كرات الشعر عند القطط لا تزعج القطط فقط، بل الشخص الذي يجب عليه تنظيفها أيضًا، وقد تسبب انسدادًا في الأمعاء ما قد ينتج عنه مشكلة صحية خطيرة للقطط.

ما الذي يسبب كرات الشعر عند القطط؟

قد تكون كرات الشعر مثيرة للاشمئزاز، لكنها تتطور نتيجة روتين العناية الصحية وحساسية القطط.

تلتقط الهياكل الصغيرة التي تشبه الخطاف الموجودة على لسان القطط شعرًا ميتًا وقليل الارتباط بالجلد، وذلك عندما تستخدم لسانها لتنظيف نفسها، ثم تبتلعه فيعبر أغلبه عبر الجهاز الهضمي دون أي مشكلة، ولكن إذا بقي بعضه في المعدة، قد تتشكل كرات الشعر.

تتقيأ القطط كرات الشعر عادةً لتتخلص منها، ولأن كرات الشعر تمر عبر المريء الضيق في طريقها إلى الخروج، فإنها غالبًا ما تبدو رقيقة وشبيهة بالأنبوب وليست دائرية.

من المرجح أن تتشكل كرات الشعر في القطط ذات السلالات طويلة الشعر، مثل الفرس وماين كونز، والقطط التي يتساقط شعرها كثيرًا، أو التي تلتزم الاعتناء بنفسها، فهي أكثر عرضة للإصابة بكرات الشعر لأنها تميل إلى ابتلاع الكثير من فرائها.

قد يلاحَظ أن القطط الصغيرة لم يكن لديها كرات شعر، لكنها طورتها مع نموها، وهذا أمرٌ طبيعي تمامًا، مع تقدم القطط في السن، تصبح أكثر مهارة في تنظيف نفسها وأكثر إتقانًا في إزالة الفراء عن جلدها بلسانها، ما يعني المزيد من كرات الشعر لتنظيفها.

مع إن كرات الشعر نادرة، فقد تشكل مخاطر صحية إذا أصبحت أكبر حجمًا من أن تمر في الجهاز الهضمي، أو استقرت به.

أعراض تشكل كرات الشعر عند القطط

قد يكون من المزعج سماع القطط ومشاهدتها وهي تتخلص من كرة الشعر، وتشمل بعض الأعراض الشائعة لتشكل كرات الشعر: الحكة والخمول والتقيؤ، وعادةً تتقيأ القطط كرات الشعر بعد ذلك في وقت قصير نسبيًا.

عند ملاحظة أعراض كرات الشعر التالية، يجب التأكد من الاتصال بالطبيب البيطري، فقد تشير هذه الأعراض إلى أن كرات الشعر تسببت في انسداد محتمل يهدد الحياة:

  •  التقيؤ المستمر أو الحكة دون إخراج كرات الشعر.
  •  قلة الشهية.
  •  خمول.
  •  إمساك.
  •  إسهال.

ما هو علاج كرات الشعر عند القطط؟

لا نستطيع فعل أي شيء لمنع تشكل كرات الشعر في القطط، ولكن توجد أمور نستطيع فعلها لتقليل احتمالية تشكّل كرات الشعر عند القطط أو تقليل تكرارها.

 تنظيف القطط باستمرار:

كلما زاد الفراء المُزال من القطط، قل تشكل كرات الشعر في المعدة. فقد يكون تمشيط القطط أو تنظيفها بالفرشاة يوميًا طريقة فعالة لتقليل تشكل كرات الشعر، وقد يقدّم ذلك أيضًا طريقة ممتعة للتواصل مع القطط.

في حال عدم القدرة على تنظيف القطط بالفرشاة دائمًا، يجب اصطحابها إلى مربين محترفين لتنظيفها وقص شعرها (خاصةً القطط طويلة الشعر) كل ستة أشهر تقريبًا.

 تجربة طعام القطط المصنوع خصيصًا لمنع تشكل كرات الشعر

إذا كانت القطة تتقيأ كرات الشعر بانتظام، فيجب التفكير في الانتقال إلى طعام مُصمم خصيصًا للمساعدة في تقليل المشكلة. وكثير من العلامات التجارية لأطعمة القطط لديها منتج للتعامل مع كرات الشعر، تحتوي تركيبته عادةً على ألياف زائدة وزيوت ومعادن وفيتامينات قد تسهل مرور الشعر المبتلع عبر الجهاز الهضمي بطريقة طبيعية.

 إضافة المزيد من الألياف:

تحتاج القطط مثل البشر إلى الألياف للحفاظ على صحة جهازها الهضمي. لكن احتياجات القطط الغذائية تختلف عن البشر والحيوانات آكلة اللحوم الأخرى، لأنها عادةً لا تحتاج إلى ألياف نباتية.

إن إضافة بعض الألياف الإضافية إلى نظام القطط الغذائي قد يساعد على تقليل تشكل كرات الشّعر من خلال تحسين عملية النقل عبر الجهاز الهضمي. وتشمل بعض الألياف التي يجب إضافتها إلى نظام القطط الغذائي، ما يلي:

  •  اليقطين (أو مسحوق اليقطين).
  •  التفاح.
  •  الجزر.
  •  عشب القط.
  •  ميتاموسيل (حبوب الألياف أو المسحوق).

