المثانة عضو يشبه البالون، تتمدد وتتقلص حسب الحاجة وتعمل على الاحتفاظ بالبول حتى يقرر الشخص إفراغه. قد لا تعمل المثانة دائمًا كما يفترض، وقد تساعد تدريبات المثانة على ذلك.

تدريب المثانة:

يهدف برنامج تدريب المثانة، الذي يُطلق عليه أيضًا إعادة تدريب المثانة أو الإفراغ المحدد بوقت ما، إلى تعليم المثانة الاحتفاظ بكمية أكبر من البول والإفراغ أقل.

يعد تعديل عادات دخول الحمام أمرًا أساسيًا، إذ يمكن استخدام المرحاض وفقًا لجدول زمني محدد، سواء كانت لدى الشخص الرغبة في التبول أم لا.

تدريجيًا، تزداد المدة الزمنية بين مواعيد الذهاب إلى الحمام، فيتيح ذلك للمثانة الامتلاء تمامًا، ويجعل الشخص أكثر قدرةً على التحكم في رغبته في التبول.

تقول طبيبة المسالك البولية إميلي سلوبنيك: «قد يكون تدريب المثانة فعّالاً لكلا الجنسين، لكن تدريب المثانة لا يقتصر فقط على الجسد».

تتابع بقولها: «يُعد أيضًا طريقةً لتدريب العقل، يعتاد بعض الأشخاص دخول الحمام طوال الوقت، أو حتى عندما يرون الحمام، ويفكرون، أوه، من الأفضل أن أذهب!».

يعدّ من الجيد استخدام الحمام بشكل متكرر، إلا أنه من السهل نوعًا ما الاعتياد على المبالغة، حتى لو لم يكن الشخص بحاجة إلى ذلك، وهذا قد يعطّل النمط الطبيعي في عمل المثانة.

تعلّم الطبيبة سلوبنيك أساسيات تدريب المثانة لتعمل بأفضل قدراتها.

تتبع العملية عمومًا بعض الخطوات الأساسية:

1- تحديد النمط الحالي في استخدام الحمام وأفضل طريقة للقيام بذلك هي الاحتفاظ بمذكرة عدة أيام وليالٍ، وتدوين وقت الذهاب للتبول.

تكون الخطوة التالية بعد معرفة عدد مرات الذهاب إلى الحمام، هي إطالة الوقت بين مواعيد الذهاب، على سبيل المثال، إذا أظهرت المذكرة أن الشخص يذهب كل 30 دقيقة، يجب محاولة تمديد هذا الوقت 15 دقيقة أخرى.

تهدف هذه الطريقة إلى إطالة الوقت تدريجيًا بين فترات الذهاب إلى الحمام وتمكّن الشخص الانتظار عدة ساعات بين الزيارات.

2- الالتزام بالجدول الزمني، يجب التأكد من استخدام الحمام فور الاستيقاظ صباحًا. ولكن بعد ذلك، يجب انتظار الموعد المحدد قبل الذهاب مرة أخرى، حتى لو شعر الشخص بالحاجة إلى ذلك.

قد يكون انتظار التبول أمرًا صعبًا، وقد يضطر الشخص إلى إيجاد طرق لإلهاء نفسه عن التفكير في الأمر.

فيما يلي أربعة أشياء يمكن تجربتها:

  •  قراءة الحروف الأبجدية أو العد التنازلي من 100.
  •  التدرب على تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق.
  •  الوقوف ساكنًا.
  •  الجلوس على كرسي صلب أو الضغط على عضلات قاع الحوض.

ما الحالات التي يمكن لتقنية تدريب المثانة علاجها؟

قد يساعد تدريب المثانة في علاج الحالات التالية:

  •  رغبة قوية غير مريحة في التبول (الإلحاح البولي).
  •  الحاجة إلى التبول بشكل متكرر ،الذي يعطل الحياة وأداء العمل وحتى النوم (فرط نشاط المثانة).
  •  سلس البول الإلحاحي: عند الشعور بالحاجة إلى التبول بسرعة كبيرة ولا يتمكن الشخص من الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب.
  •  تنظيم وظيفة المثانة بعد إزالة القسطرة، ويُنصح بمحاولة إفراغ المثانة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، حتى لو لم يشعر الشخص أنه مضطر إلى ذلك.

تشير الطبيبة سلوبينيك إلى وجود بعض الحالات التي قد لا يساعد فيها تدريب المثانة كثيرًا، على سبيل المثال، قد لا يستجيب سلس البول الجهدي في تدريب المثانة، وهو التسرب الناتج عن العطاس أو السعال أو الضحك، هذا ينطبق أيضًا على سلس البول بعد عملية استئصال البروستات.

تحذر الطبيبة قائلةً: «قد توجد عوامل أخرى تحدث أيضًا، وفي هذه الحالة، قد لا ينجح تدريب المثانة».

لا تعد عملية إفراغ البول إرادية تمامًا، توجد عضلات تعمل لا إراديًا في بعض الأحيان.

إذا كان الشخص يعاني من عدوى في المسالك البولية أو أن المثانة ممتلئة بالفعل وتفيض عن الحجم المحدد، قد لا يكون تدريب المثانة فعّالًا.

