كيفية تجنب الجفاف خلال الطقس الحار:

عند تتردد كلمة جفاف يسهُل تخيل شخص يزحف على رمال الصحراء الحارة بلا أمل مع قنينة ماء فارغة. ربما لا يتبادر إلى الذهن شخص مسن مرتبك، أو طفل عنيد لا تسيل دموعه على الرغم من بكائه، أو تلك الأوقات التي يشعر فيها الشخص بالتعب أو المعاناة أو الصداع أو العطش الشديد. فهذا ما يبدو عليه الجفاف في العالم الحقيقي، لكن يمكن التغلب عليه قبل أن يبلغ أسوأ تأثيراته.

يوضح طبيب الطوارئ باروخ فيرتل وطبيبة الأطفال بولا سابيلا علامات الإنذار المتعلقة بالجفاف ويقدمان بعض النصائح التي تساعد الشخص على البقاء آمنًا عند ارتفاع درجة الحرارة.

 ما الجفاف وما أسبابه؟

يحدث الجفاف عندما يفقد الجسم سوائل أكثر من ما يتناوله. فعندما يكون الشخص مصابًا به، لا يعمل الجسم على النحو المطلوب. وقد يرتبط الجفاف بدرجات الحرارة العالية، إلا أن هناك العديد من العوامل التي قد تساهم في ذلك. وتشمل أسباب الجفاف ما يلي:

  •  ارتفاع درجة الحرارة (الحمّى).
  •  التعرق الزائد.
  •  التقيؤ المستمر أو الإسهال.

 من الأكثر عرضة للإصابة بالجفاف؟

نظرًا إلى أن المرض أو التعرض للحرارة الشديدة قد يسببان الجفاف، فقد يصاب أي شخص به. ومع ذلك، هناك بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة به:

  •  إذا كان الشخص يعمل في الهواء الطلق، توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بترطيب الجسم قبل بدء العمل خاصة إذا كان مكان العمل يخضع لدرجات حرارة مرتفعة. وقد يصعب استعادة ما فقده الجسم، إذا بدأ الشخص يومه وهو يعاني الجفاف.
  •  قد يكون المسنون أكثر عرضة للإصابة بالجفاف نظرًا إلى انخفاض مخزون السوائل في أجسامهم مع التقدم في العمر. ويصل الجسم أيضًا إلى نقطة ربما لا ينقل فيها شعوره بالعطش بفعالية.
  •  يُعد الرضع والأطفال الصغار أيضًا عرضة للخطر لأنهم لا يعبّرون عند شعورهم بالعطش. وقد يصابون بالجفاف أيضًا في أثناء المرض.
  •  إذا كانت حالة الشخص مزمنة، قد يصبح أكثر عرضة للإصابة بالجفاف، خاصة إذا كان يعاني حالة هضمية تسبب الإسهال المتكرر. وقد تسبب الأدوية أيضًا الجفاف إذا كانت تحتوي على مدرات للبول.
  •  إذا كانت المرأة حاملًا، فقد يسبب التقيؤ الشديد الناتج عن حالة الحمل المتكررة صعوبة في الحفاظ على سوائل الجسم. وفي بعض الحالات، قد تحتاج إلى سوائل وريدية لمنع الجفاف.
  •  لا يهم للرياضيين إذا كانوا في الهواء الطلق أو في الداخل أو حتى في الماء، فقد يصاب الرياضيون بالجفاف في أية بيئة. وعند القيام بنشاط بدني مكثف، ترتفع حرارة الجسم، وعندها يبرّد التعرق الجسم، لكن هذه العملية تُفقد الجسم الكثير من السوائل والإلكتروليتات. وقد يحدث الجفاف إذا لم تعوّض كلتاهما.

 علامات الجفاف وما يمكن فعله للوقاية منه:

بعد قضاء وقت طويل في الداخل، يستغل كثير من الناس فصل الصيف قدر الإمكان، حتى في درجات الحرارة المرتفعة. ومع ذلك، يقول الدكتور فرتيل إنه يجب الحفاظ على الأجسام رطبة لتجنب الجفاف أو حتى الإصابة بضربة شمس.

«أهم شيء يستطيع الشخص فعله لتجنب الإصابة بأمراض مرتبطة بالحرارة المرتفعة هو البقاء رطبًا. إنه أمر مهم حقًا، خاصةً مع ارتفاع درجات الحرارة الآن في الخارج».

