تحث العديد من البحوث الجديدة على الكمية العددية لفيروس العوز المناعي البشري في الدم على تحديث المبادئ التوجيهية للعلاج التي وضعتها منظمة الصحة العالمية.

وتبين الدراسات أن التدخلات السريرية ينبغي أن تتم في حالة كون كمية الفيروسات أقل من تلك التي تقترحها المبادئ التوجيهية الحالية لمنظمة الصحة العالمية.

وقد كشفت دراسة جماعية كبيرة في جنوب أفريقيا أن وجود الفيروس وبمستوى منخفض في دم المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين يتلقون العلاج المضاد للفيروسات هو عامل خطر مهم لفشل العلاج.

وتشير النتائج إلى أن عتبة الفشل الفيروسي الحالية المحددة من قبل منظمة الصحة العالمية لا تحدد المجموعات الفرعية الكبيرة من المرضى والذين هم في خطر متزايد من النتائج السيئة للعلاج المضاد للفيروس.

وبالتالي، ينبغي أن يحدث التدخل السريري عندما تكون مستويات الفيروس في الدم أقل من تلك التي تقترحها المبادئ التوجيهية الحالية لمنظمة الصحة العالمية.

يترأس فريق العلماء الدكتور – Sergio Carmona- من جامعة ويتواترسراند، جوهانسبرغ ودائرة المختبرات الصحية الوطنية، واتحاد أبحاث ندلوفو في مقاطعة ليمبوبو، جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، الولايات المتحدة الأمريكية؛ والمركز الطبي الجامعي أوترخت في هولندا، ونشرت الدراسة في – Lancet Infectious Diseases- في نوفمبر تشرين الثاني عام 2017.

يقول – Sergio Carmona- في قسم الطب الجزيئي وأمراض الدم، كلية علم الأمراض في جامعة ويتس ورئيس وحدة الحمل الفيروسي في خدمة المختبرات الصحية الوطنية: ” توفر هذه الدراسة دليلًا واضحًا على أن التدخلات السريرية يجب أن تتم في مستوى للفيروس في الدم أقل من تلك التي اقترحتها المبادئ التوجيهية الحالية لمنظمة الصحة العالمية، ونحن بحاجة إلى دعم توسيع نطاق اختبار الحمل الفيروسي في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، فضلا عن تشجيع الالتزام بمضادات الفيروسات والمتابعة الدقيقة لنتائج الحمل الفيروسي “.

المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بشأن الحمل الفيروسي لفيروس نقص المناعة البشرية للعلاج بمضاد الفيروسات:

وقد أدت الاستجابة الهائلة للوباء العالمي لفيروس نقص المناعة البشرية إلى عدد غير مسبوق من المرضى المصابين الذين يتعالجون بمضاد الفيروسات.

والهدف من العلاج المضاد للفيروسات في المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية هو قمع الحمل الفيروسي.

وقد استثمرت جنوب أفريقيا منذ بداية عملية المعالجة بمضادات الفيروسات في القدرة المختبرية لتمكين الرصد الروتيني للحمل الفيروسي لجميع المرضى الذين يستخدمون مضادات للفيروس.

وقد تم تنفيذ رصد الحمل الفيروسي إلى حد كبير وفقًا للمبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية المتعلقة بمضادات الفيروس ، والتي تقدم المشورة للرصد السنوي الروتيني، بمعدل-(1000 نسخة / مل –اي يقصد بالنسخة عدد الفايروسات-) اي الحمل الفايروسي- لتحديد الفشل الفيروسي.

في المبادئ التوجيهية السريرية للبيئات ذات الدخل المرتفع، فان قطع العلاج بسبب فشل المعالجة يكون أقل، والتدخل السريري مطلوب بالفعل عندما يكون الحمل الفيروسي فوق (50 نسخة / مل).

