غازات أكثر من الخضروات الأخرى، لكنها أيضًا مغذية، لذلك لا يجب تجنبها تمامًا!

تجنب منتجات الألبان في حال عدم تحمل اللاكتوز:

في حال تناول الحليب أو الجبنة أو اللبن، تنصح الدكتورة لي بتناول متمم اللاكتيد مسبقًا للمساعدة في تسهيل عملية الهضم، أو الاستغناء تمامًا عن منتجات الألبان من النظام الغذائي.

تجنب الإمساك:

من الطبيعي أن يكون لدى الفرد حركة أمعاء تتراوح بين ثلاث مرات يوميًا إلى مرة واحدة كل يومين، فهذا يساعد في الحد من تراكم البكتيريا المنتجة للغازات، وقد يساعد شرب السوائل والتمارين الرياضية في الحفاظ على حركة الأمعاء أيضًا.

مراجعة الأدوية مع الطبيب:

مراجعة الطبيب في حال الاعتقاد بحاجة إجراء تغيير في الأدوية المتناولة.

الحد من المشروبات الغازية والأطعمة المخمرة:

تسبب هذه المنتجات إنتاج المزيد من الغازات، إضافةً إلى تغذية البكتيريا في الجهاز الهضمي.

يمكن أن تسبب المشروبات التي تحتوي على شراب الذرة عالي الفركتوز انتفاخ البطن، لذلك يفضل التقليل منها.

متى تجب مراجعة الطبيب؟

من المهم مراجعة الطبيب حول أي تغييرات ملحوظة في صحة الجسم.

تقول الدكتورة لي: «استشر الطبيب في حال ملاحظة تغير في حركة الأمعاء، خاصةً إذا كانت غير متوقعة، أو في حال الشعور أن شيئًا ما في نظام الجسم ليس طبيعيًا».

في حال معاناة أعراض معدية معوية أخرى إضافةً إلى الإفراط في إنتاج الجسم للغازات، فتجب مراجعة الطبيب.

تشمل بعض الأعراض التي يجب ملاحظتها أيضًا:

  •  آلام مستمرة في البطن.
  •  انتفاخ البطن.
  •  الغثيان.
  •  الإقياء.
  •  نوبات إسهال أو إمساك متكررة.
  •  شعور دائم بالضغط في البطن.
  •  فقدان الوزن المفاجئ وغير المبرر.
  •  نزيف المستقيم.
  •  الشعور بالحاجة إلى التبرز مرةً أخرى بعد الخروج من الحمام.
  •  فقر الدم.

اقرأ أيضًا:

18 طريقة لتخفيف انتفاخ البطن

انتفاخ البطن وآلامه

ترجمة: جوليا كاملة

تدقيق: بتول جنيد

المصدر