يؤدي تفريش الأسنان القوي والمتكرر إلى حت طبقة المينا، ما يقود إلى حساسية سنية وألم سني، وقد يسبب انحسارًا لثويًا وانكشافًا لمنطقة الجذر.

يُفضَّل التفريش مرة أو مرتين يوميًا، واستمرار عملية التفريش لمدة دقيقتين باستخدام فرشاة أسنان ناعمة الأشعار بحركات لطيفة ودائرية. ويُفضَّل الانتظار مدة ثلاثين دقيقة بعد تناول الطعام قبل تفريش الأسنان، لأن تفريش الأسنان فوريًا بعد وجبة طعام ذات طبيعة حامضية قد يضعف طبقة المينا.

نقابل الكثير من الناس المهووسين بالعناية بصحة أسنانهم، إذ يصرون على تفريش أسنانهم وينظفون ما بين أسنانهم بعد كل وجبة، لكن تبين لاحقًا أن التفريش الزائد لا يفيد في تحسين الصحة الفموية.

تقول طبيبة الأسنان جيسيكا تاسيوس العاملة في مركز أورا دينتال في مدينة تورنتو لموقع verywell: «نعم، بإمكانك تنظيف أسنانك بكثرة»، وتضيف قائلةً:

«يحتّ تفريش الأسنان المتكرر طبقة المينا ويسبب انحسارًا لثويًا، وتُعرف هذه العملية باسم السحل الفيزيائي المسبب بفرشاة الأسنان، وتحدث هذه الظاهرة عندما تُفرش الأسنان بكثرة وبقوة. ليس هناك عدد محدد لعدد مرات تفريش الأسنان في اليوم، لكن عمومًا يُعتبر التفريش لأكثر من ثلاث مرات أمرًا غير ضروريٍ وثبت أنه ضار، إذ يسبب التفريش القوي أو المتكرر حساسية الأسنان بالإضافة إلى إيذائه النسج اللثوية مسببًا تراجعها وانكشاف منطقة الجذر».

كم مرةً يجب تفريش الأسنان؟

وفقًا لطبيب الأسنان شون كتلي المقيم في كاليفورنيا، يجب تفريش الأسنان على الأقل مرتين يوميًا، مرةً صباحًا ومرةً مساءً، لكن كتلي نفسه وزملاءه صرحوا أنهم يفرشون أسنانهم ثلاث مرات في اليوم، بمعدل مرة بعد كل وجبة، وهو الرقم المثالي لعدد مرات تفريش الأسنان في اليوم.

لكن وفقًا للطبيبة تاسيوس، فإن هذا الرقم غير ممكن بالنسبة لكثير من الناس الذين يعملون خلال فترة الظهيرة -وقت وجبة الغداء- لذا فمرتان في اليوم يعد الحد الأدنى المقبول.

التفريش أقل من مرتين في اليوم قد يسبب نخورًا سنيةً مسبَّبةً بالبكتيريا.

وفقًا لأحد الأبحاث، فإن تأثير قلة عدد مرات تفريش الأسنان لا يقتصر على الصحة الفموية، إذ وجدت إحدى الدراسات الحديثة أن عدم التفريش ليلًا يزيد خطورة الإصابة بأمراض القلب، وعدّته دراسات أخرى سببًا لحالات الخرف والتهاب المفاصل وسرطان البنكرياس.

توصي جمعية طب الأسنان الأمريكية ADA بالانتظار مدة ثلاثين دقيقة بعد تناول وجبةٍ ما قبل التفريش، ويعزي الطبيب كتلي ذلك إلى أن تفريش الأسنان بعد استهلاك طعام أو شراب ذي طبيعة حامضية يضر بالأسنان.

وفقًا لتاسيوس، يضعف الحمض بنية الأسنان، ويضاعف فعل السحل الفيزيائي للفرشاة هذا الضرر.

وتضيف قائلةً: «قد يستهلك بعض الأشخاص أطعمةً ومشروبات حامضيةً مثل عصير البرتقال أو الطماطم، لذا يُفضل الانتظار نصف ساعة بعد تناول الوجبة ريثما تتم عملية إعادة التمعدن وإلا فإن التفريش سيزيد الطين بلة».

الكيفية الصحيحة لتفريش الأسنان:

وفقًا لكتلي فإن أفضل طرق تفريش الأسنان هي بحركات دائرية رقيقة باستخدام فرشاة أسنان ناعمة الأشعار، مع الحرص على تفريش سطوح الأسنان مع الحفاف اللثوي.

يقول كتلي: «التنظيف بين السني مهم جدًا بعد التفريش، وذلك للتخلص من أي بقايا طعامية عالقة بين الأسنان، ومن الضروري تغيير فرشاة الأسنان مرةً كل ثلاثة أو أربعة أشهر، إضافةً إلى التفريش اللطيف منعًا من حدوث أذية للنسج اللثوية».

ووفقًا لتاسيوس فإنه من الضروري استخدام معجون أسنان حاوٍ على الفلورايد وتفريش الأسنان به لمدة دقيقتين، لكن بعض المرضى يفرشون أسنانهم بسرعة، وتضيف: «إنهم دومًا في عجلة من أمرهم، يفرشون الأسنان الأمامية العلوية والسفلية ويمرون بالفرشاة بسرعة على السطوح الإطباقية للأسنان الخلفية، ثم ينهون عملية التفريش بعد ذلك».

وتؤكد أن أفضل سبل وقاية الأسنان من النخور هو تنظيف كل سن على حدة على نحو شامل وبحذر.

ماذا يعني هذا بالنسبة لنا؟

إذا كنت معتادًا على تفريش أسنانك بقوة وبعد كل وجبة، فيجب أن تقلع عن ذلك. فرّش أسنانك بلطف مرتين أو ثلاث مرات يوميًا، بحركات دائرية وباستخدام فرشاة ناعمة الأشعار ولمدة دقيقتين، ولا تنسَ التنظيف بين السني.

اقرأ أيضًا:

أطباء الأسنان قلعوا أكثر من 500 سن لطفل بعمر السبعة أعوام

كيفية تنظيف الأسنان بالخيط

ترجمة: حيدره شيحا

تدقيق: بشير حمّادة

المصدر