بعد عقود من التعذيب، والدفع، والركل، والحرق، والضرب، ها هي الروبوتات تحصل أخيرًا على فرصتها للرد، بطريقة ما.

في شهر أيار الماضي عرضت شركة صناعة الروبوتات الصينية يونيتري بثًا مباشرًا لما يسمى المباراة الأولى لملاكمة بين الروبوتات البشرية، علماً بأن يونيتري أزاحت الستار عن مباراة بين أربعة من الروبوتات بطول 1.2 متر من طراز G1 . أُخبر عن المباراة، فإن الروبوتات يتحكم فيها مهندسون بشريون عن بعد وأيضًا ستؤدي الروبوتات بعض الحركات التلقائية المبرمجة مسبقًا.

سوف تكون رحلة الروبوت AI) Strategist’s) للفوز واحدة من أكثر اللحظات تشويقاً على مدار البطولة.

إحدى اللحظات المهمة في مباراة نصف النهائي بين الروبوت ذي خوذة وردية اللون اسمه ( سيلك أرتيسان ) والروبوت المنافس يرتدي خوذة سوداء المسمى (إيه آي سترايجست). في الجولة الثالثة المشتعلة حاول (سيلك أرتيسان) التعافي من ضربة موجعة في الساق لكنه تعثر ووقع على الأرض، وأدى في النهاية إلى حركة انشقاق كامل عرضي بالخطأ.

اقترب الروبوت إيه آي سترايجست من خصمه وبدأ يلوح بذراعيه بفخر. بدا النصر وشيكًا، فبدأ الحكام البشر يعدون، ثم فجأة، تعثر الروبوت المتفاخر برأس خصمه وسقط على وجهه على الأرض، لوهلة، وبوجود الروبوتين مرميين على الأرض، بدا أن المباراة ستنتهي بالتعادل. لكن بعد ذلك، وقف الروبوت ذو الخوذة السوداء إيه آي سترايجست على قدميه، وخرج منتصرًا.

( إيه آيسترايجست) ومشرفه البشري خاضا مباراة ضد روبوت يرتدي خوذة خضراء يُدعى ( إنرجي غارديان ). كانت هذه المباراة أكثر حسماً بكثير، فقد حقق
( إيه آي سترايجست) ضربات قاضية في الجولات الثلاث جميعها، ولعل الأهم من ذلك أنه تمكن من تجنب التعثر المحرج في أثناء القتال. بعد انتهاء المباراة، مُنح فريق الروبوت والبشر الكأس، في أجواء احتفالية. لقد عاد (إيه آي سترايجست) من حافة الهزيمة وتُوِّج بأول لقب لبطل ملاكمة روبوتي بشري.

أصدرت شركة يونيتري في وقت سابق من هذا الشهر فيديو يُظهر الروبوتات، وهي ترتدي قفازات الملاكمة، وتتدرب مع مدربيها البشر. توجه الروبوتات الصغيرة بعض اللكمات بذراعيها قبل أن تُدفع إلى الأرض، وسرعان ما تنهض إحداها، وبعد أن تكافح لفترة وجيزة لتواجه الاتجاه الصحيح، تدور وتوجه ركلةً مباشرة بأسلوب 300. تدّعي يونيتري أن روبوتاتها تستخدم نظام تدريب يعتمد على التقاط الحركة، ما يساعدها على التعلم من أخطائها السابقة والتحسن مع مرور الوقت.

ليست الميول البشرية لإجبار الروبوتات على القتال لغرض التسلية جديدة، فكان برنامج باتل بوتس الذي يعود إلى أواخر التسعينيات، يدور حول مهندسين يبتكرون ويصممون روبوتات يُتحكم فيها عن بُعد، وغالبًا ما تكون مزودة بمناشير كهربائية وقاذفات لهب، وتتقاتل حتى النهاية. تحوّل العديد من هذه الروبوتات إلى خردة معدنية، على مدار 12 موسمًا للبرنامج.

منذ ذلك الحين، بدأ المهندسون في جميع أنحاء العالم بتجربة طرائق جديدة لتعليم الروبوتات ذات القدمين والشكل البشري كيفية توجيه اللكمات وتنفيذ الركلات دون التعثر أو السقوط. أحيانًا يتحكم المشغلين البشر بهذه الآلات عن بُعد، وفي أحيان أخرى تتعلم الروبوتات شبه المستقلة كيفية “محاكاة” الحركات الجسدية التي تلاحظها عند البشر. أما الروبوتات المستقلة الأكثر تقدمًا، مثل تلك التي تطورها شركتا Boston Dynamics و Figure، فهي قادرة على التنقل في بيئتها وتنفيذ إجراءات مبرمجة مسبقًا. من الجدير بالذكر أنه لم تعلن أي الشركتين عن خطط لجعل روبوتاتها تخوض معارك.

تحولت الصين بسرعة إلى مركز رئيسي لعرض المنافسات الرياضية بين الروبوتات الشبيهة بالبشر. في الشهر الماضي، شاركت أكثر من 20 شركة روبوتات في سباق نصف ماراثون في بكين، إذ تنافست روبوتاتها مع بعضها ومع العدائين البشر، وكانت النتائج مخيبة للآمال. أفادت تقارير إعلامية من الحدث أن العديد من الروبوتات فشلت في تجاوز خط البداية، فيما انحرفت أخرى عن مسار السباق، وذكرت التقارير أن أحدها اصطدم بحاجز. أما أول روبوت قطع خط النهاية، وهو جهاز صممه مركز ابتكار الروبوتات الشبيهة بالبشر في بكين، فقد استغرق نحو ساعة وأربعين دقيقة بعد انتهاء أول عداء بشري من السباق، ولم يتمكن سوى ستة روبوتات من إنهاء السباق.

اقرأ أيضًا:

روبوت يهاجم امرأة مسنة.. هل نحن في خطر؟

اختراع روبوت جديد يستطيع المشي والسباحة بمفرده دون مساعدة الحاسوب

ترجمة: أحمد صبري عبد الحليم

تدقيق: باسل حميدي

مراجعة: ميرڤت الضاهر

المصدر