تختلف احتياجات القطط من الألياف كثيرًا عن احتياجات الإنسان، فلا يجب إضافة كمية كبيرة إلى نظامها الغذائي، وإلا فقد تعاني القطط بعض الآثار الجانبية غير المُحبذة.

قد يمنع إضافة كمية كبيرة من الألياف إلى النظام الغذائي للقطط من الامتصاص الجيد للعناصر الغذائية، وعند إطعام القطط طعامًا مصنوعًا خصيصًا لتقليل تشكل كرات الشعر، يُعد إضافة المزيد من الألياف إلى طعام القطط فكرةً سيئةً، ويُنصح بمراجعة الطبيب البيطري عند عدم التأكد من مقدار الإضافة.

 استخدم منتج خاص بتشكل كرات الشعر أو مُليّن

توجد مجموعة من المنتجات الخاصة بتشكّل كرات الشعر في السوق اليوم، ومعظمها من المُليّنات الخفيفة التي تساعد كرات الشعر على المرور عبر الجهاز الهضمي.

يجب مراجعة الطبيب البيطري قبل استخدام المادة المُليّنة أو أدوية OTC، إذا كانت القطة تعاني أي حالات صحية أخرى، فقد يكون المُليّن غير مناسب لحالة القطة الصحية.

 تقليل التنظيف المفرط بواسطة اللسان:

إذ قد يدل ذلك على الألم أو القلق أو أسباب أخرى، ويجب مراجعة الطبيب البيطري في هذه الحالة.

 استخدم مناديل الأطفال:

بعد تنظيف القطة بالفرشاة، من المحبذ مسحها بمناديل الأطفال الخالية من العطور والمضادة للحساسية. وبالوسع استخدام منشفة ورقية رطبة، فقد تساعد قطعة القماش الرطبة على إزالة أي فراء قليل الارتباط متبقٍ، وبدوره يساعد على تقليل الكمية التي ينتهي بها المطاف في معدة القطط، ويقلل من خطر الإصابة بكرات الشعر.

 زيادة كمية المياه:

إذا كانت القطط تتناول طعامًا جافًا، فمن المحتمل ألا يوفر نظامها الغذائي ما يكفي من الماء لتلبية احتياجاتهم من الترطيب، وبدوره قد لا يكون الجهاز الهضمي قادرًا على العمل بالطريقة الأفضل.

 تقديم المياه النظيفة للقطط:

تُفضل الكثير من القطط المياه الجارية على الساكنة، وقد لا تحبذ رائحة مياه الصنبور أو طعمها، لذلك الحصول على نافورة مياه لتشجيع القطط على شرب المزيد من المياه العذبة قد تبدو فكرة جيدة، وأيضًا قد يوفر الطعام المعلب ما يكفي من الترطيب للمساعدة في الحفاظ على حركة صحية للجهاز الهضمي، ما يقلل من تشكل كرات الشعر.

 استخدام مادة مزلقة للجهاز الهضمي:

قد يساعد إدخال الزيت في النظام الغذائي الخاص بالقطط على تحسين حركة الجهاز الهضمي، ما يسهل مرور كرات الشعر بطريقة طبيعية. فإضافة ملعقة صغيرة من زيت الزيتون إلى طعام القطط مرة واحدة في الأسبوع، أو تزويد القطط بكمية صغيرة من التونة المعلبة أو السردين من وقت لآخر فكرة جيدة. بالوسع أيضًا وضع كمية صغيرة من الفازلين فوق مخلب القطة، سيبطّن الفازلين بعد بلعه الجهاز الهضمي لمساعدة كرات الشعر على المرور من خلاله.

متى تجب زيارة الطبيب البيطري

لا حاجة إلى القلق بشأن كرات الشعر العرضية، لكن توجد بعض الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب البيطري. إذ يُعد الازدياد الكبير لكرات الشعر من الحالات النادرة، وعندها قد لا تستطيع القطط التخلص منها، أو قد تستقر في الجهاز الهضمي، ما يؤدي إلى انسداده. وإذا كانت كرات الشعر كبيرة جدًا، قد يلزم إجراء عملية جراحية لإزالتها. ويجب زيارة الطبيب البيطري على الفور إذا عانت القطط مما يلي:

  •  محاولة التقيؤ دون إخراج أي شيء، أو تقيؤ البلغم أو الصفراء.
  •  سعال متكرر.
  •  مشكلة في التغوط.
  •  الإسهال.
  •  بطن منتفخ وصلب.
  •  الخمول.
  •  فقدان الشهية أو التوقف عن شرب المياه.

اقرأ أيضًا:

هل نباح الكلاب يقابل الكلام عند البشر؟

هل الكلاب تعي أنفسها كالبشر؟

ترجمة: جوليا كاملة

تدقيق: لين الشيخ عبيد

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر