يقيس تخطيط كهربائية القلب الفاعلية الكهربائية في القلب، ما ساعد الأطباء في التحقق من وجود شذوذات قد تشير إلى مرض قلبي.

تقترح بعض الأدلة أن تخطيط كهربائية القلب يستطيع توقع خطر الإصابة بنوبة قلبية في المستقبل.

يعد تخطيط كهربائية القلب اختبارًا سريعًا يقيس نشاط القلب لبضع ثوانٍ قد تمتد إلى دقائق.

للقلب نظام كهربائي معقد، إذ تشير الشذوذات والأخطاء في النظام الكهربائي إلى مشكلة في القلب، مثل الحصارات القلبية أو الضرر في أحد الحجرات القلبية، وقد تزيد هذه المشاكل من خطر الإصابة بنوبة قلبية وأنواع أخرى من الأمراض القلبية، ومع أنه لا يوجد اختبار تحرٍ ومسح مثالي، ولا يمكن أيضًا لتخطيط كهربائية القلب استبعاد احتمالية الإصابة بنوبة قلبية تمامًا، فإنه قد يساعد في تشخيص النوبة، إذ إن دوره الأساسي يتجلى في كونه أداة لتقييم الخطر.

يُظهر تخطيط كهربائية القلب -الذي يقيس النشاط الكهربائي في القلب- أنماطًا مختلفة، إذ تشكّل الحجرات العلوية من القلب عند التقلص الموجة p في التخطيط، وبعد ذلك تُشكل الحجرات السفلية عند تقلصها المعقد QRS، وتعد الموجة T الموجة الأخيرة، التي تتشكل عندما يستريح القلب.

يساعد قياس الوقت الذي تستغرقه الإشارة الكهربائية للمرور من منطقة في القلب إلى أخرى الأطباء في تشخيص مشكلات صحية في القلب مثل الحصارات والشذوذات الكهربائية الأخرى مثل اللانظميات.

يستطيع تخطيط كهربائية القلب استبعاد حالات قلبية معينة عندما يعاني الشخص أعراضًا مثل:

  •  الدوخة.
  •  الغثيان.
  •  ضيق في النفس.

وجدت دراسة حدثت في سنة 2019، أن نتائج تخطيط كهربائية القلب كانت أداة التنبؤ الأكثر فاعلية مقارنةً مع الطرق التقليدية في تقييم خطر الإصابة بنوبة قلبية، ومع ذلك، يحتاج الإنسان لاختبارات إضافية كي يتمكن الطبيب من تشخيص المشكلة القلبية تمامًا.

يتضمن اختبار الجهد الذي قد يكون مفيدًا، المشي على جهاز المشي، متصلًا بجهاز لرسم تخطيط كهربائية القلب، إذ يشاهد الطبيب التخطيط للبحث عن علامات تشير إلى نقص التروية أو مشاكل في تدفق الدم إلى القلب، ويعد ذلك مثالًا على كيفية تمكّن تخطيط كهربائية القلب من التنبؤ بالنوبة القلبية مباشرةً.

تخطيط كهربائية القلب والنوبة القلبية السابقة:

لا تسبب كل النوبات القلبية أعراضًا شديدة، إذ يزول بعضها دون الحاجة إلى علاج، ولكن ستسبب هذه النوبات القلبية الصامتة ضررًا للقلب بحرمان مناطق منه من الدم، ما سيشكل ندبات، وقد يسبب هذا الضرر تغيرات في تخطيط كهربائية القلب لسنوات، وتحديدًا تلك المناطق المتأذية، التي ستؤثر في الإشارات الكهربائية في القلب، ما سيغير شكل التخطيط، ومن الأمثلة على ذلك عدم إظهار شخص أعراضًا حاليّة لنوية قلبية، ولكن قد يشير وجود موجة Q شاذة في التخطيط إلى نوبة قلبية سابقة.

تخطيط كهربائية القلب والنوبة القلبية المستقبلية:

اعتاد الأطباء النظر في التاريخ الطبي للشخص، ونتائج الاختبارات المختلفة التي أجراها، وذلك لتحديد خطورة الإصابة بنوبة قلبية، ومن الاختبارات المستخدمة في التقييم:

  •  مستويات كوليسترول الدم.
  •  مستويات سكر الدم أو الغلوكوز.
  •  مستويات الغليسيردات الثلاثية أو الشحوم في الدم.

ظهر بحث يقترح إمكانية التنبؤ بخطر النوبة القلبية باستخدام تخطيط كهربائية القلب.

قيّم الباحثون في دراسة أجروها سنة 2019، خطورة الإصابة بنوبة قلبية لمشاركين في الدراسة، اعتمادًا إما على تاريخهم الصحي أو على تخطيط كهربائية القلب، وكان التخطيط فعالًا في التنبؤ بخطورة النوبة القلبية، وغالبًا ماكان متفوقًا على الطرق التقليدية.