وقمعه الى ما دون( 50 نسخة) يمنع تطور المرض نحو الإيدز (متلازمة نقص المناعة المكتسبة – نتيجة عدوى فيروس العوز المناعي البشري غير المعالجة)، ويمنع المقاومة الفايروسية للعلاج، ويقلل من خطر انتقال الفيروس للآخرين.

وينتج برنامج رصد الحمل الفيروسي واسع النطاق في جنوب أفريقيا رؤى فريدة في الجوانب الحاسمة من المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بشأن المعالجة بمضادات الفيروسات ، مثل التعريف الحالي لمنظمة الصحة العالمية للفشل الفيروسي.

وقد أظهرت دراسة أكثر من 70،000 مريض كانوا يقصدون 57 منشأة لعلاج فيروس العوز المناعي البشري أن المرضى الذين يعرضون بأحمال فيروسية قابلة للكشف تحت الحد الأدنى الذي يبلغ 1000 نسخة / مليلتر هم أكثر عرضة لخطر الفشل الفيروسي.

وتظهر الدراسة ان التدخل السريري مطلوب في الأحمال الفيروسية بمستوى أقل مما اقترحته منظمة الصحة العالمية
ربع المرضى في هذه المجموعة، الذين كانوا على الخط الأول للعلاج المضاد للفيروسات ، شهدت واحدة أو أكثر من نوبات الاصابة بمستوى منخفض من الفيروس.

وبالمقارنة مع المرضى الذين يستخدمون العلاج وهم في حالة قمع الفيروس(أقل من 50 نسخة / مل) كان المرضى الذين يعانون من الاصابة بمستوى منخفض من الفيروس أكثر عرضة لتطوير فشل العلاج المضاد للفيروسات بثلاث مرات من المرضى الذين يعانون من الاصابة بمستوى منخفض من الفيروس وبكمية فايروسات أعلى (400-999 نسخ / مل) مما زادت هذه المخاطر إلى ما يقرب من خمسة أضعاف.

وكان خطر التغيير إلى علاج الخط الثاني أكثر وضوحا بحوالي 13 مرة.

ويمكن استخلاص استنتاجات هامة من هذه الدراسة.

حيث تشير النتائج إلى أن عتبة منظمة الصحة العالمية الحالية المحددة للفشل الفيروسي تفشل في تحديد مجموعة فرعية كبيرة من المرضى الذين هم في خطر متزايد من النتائج السيئة للعلاج المضاد للفيروس.

ومن الضروري اتباع نهج أكثر نشاطا للاصابة منخفضة المستوى بالفيروس لمنع الفشل الفيروسي والمقاومة الفايروسية لاحقا.

وينبغي تنفيذ مثل هذا النهج قبل إدخال مثبطات انزيم الدمج – integrase- التي هي حجر الزاوية في العلاج المضاد للفيروسات عالميا للحفاظ على هذا العلاج القوي للعقود المقبلة.

وقال البروفسور – Francois Venter- نائب المدير التنفيذي، في معهد ويتس للصحة الإنجابية وفيروس نقص المناعة البشرية :
” إن القمع الفيروسي المستدام هو جزء مهم من أهداف 90-90-90 (90-90-90 يشير إلى ان:

90٪ من جميع المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية يعرفون وضعهم بحلول عام 2020، 90٪ من الذين تم تشخيصهم يتلقون العلاج المضاد للفيروسات بحلول عام 2020، و 90٪ من المصابين ويعالجون بمضادات الفيروسات سيكون لديهم قمع للفيروس بحلول عام 2020) التي حددها برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز.

وتبين هذه الدراسة أن المرضى الذين يعانون من الاصابة الفيروسية منخفضة المستوى معرضون لخطر فشل العلاج.

إن رسالة قوية من منظمة الصحة العالمية بشأن خطر الفشل الفيروسي بعد الاصابة الفيروسية منخفضة المستوى يمكن أن تحفز الأطباء على العمل بحذرعند مواجهتها”.

مواضيع ذات صلة:


  • ترجمة: بشار الجميلي.
  • تدقيق: بدر الفراك.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر