توجد الكثير من الطرق التي يمكن للعلماء من خلالها معرفة ما يحدث تحت سطح الأرض، ومن هذه الطرق هو قياس الموجات الزلزالية أثناء انتقالها تحت الأرض، ورغم ذلك لا شيء يتفوق على الآبار أو الحفرة العميقة جدًا.

وفقًا لوكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا، يجري الآن العمل لحَفر الحفرة بعمق 11100 متر أو 36417 قدمًا في صحراء تاكلاماكان في شمال غرب الصين، وهذا يعادل أكثر من 33 برج إيفل منتصبين فوق بعضهم البعض.

هذا ليس أعمق ما وصل إليه البشر في عمليات الحَفر على الإطلاق، فَلَن تتفوق عملية الحفر الجديدة هذه على بئر كولا العميق جدًا في روسيا والذي تُرك الآن، إذ يبلغ عمقه 12262 مترًا أي ما يعادل 40230 قدمًا، أو بئر النفط BD-04A الذي يبلغ عمقه 12290 مترًا أي ما يساوي 40323 قدمًا في حقل شاهين النفطي في دولة قطر، لكنها قد تقترب منهما في العمق.

يأمل العلماء الصينيون أن تؤدي عملية الحفر إلى تحسين فهمنا لجيولوجية الأرض العميقة أكثر، بينما ستُجرى عمليات البحث عن احتياطات النفط والغاز مع وصول عملية الحفر إلى العمق المطلوب.

لم يكشف المسؤولون في الصين عن الكثير من تفاصيل الحفرة، أو عن أنواع التجارب التي سوف تُجرى والتحليلات التي ستنتج عند الانتهاء من عملية الحَفر، ولكن يمكن بعد ذلك أن تُساعد هذه النتائج في التحقق أكثر فيما نعرفه مُسبقًا والتعرف على قشرة الأرض.

يَبلغ عمق القشرة القارية في متوسطها نحو 30 كيلومترًا، لذلك لن تصل هذه الحفرة إلى طبقة الوشاح الأرضي.

هذه المهمة التقنية ضخمةٌ جدًا، إذ سَتستغرق عملية الحفر أكثر من عام، وقد تم تجهيز نحو 2000 طن من المعدات والأدوات، بما في ذلك أنابيب الحفر لهذه المهمة.

يمكننا أيضًا أن نتخيل مدى صعوبة عملية الحفر إلى هذه الأعماق بالنَّظر إلى بئر كولا العميق جدًا في روسيا، فقد بدأ العمل في هذا المشروع في مايو 1970 واستمر حتى عام 1994، وانتهت بحَفر مجموعةٍ مكونةٍ من خمسة آبار فقط بسببب الأعطال الميكانيكية التي أدت الى عدم إكمال المهمة.

وبالرغم من تلك الصعوبات، فإن عملية حفر البئر أثبتت فاعليتها وفائدتها، إذ وَجد العلماء كميات من الماء وغاز الهيدروجين في أعماق لم تَكن متوقعةً من قبل، بالإضافة إلى اكتشافٍ آخر مثير للاهتمام، وهو وجود أحافير العوالق المجهرية على عمق نحو 6000 متر تحت سطح الأرض.

قال العالم سون جينشنغ من الأكاديمية الصينية للهندسة في حديثٍ لوكالة أنباء شينخوا: «يمكننا مقارنة صعوبة مشروع الحفرة بقيادة شاحنةٍ كبيرة تسير على قَضيبين فولاذيين رفيعين».

ستتعرض المعدات التي سوف تستخدم لإنشاء الحفرة لدرجات حرارة تصل إلى 200 درجة مئوية ولضغطٍ جوي أعلى بنحو 1300 مرة مما هو عليه على سطح الأرض.

عند اكتمال عملية الحَفر خلال الموعد المتوقع في غضون 450 يومٍ تقريبًا، سيتمُر الحفرة الجديدة في دولة الصين عبر 10 طبقات قارية، وهي طبقات الصخور الرسوبية التي تمتد عبر قارات بأكملها، وصولًا إلى طبقات الصخور في العصر الطباشيري، التي تشكلت منذ 145 مليون سنة.

اقرأ أيضًا:

أهلا بكم في أعمق حفرة على كوكب الأرض

هل يمكننا أن نستمر بالحفر وصولًا إلى مركز الأرض؟

ترجمة: خالد عامر

تدقيق: هاجر القفراشي

المصدر