أجلت ناسا عملية إطلاق تاريخية لصاروخ أرتيمس-1 صباح يوم الإثنين، لوجود عطل في محركه. تأتي مهمة إطلاق هذا الصاروخ عقب رغبة البشر في زيارة القمر مرة أخرى. ما يزال الطريق طويلًا حتى يأتي اليوم الذي يُرسل فيه رواد الفضاء من جديد إلى القمر.

كان يوم الاثنين موعدًا لتجربة إطلاق الصاروخ، للتأكد من مدى جاهزيته للوصول إلى القمر.

لسوء الحظ، حدث عطل في محرك الصاروخ بعد أن زادت درجة حرارته في أثناء اختباره، إذ أُوقفت عملية إطلاق الصاروخ قبل بضع دقائق من الموعد المحدد في صباح يوم الاثنين 29 أغسطس.

ما يزال الصاروخ مهيأً وفيه بعض الوقود ليستطيع الفريق المسؤول إجراء المزيد من الاختبارات.

سيكون موعد إطلاق أرتيمس-1 من جديد يوم الجمعة 2 سبتمبر الساعة 12:48 ظهرًا بالتوقيت المحلي، وهذا الموعد قابل للتغيير بحسب جاهزية الصاروخ للعمل.

قبل ساعة تقريبًا من موعد إطلاق الصاروخ الذي تدوم مدته ساعتين، توقف العد التنازلي للإطلاق فجأةً قبل 40 دقيقة من الموعد المحدد.

ظهرت المشكلة في أثناء تعبئة الوقود، إذ تبين أن المحرك يُسرب وقود الهيدروجين السائل.

ظهرت مشاكل مشابهة خلال اختبارات سابقة، لكن من غير المعروف ما إذا كانت المشكلة الجديدة مماثلة لسابقاتها.

تشرح ريتشل كرافت في مدونة ناسا لمشروع أرتيمس قائلة: «يعمل المهندسون على معالجة مشكلة في تهيئة أحد محركات RS-25 (المحرك 3) أسفل الجزء الأساسي، بينما تستمر بشكل جيد عملية تعبئة وقود الأكسجين السائل لإتمام مرحلة الدفع المبردة المؤقتة وتعبئة خزانات الجزء الأساسي بما يلزم من مواد الدفع».

تعمل متحكمات الإطلاق على تهيئة المحركات بزيادة الضغط على خزانات الجزء الأساسي لتسريب بعض مواد الدفع ووصولها إلى المحركات. بالتالي، تصبح درجات الحرارة مناسبة لبدء عمل المحركات.

تقول كرافت: «ظهرت المشكلة عندما لاحظنا أن المحرك 3 غير صالح للعمل بعد تسرب المواد الدافعة إليه، والمهندسون يعملون على إيجاد الحل. وفي نفس الوقت، تعمل فرق الصيانة على إصلاح كسر في إحدى حواف جهاز نظام الحماية الحراري. تعمل الحواف مفاصل ربط شبيهة بخيوط القميص. تُثبت الحواف أسفل الخزان الوسيط وأعلاه لربط خزانين معًا».

سيكون إطلاق صاروخ أرتيمس-1 واحدًا من ضمن سلسلة من البعثات المتزايدة التعقيد الهادفة إلى استكشاف الفضاء بنقل البشر من الأرض إلى القمر وبالعكس، وتُعد هذه المهمة الأولى منذ مهمة أبولو 17 في ديسمبر 1972.

إن نظام الإقلاع الفضائي الذي ابتكرته ناسا هو الأفضل من نوعه حتى الآن، فهو قادر على إطلاق صاروخ ما إلى القمر مباشرةً، وهذا الحدث الأول من نوعه عند الحديث عن المركبات الفضائية التي قادها البشر سابقًا. بالإضافة إلى ذلك، بإمكان نظام الإقلاع التحكم بأقمار صناعية صغيرة موجودة عليه.

يُمكن العثور على مزيج غريب من التذكارات، والأدوات، والدمى، ومؤشرات انعدام الجاذبية على متن مكوك أوريون. والهدف وراء إطلاق هذا المكوك، هو تجهيز الطاقم للعمل على متن سفينة فضائية والتأكد من سلامتها لعمليات أخرى مستقبلًا.

بحلول عام 2024، ستطلق ناسا صاروخ أرتيمس-2، وستكون أول مهمة يجلس فيها طاقم مختص داخل الصاروخ للسفر إلى الفضاء، مستفيدين من نسخة مطورة لمنصة الإقلاع الفضائي (ذلك يعتمد على جاهزية بدلات الفضاء المناسبة).

حددت ناسا أيضًا موعد إطلاق صاروخ أرتيمس-3 عام 2025. هدف هذه المهمة إرسال أول امرأة وأول شخص ليس أبيض البشرة إلى القطب الجنوبي للقمر.
في عام 2027، يهدف صاروخ أرتيمس-4 إلى نقل رواد الفضاء إلى محطة قمرية صغيرة اسمها Gateway.

اقرأ أيضًا:

ناسا تختار 10 متقدمين فقط من بين 12 ألف طلب في برنامج تدريب رواد الفضاء

وكالة ناسا على وشك إطلاق أقوى صاروخ فضائي في تاريخ البشرية

ترجمة: طاهر قوجة

تدقيق: بشير حمّادة

المصدر