حُظِر مؤخرًا ضرب الأطفال في اسكتلندا من قِبل الأهل.

ومن الجدير بالملاحظة أن الآباء في بقية المملكة المتحدة لا يزالون قادرين على استخدام العنف الجسدي لمعاقبة أطفالهم أو تأديبهم، شريطة أن يكون “عقابًا معقولًا”، وهو مصطلح لم يحدده القانون بالشكل المناسب.

كما أنه يُسمَح بضرب الأطفال في غالبية بلدان العالم الأخرى.

في جميع أنحاء العالم، لا يزال العقاب البدني شائعًا.

وخلص تقرير أصدرته منظمة اليونيسيف في عام 2014 إلى أن 80% من أطفال العالم يتعرضون لشكل ما من أشكال العقاب العنيف في المنزل.

ووجدت دراسة استقصائية شملت أكثر من 4000 شخص بالغ في المملكة المتحدة، أجريت مؤخرًا، أن الأغلبية -59%- رأوا أنه “لا ينبغي حظر الضرب”.

واعتقد خُمس المشاركين فقط أنه ينبغي حظر هذه الممارسة.

ووجدت دراسة استقصائية أخرى للبالغين في الولايات المتحدة أن 76% من الرجال و 65% من النساء يشعرون بأن الأطفال في بعض الأحيان يحتاجون إلى “ضربة قوية”.

بالنسبة لأولئك الذين تساورهم الشكوك، لا يوجد دليل جيد على أن الضرب سيفيد الطفل.

قد يجد الآباء أن الأطفال أكثر طاعة إذا كانوا يخشون ضربهم مرة أخرى، ولكن يعتبر هذا التأثير مؤقتًا فقط.

ولكن على المدى البعيد، يرجح أن يسيء هؤلاء الأطفال التصرف، ومن المرجح انخراطهم في سلوكيات إجرامية أو جنائية أو غير اجتماعية.

والأسوأ من ذلك، هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض العقلية.

هذه المعلومات ليست بالحديثة، فمن المرجح أن يكون العقاب البدني هو أكثر الممارسات التي تمت دراستها فيما يخص السلوكيات الأبوية، ومع كم الدراسات والبحوث المنشورة منذ ستينيات القرن الماضي، تثبت غالبيتها تقريبًا أن معاقبة الأطفال بدنيًا من الممكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة في الحياة المستقبلية.

وقد أجريت ما لا يقل عن خمس دراسات تجميعية عن آثار الضرب، وتقييم نحو 200 دراسة فردية بشكل عام.

وتبين أن الآباء والأمهات الذين يصفعون أطفالهم من غير المستغَرب أن ليس لديهم علاقات جيدة مع أطفالهم.

والأطفال الذين يُضربون أكثر عرضة للاعتداء العاطفي والجسدي والإهمال.

وتجد هذه الدراسات أيضًا أن الأطفال المعتادين أكثر عرضة للخوض في العدوانية بأنفسهم -في البداية مع أقرانهم، وبعد ذلك مع أطفالهم وشركائهم.

كما أن الأشخاص البالغين الذين تم ضربهم وهم أطفال معرضون بدرجة أكبر لخطر ضعف تقدير الذات أو الاكتئاب أو إدمان الكحول.

وفي وقت سابق من هذا العام، ادعت مجموعة من الأطباء النفسيين في الولايات المتحدة أن تأثير ضرب الأطفال كان ضارًا جدًا، وينبغي اعتباره بمثابة “تجربة طفولية معاكسة”، مثله مثل الإهمال ووجود أحد الوالدين في السجن.

حسنًا، كيف يمكننا إقناع الآباء لتغيير عقولهم حول العقاب البدني، ومدى خطورة هذه الممارسة؟ يمكن لأطباء الأطفال أن يلعبوا دورًا في ذلك.

فقد دعت بالفعل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والجمعية الكندية لطب الأطفال الأطباء إلى تقديم المشورة لمرضاهم ضد الضرب، ونشرت الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل في المملكة المتحدة تقريرًا عن هذا الموقف يعود لعام 2009 وينص على أن الضرب “ينبغي منعه”.

ولكن تطبيق الحظر التام يرسل أقوى رسالة.

ومنذ أن حظرت السويد ضرب الأطفال في عام 1979، حذت 52 دولة أخرى في جميع أنحاء العالم حذوها.

تُعد المملكة المتحدة واحدة من ثمانية بلدان فقط لم تلتزم بحظر العقاب البدني للأطفال.

لذا فقد حان الوقت لتغيير هذه الحالة المحرجة، لوضع العقاب البدني في نطاقه الصحيح -ممارسة ضارة تضع الأطفال في خطر لا داعٍ له من الإصابة بالأمراض العقلية وضعف الصحة لديهم.


  • ترجمة: علي أبو الروس
  • تدقيق: دانه أبو فرحة
  • المصدر