العلم يتطور بسرعة بحيث أنه يصبح من الصعب أحيانًا معرفة ما تُوصِل إليه فمن المفيد التوقف بين الحين والآخر للتأمل في بعض الأمور، والإفادات العشرة التالية تمتطي الخط بين الحقيقة والخيال في علوم الفضاء وإن لم تمنحها الانتباه المطلوب فمصداقية بعضها سيكون من الصعب قياسه.

دوّن الجهة التي تشعر بأن خط (الحقيقة أو الخيال) سيميل نحوها ثم انظر للإجابة في أسفل الحقيقة، والتحدي بالتأكيد سيكون في تسجيل 10 نقاط كاملة.

  1. نملك دليل قوي على أن نظامنا الشمسي ليس وحيدًا، فنحن نعلم اليوم أنه يوجد العديد من النجوم التي يدور حولها الكواكب.
  2. بعض الأحياء الدقيقة يمكن أن يصمد في الفضاء لسنوات بدون أي نوع من الحماية.
  3. وُجدِت بعض الأحياء الدقيقة تتكاثر في مياه ساخنة بدرجة حرارة تعادل 235 فهرنهايت.
  4. نملك الآن دليلًا على أن بعض أشكال الحياة متواجد خارج الأرض على الأقل بشكله البدائي.
  5. نمتلك الآن التكنولوجيا اللازمة لإرسال رواد فضاء إلى نجم آخر خلال فترة زمنية معقولة والمشكلة الوحيدة هي أن المهمة ستكون مكلفة على نحو عالي جدًا.
  6. كل العمالقة الغازية في نظامنا الشمسي (زحل، المشتري، يورانوس، نبتون) لها حلقات.
  7. في سلسلة أفلام حرب النجوم، يتم دفع مقاتلي إمبراطورية (TIE) أو محرك أيون المزدوج (Twin Ion Engine) بمحركات أيونية في حين أن هذه المركبة خيالية، والحقيقة أنه يوجد اليوم محركات أيونية في بعض المركبات الفضائية.
  8. لا يوجد جاذبية في عمق الفضاء.
  9. الفرضية الرئيسية للنقل عن بعد (teleportation) والتي حققت شهرة في مسلسل (Star Trek) هي أمر افتراضي، في الحقيقة العلماء قاموا فعلًا بنقل الحالة الكمومية لذرات منفردة من موقع لآخر.
  10. كوكب تاتوين (Tatooine) والذي يمثل منزل لوك سكاي ووكر (Luke Skywalker) في سلسلة أفلام حرب النجوم يدور حول نجمين وهذا ما يسمى نظام النجم الثنائي، اكتشف العلماء أنه يمكن للكواكب أن تتشكل في أنظمة مشابهة.

الإجابات

1- نملك دليل قوي على أن نظامنا الشمسي ليس وحيدًا، فنحن نعلم اليوم أنه يوجد العديد من النجوم التي يدور حولها الكواكب. (حقيقة)

التلسكوبات المحسنة ساعدت على اكتشاف العديد من الأنظمة الكوكبية في العقد الأخير بينها أنظمة تحوي كواكب متعددة وحتى الآن فإن حدود التكنولوجيا الحالية تخدم اكتشاف ورصد الكواكب الكبيرة، بعضها أكبر من المشتري وبشكل مفاجئ تعانق نجومها في مدارات قريبة جدًا تستمر لأيام بدلًا من سنوات، وبعض الأنظمة الأخرى تبدو مشابهة لنظامنا الشمسي.

2- بعض الأحياء الدقيقة يمكن أن يصمد في الفضاء لسنوات بدون أي نوع من أنواع الحماية. (حقيقة)

تم حفظ مستعمرة صغيرة من البكتريا العقدية الشائعة (Streptococcus mitis) على مسبار ناسا (Surveyor 3) الذي هبط على القمر عام 1967 وأعادها طاقم أبولو 12 إلى الأرض في ظروف معقمة، وأثبتت هذه التجربة غير المخطط لها أن بعض الأحياء الدقيقة يمكنها الصمود لسنوات تحت تأثير الإشعاع في الفضاء الفارغ و درجات الحرارة المنخفضة جدًا بدون أي عناصر غذائية أو ماء أو مصدر للطاقة، ويقول بعض العلماء: من الممكن أن الحياة سافرت من المريخ إلى الأرض فوق صخرة فضائية.

3- وُجدِ أن بعض الأحياء الدقيقة تتكاثر في مياه ساخنة بدرجة حرارة تعادل 235 فهرنهايت. (حقيقة)

وُجد أكثر من 50 نوع من الأحياء الدقيقة المحبه للحرارة أو أليفه للحرارة (hyper thermophile) تزدهر في درجات حرارة عالية جدًا في أماكن كمتنزه يلوستون الوطني (Yellowstone National Park) أو على جدران الفتحات الحرارية المائية في عمق البحر وبعض هذه الأنواع تتضاعف بشكل أفضل في 221 درجة فهرنهايت ويمكنها التكاثر في درجة حرارة تصل حتى 235 درجة فهرنهايت، كما وُجدت بعض الأنواع التي تتكاثر تحت الجليد بالقرب من القطبين في بحيرة قلوية للغاية وعميقة تحت الأرض.

4- نملك الآن دليلًا على أن بعض أشكال الحياة متواجده خارج الأرض على الأقل بشكله البدائي. (خيال)

بينما يعتقد العديد من العلماء بوجود الحياة خارج الأرض فلا يوجد حتى الآن دليل قاطع لإثبات هذا الاعتقاد، المهمات المستقبلية إلى المريخ ويوربا قمر المشتري بالإضافة للتلسكوبات المستقبلية ستبحث عن أجوبة حاسمة.

5- نمتلك الآن التكنولوجيا اللازمة لإرسال رواد فضاء إلى نجم آخر خلال فترة زمنية معقولة والمشكلة الوحيدة هي أن المهمة ستكون مكلفة على نحو عالي جدًا. (خيال)

المركبة فوياجر (Voyager) والتي غادرت نظامنا الشمسي منذ سنوات مضت بسرعة تبلغ 37000 ميل في الساعة بحاجة 76000 عام لتصل إلى أقرب نجم لأن المسافة هائلة وبعيدة جدًا فالسفر بين النجوم بمقياس زمن عملي سيتطلب من بين عدة أمور الحاجة للسفر بسرعة الضوء أو بسرعة قريبة منها وهذا بعيد المنال بالنسبة للمركبات الفضائية الحالية، بغض النظر عن التمويل فإن وكالات الفضاء تبحث في الاحتمالات الممكنة.

6- كل العمالقة الغازية في نظامنا الشمسي (زحل، المشتري، يورانوس، نبتون) لها حلقات. (حقيقة)

حلقات زحل هي الأكثر وضوحًا لكنها ليست الوحيدة حيث توجد حلقات أيضًا حول يورانوس ونبتون والمشتري.

7- في سلسلة أفلام حرب النجوم، يتم دفع مقاتلي امبراطورية (TIE) أو محرك أيون المزدوج (Twin Ion Engine) بمحركات أيونية في حين أن هذه المركبة خيالية، والحقيقة أنه يوجد اليوم محركات أيونية في بعض المركبات الفضائية. (حقيقة)

الدفع الأيوني كان لفترة طويلة أساس روايات الخيال العلمي ولكن في السنوات الأخيرة تم اختباره في بعض المركبات الفضائية وخاصة في مسبار ناسا (Deep Space 1) والذي أطلق عام 1998 ليلتقي بكويكب بعيد وبعد ذلك بمذنب ليثبت أنه من الممكن استخدام الدفع الأيوني للسفر بين الكواكب، ومؤخرًا قامت وكالة الفضاء الأوروبية بوضع مسبار يعمل بالدفع الأيوني في مدار حول القمر.

8- لا يوجد جاذبية في عمق الفضاء. (خيال)

لو كان ذلك صحيحًا لطار القمر بعيدًا عن الأرض وتفرق نظامنا الشمسي بينما الحقيقة أن الجاذبية تضعف كلما بعدت المسافة ولكنها لا تختفي مطلقًا مهما سافرت بعيدًا في الفضاء، يبدو رواد الفضاء وكأنهم في حالة انعدام الجاذبية لأنهم في حالة سقوط حر مستمر حول الأرض، وهنالك تطور مثير للاهتمام (أو بالأحرى غير ناضج) لهذا المفهوم هو أن جاذبية الثقب الأسود تعمل بنفس الطريقة لذا عندما يقترب أي شيء منه (بما في ذلك الضوء) سيتم امتصاصه وسيختفي عن الرؤية فالأجسام التي تكون بعيدة عن الثقب الأسود لن تشعر بجاذبية أقوى عنها لو كان هذا الثقب الأسود نجمًا بكتلة النجوم العادية.

9- الفرضية الرئيسية للنقل عن بعد (teleportation) والتي حققت شهرة في مسلسل (Star Trek) هي أمر افتراضي، في الحقيقة العلماء قاموا فعلًا بنقل الحالة الكمومية لذرات متفردة من موقع لآخر. (حقيقة)

أثبت العلماء في وقت مبكر من أواخر التسعينات أنه من الممكن نقل البيانات باستخدام الفوتونات ولكن تم امتصاص الفوتونات من قبل أي سطح يصيبوه، وفي الآونة الأخيرة قام علماء الفيزياء في جامعة إنسبروك (Innsbruck) في النمسا والمعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا في بولدر (Boulder) بولاية كولورادو بنقل المعلومات بين الذرات باستخدام مبدأ التشابك الكمومي للمرة الأولى.

ويقول الخبراء إن هذه التكنولوجيا يمكن أن تساعدنا في نهاية المطاف على اختراع (أجهزة كمبيوتر كمومية) فائقة السرعة ولكن الأخبار السيئة على الأقل لعشاق الخيال العلمي هو أنه ليس من المتوقع أن تكون هذه الأجهزة قادرة على نقل الناس على هذا النحو.

10- كوكب تاتوين (Tatooine) والذي يمثل منزل لوك سكاي ووكر (Luke Skywalker) في سلسلة أفلام حرب النجوم يدور حول نجمين وهذا ما يسمى نظام النجم الثنائي، اكتشف العلماء أنه يمكن للكواكب أن تتشكل في أنظمة مشابهة. (حقيقة)

النجوم المزدوجة أو الأنظمة الثنائية شائعة في مجرتنا درب اللبانة وحتى الأنظمة ذات ثلاثة نجوم متواجدة في انسجام جذبوي، أكثر من 100 كوكب جديد اكتشف في السنوات الأخيرة، تم العثور على بعضها في نظم ثنائية، بما في ذلك (16 Cygni B) (55 Cancri A) ولكن للأسف حتى الآن لم يجد أحد كوكبًا صالحًا للسكن مثل تاتوين.


  • ترجمة: أسامة ونوس
  • تدقيق: يحيى أحمد
  • تحرير: جورج موسى
  • المصدر