تخطيط كهربائيّة القلب والمشاكل القلبية الأخرى:

يملك الأشخاص الذين يعانون المشكلات التالية خطورة أعلى للإصابة بنوبة قلبية:

  •  الرجفان الأذيني وبعض اضطرابات النظم الأخرى.
  •  علامات لأذية قلبية.
  •  سوابق نوبات قلبية.
  •  انسداد في الأوعية الدموية.

يمكن أن يكشف تخطيط كهربائية القلب عن هذه الشذوذات.

اختبارات أخرى يمكنها التنبؤ بخطورة الإصابة بنوبة قلبية:

  •  الاختبارات الدموية: تقيس هذه الاختبارات مستويات الكوليسترول والغليسيردات الثلاثية، إذ تُزيد القيم المرتفعة خطر الإصابة بمرض قلبي. تستطيع الاختبارات الدموية أيضًا قياس مستوى السكر في الدم، وهو أمر مهم للتنبؤ بالإصابة بالسكري، ولتقييم الضبط الجيد للسكر عند المصابين بالسكري.
  •  قياسات الجسم: تظهر الاختبارات التي تكشف مستويات الشحوم العالية في الجسم، مثل الزيادة في محيط الخصر، خطورةَ الإصابة بنوبة قلبية.
  •  قياس ضغط الدم: يعد الضغط المرتفع عامل خطورة للإصابة بمرض قلبي.

اعتمادًا على التاريخ الطبي للشخص ونتائج الاختبارات التي أجراها مثل مستوى الكوليسترول، يستطيع الطبيب تحديد درجة الخطر في السنوات العشر التالية لتقييم خطورة إصابة الشخص بنوبة قلبية مقارنةً مع الآخرين.

جهاز هولتر:

يستطيع تخطيط كهربائيّة القلب قياس النشاط الكهربائي للقلب عندما يوصل إلى الجسم فقط، وعادةً ما تكون المدة قصيرة تمتد من بضع ثوانٍ إلى بضع دقائق، لذلك لا يستطيع تخطيط كهربائية القلب الكشف عن بعض المشكلات القلبية التي تحدث بشكل غير منتظم مثل الرجفان الأذيني.

لذلك، قد ينصح الطبيب الشخص المصاب بأعراض قلبية باستخدام جهاز مراقبة مستمر مثل جهاز هولتر، وهو أحد أنواع الأجهزة المستخدمة لرسم تخطيط كهربائية القلب، التي يرتديها الشخص لزيادة مدة التخطيط وقد تصل عادةً إلى يوم أو أكثر.

أسئلة متكررة حول التخطيط والنوبة القلبية:

هل يُظهر تخطيط كهربائية القلب الانسدادات؟

يُظهر التخطيط نقص التروية الناجمة عادةً عن انسداد في أحد شرايين القلب، ما ينقص تدفق الدم الواصل إلى العضو، ويسبب هذا النقص تغيرات في تخطيط كهربائية القلب، ومع ذلك لا يمكن معرفة مكان الانسداد بدون إجراء الطبيب عملية تعرف باسم قثطرة القلب الأيسر.

يساعد اختبار الجهد في تشخيص الإصابة بنقص التروية، ويجب على الشخص معرفة أنه سيمشي على جهاز المشي بينما يكون جهاز التخطيط موصول إليه لمراقبة نشاط القلب.

هل التخطيط الجيد يعني أن القلب سليم؟

يمكن استبعاد بعض المشكلات القلبية بالتخطيط، ولكن لا يمكنه تشخيصها جميعها، فمثلًا سيحصل الشخص المصاب بشذوذات في معدل ضربات القلب بشكل دوري، على تخطيط سليم في حال أُجري التخطيط في الوقت الذي لا يعاني فيه المريض اضطرابًا في النظم أي عندما يكون النظم طبيعيًا. فتخطيط كهربائية القلب ليس الإجراء الوحيد الذي يستخدمه الأطباء لتقييم صحة القلب.

ما العلامات الصامتة الأربعة للنوبة القلبية؟

تسبب النوبة القلبية الصامتة أعراضًا معتدلة قد يتجاهلها الشخص. ستختلف الأعراض بين الأشخاص، إذ يعاني كبار السن وخاصًة النساء أو المصابون بالسكري، أعراضًا غير محددة مثل حرقة في المعدة أو الغثيان.

العلامات التي يجب البحث عنها:

  •  الألم الصدري حتى لو كان معتدلًا.
  •  ألم غير مفسر في مناطق أخرى من الجسم مثل ألم المعدة أو الفك.
  •  ضيق في النفس أو دوخة.
  •  الغثيان والتعرق البارد.

اقرأ أيضًا:

كيف تتعامل مع النوبة القلبية ان حدثت؟

هل الحزن يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب؟

ترجمة: ميلاد أبو الجدايل

تدقيق: نور حمود

المصدر