يشارك الدكتور فرتيل بعض الأعراض التي يجب مراقبتها:

«عندما يصاب شخص ما بالجفاف، سيشعر بالعطش الشديد، وقد لا يتبول بانتظام أيضًا. وتدل هذه العلامات على عدم شرب كمية كافية من السوائل، وتشير إلى التقدم نحو الجفاف. فكلما تعرّض الشخص أكثر لحرارة الشمس، يزيد شعوره بالدفء ويتوقف عن التعرق. وقد يتطور الأمر إلى ضربة شمس التي قد تغير الوعي أو تؤدي إلى سلوك غير طبيعي».

عند إدراك أن شخصًا ما يعاني الجفاف، يوصي الدكتور فرتيل بإبعاده عن الحرارة وتزويده بكمية كافية من السوائل. وعند التحدث عن السوائل، يوصى بشدة تجنب تناول الكحول.

«عند التحدث عن الترطيب، يُعد شرب الماء أو المشروبات غير الكحولية أمرًا مهمًا حقًا، فقد يزيد الكحول من حدة الجفاف ووتيرة التبوّل إذا كان مدرًا للبول».

 علامات إضافية للجفاف:

صنّف الدكتور فرتيل العطش الشديد، وعدم التبول كالمعتاد، والبشرة الدافئة عند اللمس، وعدم إفراز العرق على أنهم أعراض للجفاف.

بعض العلامات الأخرى للجفاف التي يجب مراقبتها:

  •  الغضب أو القلق.
  •  الصداع والهذيان والارتباك.
  •  التعب.
  •  الدوار.
  •  الفم الجاف والسعال الجاف.
  •  ارتفاع معدل ضربات القلب مع انخفاض ضغط الدم.
  •  الشعور بالشبع لكن مع رغبة في تناول السكر.
  •  احمرار الجلد.
  •  تشنج العضلات.
  •  عدم تحمل الحرارة أو الشعور بالبرد.
  •  لون البول الداكن.

إذا كان الشخص مشوشًا، أو فاقدًا للوعي، أو لا يتبول، أو في حالة صدمة، لا بد له من الحصول على المساعدة فورًا. وينطبق الأمر نفسه على التنفس الثقيل أو ضربات القلب السريعة.

كيفية الوقاية من الجفاف في أثناء العمل في درجات الحرارة المرتفعة:

من الأفضل اتخاذ إجراءات وقائية للحفاظ على الجسم رطبًا في حال العمل في الهواء الطلق.

لا يتعلق الأمر فقط بالإفراط في شرب الماء قبل بدء العمل، بل بشرب الماء قبل بدء العمل وقبل الشعور بالعطش. وعند التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة، يجب شرب كوب واحد من الماء كل 15 إلى 20 دقيقة. ويجب تجنب شرب أكثر من لتر ونصف من الماء أو المشروبات الرياضية في ساعة واحدة؛ لأن ذلك قد يخفض مستوى الأملاح في الدم كثيرًا. ويجب ترطيب الجسم بعد العمل لتعويض ما فُقد بسبب التعرق.

 متى يكون الجو حارًا جدًا بحيث لا يستطيع الأطفال اللعب في الهواء الطلق؟

ينتظر الأطفال هذا الوقت من العام بشغف عندما يتمتعون باللعب والجري مع أصدقائهم طوال اليوم أو يلعبون الرياضة.

طبعًا يرغب الأهل أن يستمتع أبناؤهم خلال فصل الصيف، لكن متى يجب وضع حدود عندما يتعلق الأمر باللعب في الهواء الطلق في أثناء الحرارة المرتفعة؟

تقول الدكتورة سابيلا إنه على الرغم من وجود كل الأسباب التي تدعو إلى أخذ الحذر، فيجب النظر في سيناريوهات الطقس الحار بناءً على الحالات الفردية.

تشير بعض التوصيات إلى منع الأطفال من اللعب في الهواء الطلق عندما يصل مؤشر الحرارة إلى 33 درجة مئوية تقريبًا. وتُعد هذه التوصية مهمة، لكن من الجيد مراعاة الظروف الخاصة عند تحديد إذا كان آمنًا للطفل الخروج واللعب، كطفلين يلعبان مباراة في فريق كرة القدم نفسه في يوم حار. إذا كان أحدهما يشرب الماء قبل النوم وخلال المباراة، ويأخذ استراحات ويرطب جسمه بعد النشاط، فإن هذا الطفل يكون أكثر أمانًا مقارنةً بالطفل الذي لا يرطب جسمه على نحو صحيح.

 كيفية الوقاية من الجفاف عند الأولاد:

تقول الدكتورة سابيلا إن ترطيب الجسم أمر مهم للجميع خلال الأيام الحارة والرطبة.