ما مذكرة المثانة؟ وكيف تساعد؟

تعد مذكرة المثانة أداة مساعدة في السيطرة على المثانة، والهدف منها المساعدة في تحديد الأنماط والمشاكل في عملية التبول، لذلك يوجد العديد من الأشياء التي قد يرغب الشخص في تسجيلها، بما في ذلك: أوقات التبول، قياس كمية التبول (يوجد قمع خاص وأجهزة قياس متاحة)، كمية ونوع السوائل التي يشربها الشخص، الأطعمة التي يتناولها، حوادث التسرب، مدى شدة الشعور بالإلحاح.

تقول الطبيبة سلوبينيك: «لا يدرك بعض الناس مقدار المياه أو الصودا التي يشربونها، لكن عندما يحتفظون بمذكرات المثانة، يقولون، يا للعجب! أرى أنني أستهلك نحو لترين من الماء يوميًا، لا عجب أنني دائما في الحمام».

تمارين قاع الحوض للتحكم في البول:

يعد تمرين كيجل التمرين الأكثر شهرة لتقوية عضلات قاع الحوض الضعيفة. يمكن للجميع رجالًا ونساءً القيام به.

آلية عمله تكون بالبدء بالتظاهر بأن على الشخص التبول، ثم، يقوم بالضغط على العضلات التي سوف يستخدمها ويقلصها، تلك هي عضلات قاع الحوض.

قد يكون إجراء ضغط كيجل بالطريقة القوية والسريعة مسبقًا مفيدًا خاصة إذا كان الشخص يعاني من سلس البول الجهدي، الذي يسبب تسرب البول في أثناء العطاس أو السعال أو الضحك أو رفع الأشياء الثقيلة.

من جهة أخرى يعاني بعض الأشخاص من ضيق شديد في عضلات قاع الحوض.

توضح الطبيبة سلوبينيك: «يشبه الأمر ضغط الفك طوال الوقت، قد يجعل ذلك الشخص يشعر وكأنه مضطر إلى الذهاب إلى الحمام طوال الوقت، وقد يجعل من الصعب جدًا إفراغ المثانة، في هذه الحالة، يكون تعلّم كيفية استرخاء تلك العضلات هو الهدف. يمكن للعلاج الطبيعي لهذه الحالة أن يكون مفيدًا».

نصائح لضمان النجاح:

تقترح الإرشادات الحالية محاولة الشخص ممارسة التمارين ذات التأثير المنخفض لمدة 30 دقيقة على الأقل مثل المشي أو ركوب الدراجات أو السباحة في معظم أيام الأسبوع.

الأدوية: بما في ذلك أدوية القلب ومضادات الهيستامين وأقراص ارتفاع ضغط الدم ومضادات الاكتئاب ومرخيات العضلات ومدرات البول، وهي أدوية تجعل الشخص يتبول. إذا وُجدت مشاكل في التبول في أثناء استخدام هذه الأدوية يجب التحدث مع الطبيب.

الحفاظ على وزن صحي، يمكن لوزن الجسم الزائد، خاصة في البطن، أن يضغط على المثانة ويجعل سلس البول الجهدي أسوأ.

التوقف عن التدخين، تقول الطبيبة سلوبينيك: «التدخين مهيج للمثانة، ولا يقتصر الأمر على تدخين السجائر فقط ،إذ قد يكون التدخين الإلكتروني، خاصة بالنسبة إلى الشباب، عاملاً كبيرًا جدًا في جعل الشخص يشعر أنه مضطر لتكرار التبول».

تجنب الأطعمة والمشروبات التي تهيج المثانة: قد تكون الرغبة القوية في التبول، أو وجود الألم في أسفل البطن، جميعها علامات على تهيج المثانة الناتج عن الأطعمة التي نتناولها أو نشربها، قد يعزز الحد من هذا التهيج القدرة على التحكم في المثانة.

مثال عنها:

  •  المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل القهوة والشاي ومشروبات الطاقة.
  •  المشروبات الغازية، مثل الصودا.
  •  السكريات الصناعية، مثل الموجودة في المشروبات الغازية الخاصة بالحمية والعديد من الحلويات (قليلة السكر)، والمخبوزات، والعلكة، وحبوب الإفطار.
  •  الكحول، بما في ذلك البيرة والنبيذ والمشروبات الروحية.
  •  الأطعمة الحمضية، مثل الحمضيات والطماطم.

كيف نعرف كمية الماء التي يجب شربها؟

تقول الطبيبة سلوبينيك: «الأمر الأساسي هو أن يكون لون البول أصفر شاحبًا إلى واضح اللون -بعبارة أخرى غير مركّز- وألا يشعر الشخص بالعطش، فنحو أربعة إلى ثمانية أكواب سعة 8 أونصات يوميًا تكون مناسبة لمعظم الناس».

اقرأ أيضًا:

فرط نشاط المثانة

حقائق وخرافات عن المثانة

ترجمة: زينب عبد الكريم

تدقيق: لين الشيخ عبيد

المصدر