مع إن (تشات جي بي تي) أدى دورًا بارزًا في ثورة الذكاء الاصطناعي، وكان مساهمًا في ( بينج إيه آي) التابع لمايكروسوفت، فإن الدلائل تشير إلى أنه قد بدأ يفقد من زخمه وفعاليته.

وفقًا للبيانات من موقع سيميلر ويب، فقد شهد موقع (تشات جي بي تي) انخفاضًا في عدد الزيارات بمقدار 10% تقريبًا من شهر يونيو إلى يوليو. إضافة إلى ذلك، أشارت الإحصائيات المتوفرة من موقع (سينسور تاور) إلى أن عدد مرات تحميل التطبيق على أجهزة الآيفون في تراجع مستمر، ما يشير إلى انخفاض في الاهتمام به.

ووفقًا لتقرير نشره (موقع انسيدر)، فقد اشتكى المستخدمون الذين يدفعون اشتراكًا للوصول إلى النموذج الأقوى (جي بي تي-4) من تراجعٍ كبير في جودة نتائج الدردشة، وهو يتضمن الوصول إلى (تشات جي بي تي بلس) عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنتديات (أوبن إيه آي).

لماذا بدأ جي بي تي-4 يعاني المشكلات فجأة؟

توصل عدد كبير من المستخدمين إلى أن (جي بي تي-4) يُنتج نصوصًا بسرعة عالية، ولكن على حساب الجودة. وقد عبّر بيتر يانغ، القائم بأعمال مدير المنتجات في (شركة روبلوكس)، عن خيبة أمله من الأداء الحالي للبوت، مؤكدًا أن الجودة تدهورت. بينما ذكر أحد مستخدمي المنتدى أن تجربته الأخيرة مع (جي بي تي-4) شعر فيها كأنه كان يقود سيارة فيراري لمدة شهر، ثم تحولت فجأة إلى شاحنة قديمة ومهملة.

وكان بعضُ المستخدمين أشد قسوة في وصفهم، إذ وصفوا البوت بأنه غبي وكسول، مع وجود سلسلة طويلة من الشكاوى المتنوعة في (منتديات أوبن إيه آي)، وقد عبّر أحد المستخدمين عن خيبة أمله الشديدة، واصفًا البوت بأنه أصبح سيئًا الآن، ومن الملحوظ تراجع مستوى ذكائه عمّا كان عليه في السابق.

ويرى العاملون في مجال الذكاء الاصطناعي أن هذا التحول ربما يكون ناتجًا عن تغيير في سياسة (أوبن إيه آي) بما يخص الإصدار الأقوى من النموذج، التي قد تنطوي على تفتيته إلى كثير من النماذج المصغرة والمتخصصة في مجالات معينة، لتعمل جماعيًا لتقديم النتائج النهائية بتكلفة أقل لتشغيل (أوبن إيه آي)، ولم تقدم الشركة تأكيدًا رسميًا على هذا الأمر، وأيضًا لم تُشِر إلى هذا التحول الجوهري في كيفية عمل (جي بي تي-4)، ولكن شارون تشو الرئيسة التنفيذية لشركة لاميني المتخصصة في بناء الذكاء الاصطناعي وصفت فكرة النماذج المتعددة بأنها الخطوة التالية الطبيعية في تطور (جي بي تي-4).

الذكاء الاصطناعي يتغذى على الذكاء الاصطناعي

لكن توجد مشكلة أخرى مع (تشات جي بي تي) يشتبه بها بعض المستخدمين بأنها قد تكون السبب وراء الانخفاض الأخير في الأداء، وصناعة الذكاء الاصطناعي غير مستعدة للتعامل معها جيدًا.

إذا كانت الفكرة حول تغذي الذكاء الاصطناعي على الذكاء الاصطناعي غير مألوفة، فهي ببساطة كما يلي: النماذج اللغوية الكبيرة مثل (تشات جي بي تي وجوجل بارد) تعتمد على الإنترنت لجمع البيانات التي تحتاج إليها لإنشاء الردود. وفي الأشهر الأخيرة، كان هناك ارتفاع غير عادي في كمية المحتوى الذي المُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي على الإنترنت، ومن ذلك مثلًا الروايات المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي على (منصة واتباد) التي تنشر القصص القصيرة والروايات.

ونظرًا إلى تزايد النماذج اللغوية الكبيرة المتاحة للمستخدمين، فإن احتمالية تعلُم الذكاء الاصطناعي من المحتوى الذي أُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي نفسه تصبح أكثر واقعية. وهذا أمر مقلق، خاصةً أنه إلى الآن لا توجد دلائل قوية تشير إلى أن النماذج اللغوية الكبيرة قادرة على التفريق بين المعلومات الحقيقية والمحتوى الذي أُنشأه الذكاء الاصطناعي تفريقًا موثوقًا.

ومع إن النقاشات واسعة حول المخاطر المحتملة التي قد يشكلها الذكاء الاصطناعي على المجتمع، فمن الممكن أن يشكل هذا الأمر خطرًا محدقًا على مستقبل الذكاء الاصطناعي نفسه، وقد يعرض هذا الأمر وظائف النماذج مثل (تشات جي بي تي) للخطر.

هل تستعمل (تشات جي بي تي أو جي بي تي-4)؟ في حال كان الجواب نعم، هل لاحظت أي تدهور في الجودة مؤخرًا، أم أنك ببساطة فقدت الاهتمام بالدردشة؟ هل نحن نشهد بداية النهاية لهيمنة (أوبن إيه آي)؟

اقرأ أيضًا:

باحثون يطورون برنامج الدردشة شات جي بي تي بجعله يتعلم من أخطائه!

ثورة في عالم الذكاء الاصطناعي: الجيل الرابع من شات جي بي تي

ترجمة: محمد حسام

تدقيق: غفران التميمي

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر