وجد فريق من الباحثين في كندا أول ظهور لباكتيريا مقاومة للمضادات للحيوية، البكتيريا هي الزائفة (Pseudomonas) وقد وجدت في حبار تمّ بيعه من محل بقالة صيني. تمّ إبلاغ مركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة (CDC) و التي نشرت التحذير في جريدة تابعة لها.

و كما يعلم معظم الناس الآن فإن استخدام الأطباء للمضادات الحيوية لعلاج الإصابات البكتيرية يصبح أقل قوةً بسبب تطوير البكتيريا لوسائل مقاومة لها. لذلك واصل العلماء في صنع مضادات حيوية أقوى و أفضل. رغم ذلك مؤخرًا أصبح هذا الأمر أصعب لأنه مع الوقت القليل والقليل من العلاجات الجديدة يتمُّ اكتشافها، مما دفع العلماء والوكالات مثل CDC ليقدموا العديد من التحذيرات موضحين أنه من الممكن أن تنتهي الخيارات المتوفرة تمامًا.

حاليًا، يستخدم المجتمع الطبي المضادات الحيوية القياسية جنبًا إلى جنب مع ما يعرف بمضادات الملاذ الأخير؛ الـ carbapenems، وهي خط دفاعنا الأخير ضد العديد من البكتيريا المقاومة. لكن للأسف العديد من أنواع البكتيريا أصبحت مقاومة لبعض انواع الكاربابينيم عبر إفراز إنزيم كاربابينيماز – carbapenemases—enzymes الذي يجعل المضاد الحيوي غير فعال. زائفات الجنس (Pseudomonas) التي وجدت في الحبار في كندا هي أحد الأمثلة و هي أول نوع معروف يتمّ إيجاده في منتجات غذائية.

الأمر لا يتعلّق بالزائفات بالتحديد، فهي ليست بكتيريا خطيرة للدرجة، ولكن ما تمثله هو ما أثار القلق في المجتمع العلمي المختص بالماضادات الحيوية، فلوحدها غالبًا لن تسبب المرض لأي شخص، ولكن إذا تم إبتلاعها فستختلط مع أنواع أخرى في معدة الإنسان مما قد يؤدي إلى مشاكل جدية – الإشريكية القولونية (E.coli) كمثال والتي تملك نفس قدرات المقاومة.

هذا الكشف يقدم تهديد آخر أيضا كإمكانية وجود أنواع أخرى من البكتيريا المقاومة في منتجات غذائية ولم يتمّ إيجادها بعد. إن البرامج الحكومية التي تفحص الطعام من أجل السلامة تفحص فقط باحثةً عن الأنواع المعتادة مثل الإشريكية القولونية وليستيريا وأنواع أخرى، لكن إنْ كان هنالك أنواع غير مؤذية نسبيا من البكتيريا في الطعام، فيؤكد الباحثون أنها مسألة وقت فقط قبل أن تتطور أنواع خطيرة جدا مقاومة للمضادات الحيوية المتوفرة، تاركة الأطباء بدون أي خيار لعلاج المرضى. وهذا إعلان خطير فعلا.


مصدر