تروّج مجموعة متزايدة من الشخصيات العامة لفوائد تناول وجبة واحدة (النظام الغذائي OMAD) في اليوم فقط.

ونتيجة لذلك، فإن النظام الغذائي OMAD أحدث نتائج لفقدان الوزن يلفت الانتباه، ويزعم المؤيدون أنه يؤدي إلى فقدان الوزن السريع والمستدام ويحقق صحة أفضل، بما في ذلك تأخير عملية الشيخوخة.

مثل معظم برامج فقدان الوزن، يقدم النظام الغذائي OMAD وعودًا كبيرة وواضحة، إليك ما تحتاج معرفته حول تناول وجبة واحدة في اليوم وما يعنيه ذلك بالنسبة لفقدان الوزن.

شرح النظام الغذائي OMAD:

عمومًا، يُعد نظام الوجبة الواحدة في اليوم نوعًا من الصيام المتقطع، إذ تصوم لمدة 23 ساعة وتتناول جميع سعراتك اليومية في وجبة واحدة تتناولها في غضون ساعة واحدة.

تُعرَض قواعد النظام الغذائي OMAD على أنها بسيطة وسهلة الالتزام بها:

  1.  يمكن تناول أي طعام، شريطة أن يناسب حجم طبق العشاء القياسي، دون تقييد للسعرات الحرارية أو إرشادات تغذوية للالتزام بها.
  2.  يمكن شرب المشروبات الخالية من السعرات الحرارية طوال اليوم: ماء، الشاي الأسود، والقهوة.
  3.  يجب اتباع جدول زمني ثابت لتناول الوجبة الواحدة، وتناولها في نفس الوقت يوميًا.

بالإضافة إلى حدوث نقص في السعرات الحرارية ما يؤدي إلى فقدان الوزن، يعتقد المؤيدون أن الفترة المطولة للصيام في النظام الغذائي OMAD في اليوم تؤدي إلى تغيرات فيزيولوجية في الجسم تعزز الصحة بصورة أفضل، بما في ذلك زيادة معدل الاستقلاب بتحفيز عملية تسمى تشكل الكيتون، إذ يحرق الجسم الدهون المخزنة للحصول على الطاقة بدلاً من الجلوكوز.

ماذا تقول الأدلة؟

للأسف، البحث في النظام الغذائي OMAD مقيّد، معظم الدراسات تناولت تأثيره على الحيوانات، والدراسة الأساسية التي تضمنت البشر تشمل 11 شخصًا شابًا نحيلًا اتبعوا نظام الوجبة الواحدة في اليوم لمدة 11 يومًا فقط.

تعتمد الادعاءات حول هذا النظام الغذائي عادةً على البحوث في الصيام المتقطع، بدلًا من الاعتماد على النظام الغذائي نفسه.

توجد أدلة تدعم فاعلية الصيام المتقطع في تحقيق فقدان الوزن، ومع ذلك، تركّز معظم الدراسات على النتائج قصيرة الأمد فقط، عادةً مع النظر في النتائج التي تحققت على مدى 12 أسبوعًا أو أقل.

نُفّذت دراسة طويلة الأمد في عام 2022، إذ عُيّن 139 مريضًا يعانون من السمنة عشوائيًا، إما لخضوعهم لنظام غذائي مقيّد بالسعرات الحرارية مع تقييد تناول الطعام في فترة زمنية محددة بين الساعة 8 صباحًا والساعة 4 مساءً يوميًا، أو لنظام غذائي مقيّد بالسعرات الحرارية اليومية وحده لمدة 12 شهرًا. بعد 12 شهرًا، فقدت كلا المجموعتين وزنًا مشابهًا وشهدت تغيرات مماثلة في دهون الجسم وسكر الدم والكولسترول وضغط الدم.

هذا يشير إلى أن فقدان الوزن على المدى الطويل الذي يتحقق بالصيام المتقطع ليس أفضل وليس أقل من النجاح الذي يتحقق بواسطة النهج التقليدي للحمية بتقييد السعرات الحرارية اليومية.

ما المشكلات المتعلقة بالنظام الغذائي OMAD؟

1. يمكن أن يسبب عوزًا في العناصر الغذائية ومشكلات صحية:

نقص التوجيه الغذائي في نظام OMAD حول ما يجب تناوله في تلك الوجبة الواحدة يثير العديد من المخاوف. يجب أن تشمل وجباتنا اليومية مصدرًا للبروتين متوازنًا مع الكربوهيدرات الكاملة والخضراوات والفواكه والبروتين والدهون الجيدة لدعم الصحة والوقاية من الأمراض وإدارة الوزن.

عدم تناول نظام غذائي متوازن سيؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية ما قد يتسبب في ضعف المناعة والشعور بالتعب وانخفاض كثافة العظام، ويؤدي إلى الإصابة بمرض هشاشة العظام.

الصيام لمدة 23 ساعة في اليوم من المرجح أيضًا أن يؤدي إلى شعور شديد بالجوع ورغبات لا تُسيطر عليها، ما قد يعني تناول أطعمة غير صحية عندما يحين وقت الأكل.

2. من غير المرجح أن يكون مستدامًا:

قد تتمكن من الالتزام بنظام الوجبة الواحدة في اليوم في البداية، ولكن ستصبح التحديات أكثر صعوبة مع مرور الوقت. الحميات الشديدة، خاصة تلك التي توصي بفترات صيام مطولة ليست ممتعة، ما يؤدي إلى شعور بالحرمان والعزلة الاجتماعية أثناء وجبات الطعام، من الصعب بما فيه الكفاية رفض قطعة من كعكة عيد الميلاد في أفضل الأوقات، فكيف سيكون الشعور عندما لم تتناول طعامًا لمدة 23 ساعة!

تقييد الأكل يمكن أن يؤدي أيضًا إلى علاقة غير صحية مع الطعام، ما يجعل من الأصعب تحقيق وزن صحي والحفاظ عليه.

3. الحلول السريعة لا تنجح:

مثل أساليب الصيام المتقطع الشائعة الأخرى، فهو نظام جذّاب لأنه سهل الفهم وتظهر النتائج بسرعة. ولكن النظام الغذائي OMAD هو مجرد طريقة أخرى مبتكرة لتقليل السعرات الحرارية لتحقيق انخفاض سريع على الميزان.

عندما ينخفض الوزن، ستبدأ الأمور في التدهور بسرعة عندما يُنشّط الجسم آليات الدفاع للحفاظ على فقدان الوزن. في الواقع، سيعاود الجسم اكتساب الوزن وهو استجابة تعود إلى حاجة أسلافنا إلى البقاء خلال فترات الحرمان عندما يكون الطعام نادرًا.

النقطة الأساسية:

مع الضجة المحيطة بالنظام الغذائي OMAD، فإنه غير مستدام، ولا يؤدي إلى أفضل النتائج في فقدان الوزن مقارنة بالأنظمة السابقة، تعود عاداتنا القديمة ونجد أنفسنا نحارب تغييرات فيزيولوجية متسلسلة للتأكد من استعادة الوزن الذي فقدناه.

لتحقيق فقدان الوزن بنجاح على المدى الطويل، يتعلق الأمر بالآتي:

  •  فقدان الوزن التدريجي المنضبط القابل للحفاظ عليه، على فترات معينة من فقدان الوزن، تليها فترات من الحفاظ على الوزن، وهكذا حتى تصل إلى وزن الهدف المرغوب.
  •  إجراء تغييرات تدريجية في نمط الحياة لضمان تشكيل عادات تدوم مدى الحياة.

اقرأ أيضًا:

الصيام القاسي وتناول وجبة واحدة في اليوم ربما يضر أكثر مما ينفع!

الصيام المتقطع: فوائده وآثاره الجانبية

ترجمة: زينب منذر رزوق

تدقيق: غفران التميمي

المصدر