يُعد الماء الشراب الأفضل للترطيب للأولاد والمراهقين. ويستطيع المراهقين شرب المشروبات الرياضية لاستعادة الأملاح التي فقدوها خلال التعرق المفرط وممارسة التمارين الرياضية. فبعد ممارسة التمارين الشاقة فترة طويلة (نحو ساعة)، يُعد احتساء المشروبات الرياضية مع الماء أمرًا جيدًا للتعافي.

تقول الدكتورة سابيلا إن حليب الأم أو الحليب الصناعي يعدان مصدران جيدان لترطيب الرضع، وتوصي بشدة عدم إعطاء الرضع الماء أو تخفيف الحليب الصناعي به.

 كيفية التعرف على الجفاف لدى الرضع والأطفال:

يتطلب التعرف على الجفاف لدى الأطفال خاصةً الرضع التحقّق أكثر. وبينما لا يستطيع الأطفال التعبير عن عطشهم بالكلمات، يكشف سلوكهم عن مشاعرهم.

بعض علامات الجفاف لدى الرضع والأطفال:

  •  يصبحون أقل نشاطًا وأكثر نعاسًا.
  •  قد يصابون بالتهيج أكثر من المعتاد.
  •  تصبح النقطة الناعمة على رأسهم مكشوفة على نحو أعمق.
  •  قلة عدد مرات التبول.
  •  قد تقل كمية الدموع عند البكاء أو لا توجد على الإطلاق.

أما الرضع، فقد تكون علامات الجفاف غير واضحة. ومع ذلك، في حال ملاحظة أي من هذه العلامات، يجب الاتصال بمقدم الرعاية الصحية على الفور.

 كيفية التعرف على الجفاف لدى الأطفال الأكبر عمرًا:

يظهر الأطفال الأكبر عمرًا أعراض الجفاف المألوفة أكثر من الأطفال الأصغر عمرًا.

علامات الجفاف لدى الأطفال الأكبر تشمل:

  •  جفاف الفم أو تشقق الشفتين.
  •  البول الداكن أو المركز.
  •  قلة عدد مرات التبول.
  •  احمرار الجلد.
  •  الجلد الجاف أو الدافئ عند اللمس.
  • الصداع.
  •  الدوخة والضعف والنعاس أو الشعور بالدوار.
  •  التهيج.
  •  الآلام العضلية.
  •  الارتباك.

يجب الاتصال بمقدم الرعاية الصحية إذا ظهرت هذه الأعراض على الطفل.

تقول الدكتورة سابيلا إن التغيرات في التبول تُعد إشارة حمراء رئيسة عند الأطفال من جميع الأعمار. ويجب أن يكون بول الطفل عادةً شفافًا أو ذا لون أصفر فاتح.

وإذا بدا بول الطفل ذهبيًا أو أغمق اللون أو مركزًا، فهذه إشارة إلى وجود جفاف وضرورة إعطاء الطفل مزيدًا من السوائل. إضافةً إلى ذلك، يُعد انخفاض التبول أو تبلّل حفاضات الرضع علامة خطيرة على الجفاف عند الأطفال. ويجب مراجعة الطبيب إذا استهلك الرضيع أقل من 6 حفاضات في اليوم أو إذا لم يُخرج الطفل أي بول في غضون 8 ساعات.

عندما يكون الجو حارًا، يجب التأكد من أن الطفل يأخذ قسطًا من الراحة في أثناء اللعب. ويصعُب إبعاد الأطفال عن المتعة، لكن هذا الإجراء ضروري في الأيام الشديدة الحرارة.

تقول الدكتورة سابيلا إنه من المهم التأكد من الحفاظ على أجساد الأطفال رطبة خلال أي نشاط أو تمرين. وعندما يكون الجو حارًا، يكون الترطيب ضروريًا تمامًا، ويجب على الأطفال من جميع الأعمار أن يأخذوا استراحات كل 20 دقيقة. وتعطي هذه الاستراحات الفرصة للأطفال للحصول على الترطيب والراحة والبقاء في بيئة مكيفة أو باردة.

 تجنب إعطاء الطفل السكر أو الكافيين:

هناك شيئان غير صالحين للجفاف وهما السكر والكافيين. فإذا كان الطفل يعاني الجفاف، فإن الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر ليست خيارًا صحيًا. ويجب الابتعاد عن مشروبات الطاقة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين أيضًا. فقد يعمل الكافيين كمدر للبول وقد يسبب زيادة في التبول عند الطفل.

اقرأ أيضًا:

أطعمة ومشروبات تساعدك عند الإصابة بالجفاف

هل حقًا يسبب الكافيين لك الجفاف؟

ترجمة: غزل حرفوش

تدقيق: فاطمة جابر

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر