الحالب هو الأنبوب الذي ينقل البول من الكلية إلى المثانة، وتسبب العديد من الأمراض والاضطرابات انسدادًا في أحد الحالبين أو كليهما. يعيق انسداد الحالب تفريغ البول في المثانة من ثم خارج الجسم؛ ما يؤدي بدوره إلى تراكم البول وتراجعه نحو الكلية، وقد تتفاقم المشكلة إلى عدوى في الكلية أو الفشل الكلوي أو تعفن الدم أو الموت إن لم تُعالَج.

ما مدى شيوع انسداد الحالب؟

يُعد انسداد الحالب حالةً شائعة نسبيًا، ويزداد انتشاره بين الرجال بعد سن الستين، نظرًا إلى تضخم البروستات مع التقدم في العمر.

البروستات هي غدة تقع تحت المثانة وأمام المستقيم، يعيق تضخمها تدفق البول وتراكمه في المثانة، وقد يرتفع مستوى البول ليسبب انسدادًا في الحالب؛ بيد أن انسداد الحالب قد يصيب جميع الفئات العمرية، حتى الأطفال.

أعراض انسداد الحالب:

تتجلى علامات انسداد الحالب في صور مختلفة، إذ يسبب انسداد الحالب بحصى الكلى ألمًا شديدًا، في حين يسبب الانسداد التدريجي ألمًا بطيئًا يتفاقم مع الوقت. تكون الأعراض في بعض الحالات طفيفة في البداية، لكنها سرعان ما تتفاقم وتصبح أسوأ، وهي تتضمن:

  •  ألمًا في البطن أو أسفل الظهر أو الخاصرة.
  •  الحمى أو الغثيان أو التقيؤ.
  •  صعوبة التبول أو تفريغ المثانة.
  •  التبول المتكرر.
  •  عدوى متكررة في مجرى البول.
  •  خروج دم في البول أو بول عكر.
  •  انتفاخ الساقين.

أسباب انسداد الحالب:

قد ينجم انسداد الحالب عن العديد من الأسباب، وهي تتضمن:

  •  تضخم البروستات الحميد.
  •  نسيجًا ندبيًا في الحالب، وهو قد يكون مكتسبًا أو خلقيًا.
  •  أورامًا أو تكيسات في منطقة البطن تضغط على الحالب.
  •  الأمراض الوعائية وتجلطات الدم.
  •  بعض الاضطرابات المعوية، مثل مرض كرون والتهاب الرتج وانتفاخ الزائدة المعوية.
  •  حصوات الكلى التي تتحرك نحو الحالب.
  •  انسداد التقاطع الحالبي الحوضي الذي يربط الحالب بالكلية.
  •  الحالب المنتبذ، تحدث هذه الحالة عندما يتصل الحالب بأمكنة أخرى في الجسم.
  •  القيلة الحالبية، وهي حالة خلقية تسبب انتفاخًا في الحالب.
  •  الحمل أو الانتباذ البطاني الرحمي أو هبوط الرحم.

مضاعفات انسداد الحالب:

عندما يحتبس البول في الجسم، قد يتراكم في الكلية ويؤدي إلى حالة تُسمى استسقاء الكلية أو انتفاخ الكلية. قد يسبب انسداد الحالب مشكلات خطيرة في حال تركه دون علاج، ويجب علينا تذكر أن تلف الكلية غالبًا لا يمكن إصلاحه؛ أي أنه يستحيل إرجاع الكلية إلى حالتها السليمة تمامًا، ولا يصبح أمام الطبيب خيار سوى الحفاظ على ما تبقى من وظيفة الكلية وإيقاف الضرر.

تشخيص انسداد الحالب:

ينبغي لكل من يشك في أنه يعاني انسدادًا في الحالب زيارة الطبيب. يحاكي بعض أعراض انسداد الحالب وعلاماته أعراض حالات أخرى تتطلب العلاج، مثل عدوى مجرى البول، وهي تتضمن الشعور بألم في البطن أو عدم القدرة على التبول رغم شرب كمية وفيرة من السوائل.

