يُنسَب إلى الطّبيب المشهور أبو بكر الرّازي قولَهُ: “متى اجتمع جالينوس وأرسطوطاليس على معنى فذلك هو الصّواب. ومتى اختلفا، فصعب على العقول إدراك صوابِهِ جدًّا.”

شهادة الرّازي لا تؤكّد إلا ما سمعنا وقرأنا عن رفعة مقام أرسطو، أحد أعظم العلماء، الفلاسفة، والباحثين في تاريخ البشريّة. ومع ذلك، نحن نعلم أن أرسطو وجالينوس ارتكبا العديد من الأخطاء الجليّة، وأنّ تقدّم البشريّة كان، في بعض الأحيان، مرهونًا بهجر وترك ما قدّمه هذين العالمين.

في هذا الإقتباس، يذكّرنا بيرتراند راسل بعرضة حتّى أعظم العلماء في التّاريخ للخطأ والزّلل. ولكنّ الدّرس الأهمّ الذي يتضمّنه هذا الإقتباس هو أنّ رأي أرسطو، رأي جالينوس، وحتّى آراء العالم كلّه لا تقدّم ولا تؤخّر في طريقنا نحو البحث عن الحقيقة. إذا أردتَّ أن “تعرِفَ” حقًّا، فانظر حولك وفي نفسك وتأكّد من صحّة دعاواك ودعاوى غيرك بمنهجيّة علميّة واضحة.

وتذكّر دائمًا قول الفيزيائيّ البريطانيّ آرثر إدينغتون: ” عندما يتعلّق الأمر بحقيقةِ وصحّة الإستنتاجات في العلوم التّجريبيّة، فالمشاهدة تحتلّ مقام محكمة الإستئناف العليا.”