قد يطلب الطبيب بعض الفحوصات لتأكيد تشخيص انسداد الحالب، مثل:

  •  اختبارات الدم وتحليل البول لتقييم وظيفة الكلية أو تشخيص الإصابة بعدوى.
  •  التصوير بالموجات فوق الصوتية للكشف عن الكليتين والمثانة والحالبين.
  •  التصوير بالأشعة المقطعية.
  •  تصوير المثانة أو كمية البول المحتبس بعد التبول لتقييم وظيفة تفريغ المثانة.

ما علاج انسداد الحالب؟

يعتمد اختيار طريقة العلاج على سبب انسداد الحالب من الأساس، ويجري الطبيب في بادئ الأمر عمليةً تتيح إخراج البول من الجسم، مثل:

  •  دعامة في الحالب: يدخل الطبيب في هذه العملية أنبوبًا رفيعًا في الحالب يساعد على إبقائه مفتوحًا وسريان البول بسلاسة.
  •  فغر الكلية: يفتح الطبيب هنا ثغرة في الجلد بالقرب من الكلية، ثم يدخل قسطرة من خلال الثقب لتصريف البول من الكلية.
  •  قسطرة في المثانة: تتضمن هذه العملية إدخال قسطرة من الإحليل إلى المثانة لتصريف البول، وهي تعالج الحالات التي يصيب فيها الانسداد المثانة والحالبين.

يبدأ الطبيب بالبحث عن سبب الانسداد بعد تصريف البول المحتبس، وتعتمد خطوته التالية على سبب الانسداد وحدّة المشكلة، تتضمن العلاجات انسداد الحالب الشائعة الآتي:

  •  الأدوية: إذا كان سبب الانسداد تضخم البروستات، قد يصف الطبيب دواءً من حاصرات مستقبلات الألفا مثل فيناستيرايد لتقليص البروستات. تتضمن الأعراض الجانبية للأدوية حاصرات مستقبلات الألفا الدوار والصداع والإغماء، وقد يسبب الدواء فيناستيرايد تحديدًا انخفاض الرغبة الجنسية وزيادة نمو الشعر.
  •  العمليات الجراحية: ثمة عمليات جراحية عديدة تعالج انسداد الحالب، وهي تتراوح من عمليات بسيطة إلى عملية البطن المفتوحة. يقرر الطبيب نوع العملية بناءً على حالة المريض، لكن يتضمن كل نوع منها إزالة الانسداد وإصلاح الحالب.

قد تؤدي العمليات الجراحية بمختلف أنواعها إلى أعراض جانبية، مثل الشعور بعدم الارتياح وزيادة عرضة الإصابة بالعدوى، إضافةً إلى مخاطر أخرى خاصة بكل نوع على حدة، ويناقش الطبيب عادةً هذه المخاطر مع مريضه قبل إجراء العملية.

سبل الوقاية من انسداد الحالب:

لا يوجد غالبًا سبيل إلى منع انسداد الحالب، لا سيما إن كان سبب انسداده ولاديًا أو موجودًا منذ الولادة، لكن ما زال بإمكاننا معالجة المشكلات الأخرى التي تزيد خطر الإصابة بانسداد الحالب.

يمكننا على سبيل المثال اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من حصوات الحالب، التي تمثل في الواقع حصوات كلى انتقلت إلى الحالب. تتضمن سبل الوقاية من حصوات الكلى الآتي:

  •  شرب كمية وفيرة من الماء.
  •  الحفاظ على وزن صحي.
  •  تقليل استهلاك الصوديوم أو الملح.
  •  تناول ما يتراوح بين 1000 إلى 1200 ميليغرام من الكالسيوم يوميًا.

ما مصير المصابين بانسداد الحالب؟

يعتمد مصير المصابين بانسداد الحالب على مدى تأثر الكليتين باحتباس البول؛ إذ لا يؤدي انسداد الحالب عادةً إلى مشكلات طويلة الأمد في حال تمكن الطبيب من معالجة الانسداد قبل إصابة الكلى بتلف كبير، لكنه قد يؤدي في الحالات الخطيرة التي تُترك دون علاج إلى الفشل الكلوي والموت.

اقرأ أيضًا:

حصى الكلى: الأسباب والأعراض وطرق العلاج

طريقة جديدة لتفتيت حصى الكلى دون الحاجة إلى تخدير المريض

الجهاز البولي: حقائق ووظائف وأمراض

ترجمة: رحاب القاضي

تدقيق: جعفر الجزيري

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر