توسع الشعيرات الدموية هو حالة تسبب فيها الأوردة المتسعة (أوعية دموية صغيرة) خطوطًا تشبه الخيوط أو النقوش على الجلد. تتشكل هذه النقوش (أو التوسعات الشعرية الدموية) بشكل تدريجي وغالبًا بشكل عناقيد. تُعرف أحيانًا باسم “الأوردة العنكبوتية” نظرًا لمظهرها الرفيع والشبيه بشبكة العنكبوت.

تعد التوسعات الشعرية الدموية شائعة في مناطق الجسم الظاهرة والمعرضة للشمس والهواء (مثل الشفاه والعينين والأصابع والخدين). يمكن أن تسبب الانزعاج، وبعض الناس يجدونها غير جذابة، إذ يختار الكثيرون إزالتها. تُجرى عملية الإزالة عن طريق إتلاف الأوعية وإجبارها على الانهيار أو التندب. يقلل هذا من مظهر العلامات الحمراء أو النقوش على الجلد.

رغم أن توسعات الشعيرات الدموية عادةً ما تكون حميدة، قد تكون علامة على مرض خطير. على سبيل المثال، توسع الشعيرات النزفي الوراثي (HHT) هو حالة وراثية نادرة تسبب توسعات في الشعيرات الدموية التي يمكن أن تكون مهددة للحياة. بدلًا من التشكل على الجلد، تظهر توسعات الشعيرات الدموية الناجمة عن HHT في الأعضاء الحيوية، مثل الكبد. قد تنفجر هذا الشعيرات الدموية ما يؤدي إلى نزيف حاد.

أعراض توسع الشعيرات الدموية

يمكن أن يكون توسع الشعيرات الدموية مزعجًا بسبب مظهرها، لكنها بشكل عام غير مهددة للحياة. تتطور هذه التوسعات تدريجيًا، ويمكن أن تتفاقم بسبب منتجات الصحة والجمال التي تسبب تهيج الجلد، مثل الصابون والاسفنجات.

تتضمن الأعراض:

  •  ألمًا (مرتبطًا بالضغط على الأوردة)
  •  حكة
  •  علامات حمراء خيطية أو نقوشًا على الجلد.

تتضمن أعراض HHT:

  •  نزيفًا متكررًا من الأنف.
  •  دمًا أحمر أو أسود في البراز.
  •  نوبات
  •  سكتات صغيرة.
  •  وحمات بورت واين.

ما هي أسباب توسع الشعيرات الدموية ؟

السبب الدقيق لتوسع الشعيرات الدموية غير معروف. يعتقد الباحثون أن العديد من الأسباب قد تسهم في تطوير توسع الشعيرات الدموية. قد تكون هذه الأسباب وراثية أو بيئية أو مزيجًا بينهما.

يُعتقد أن معظم حالات توسع الشعيرات الدموية ناتجة عن التعرض المزمن للشمس أو درجات الحرارة العالية. وذلك لأنها تظهر عادةً على الجسم في مكان تعرض الجلد المستمر لأشعة الشمس والهواء.

تتضمن الأسباب الأخرى الممكنة:

  •  الكحولية: يمكن أن تؤثر على جريان الدم في الأوعية الدموية ويمكن أن تسبب أمراضًا كبدية.
  •  الحمل: غالبًا ما يُطبق كمية كبيرة من الضغط على الأوردة.
  •  الشيخوخة: تضعف الأوعية الدموية الهرمة.
  •  العدّ الوردي: يُضخم الأوردة في الوجه، ما يخلق مظهرًا متوهجًا في الخدين والأنف.
  •  الاستخدام الاعتيادي للستيرويدات القشرية: يؤدي إلى ترقق وضعف الجلد.
  •  تصلب الجلد وتقبضه.
  •  التهاب الجلد والعضل: التهاب الجلد والنسيج العضلي التابع له.
  •  الذئبة الحمامية الجهازية: تزيد حساسية الجلد للضوء والحرارة العالية.

توسع الشعيرات الدموية (الأوردة العنكبوتية) حالة تسبب فيها الأوردة المتسعة (أوعية دموية صغيرة) خطوطًا تشبه الخيوط أو النقوش على الجلد

تعد أسباب توسع الشعيرات النزفي الوراثي وراثية. يرث الأشخاص الذين يعانون منHHT المرض من أحد الوالدين على الأقل. يُشتبه أن خمس مورثات تسبب HHT، ثلاث منها محددة. يكون لدى الأشخاص المصابين بـ HHT إما مورثة طبيعية واحدة ومورثة طافرة أو مورثتان طافرتان (لا يتطلب الأمر سوى مورثة واحدة طافرة لتسبب HHT).

من المعرضون لخطر الإصابة بتوسع الشعريات الدموية؟

توسع الشعريات الدموية هو اضطراب جلدي شائع، حتى بين الأشخاص الأصحاء. ومع ذلك، فإن بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بتوسع الشعيرات الدموية من غيرهم. وهذا يتضمن الذين:

  •  يعملون خارجًا
  •  يجلسون أو يقفون طوال اليوم
  •  يفرطون في تناول الكحول
  •  الحوامل
  •  كبار السن أو العجزة (من المحتمل أن تتشكل التوسعات الشعيرية مع تكهل الجلد).
  •  لديهم عدّ وردي، تصلب جلد، التهاب جلد وعضل أو الذئبة الحمامية الجهازية (SLE).
  •  يستخدمون الستيرويدات القشرية.

كيف يشخص الأطباء توسع الشعيرات الدموية؟

يعتمد الأطباء على العلامات السريرية للمرض. يمكن رؤية توسع الشعيرات الدموية بسهولة من خلال الخطوط الحمراء الشبيهة بالخيوط أو النقوش التي تتشكل على الجلد. في بعض الحالات، يجب على الأطباء التأكد من عدم وجود اضطراب كامن. تتضمن الأمراض المتعلقة بتوسع الشعيرات الدموية:

  •  HHT (يدعى أيضًا متلازمة أوسلر ويبر راندو Osler-Weber-Rendu syndrome): اضطراب وراثي في الأوعية الدموية في الجلد والأعضاء الداخلية يمكن أن يسبب نزيفًا مفرطًا.
  •  داء ستيرج ويبر Sturge-Weber disease: اضطراب نادر يسبب وحمة بورت ووين الصباغية ومشاكل في الجهاز العصبي.
  •  ورم وعائي عنكبوتي spider angiomas: مجموعة غير طبيعية من الأوعية الدموية بالقرب من سطح الجلد.
  •  جفاف الجلد المصطبغ xeroderma pigmentosum : حالة نادرة يكون فيها الجلد والعينان حساسين بشكل مفرط للأشعة فوق البنفسجية.

قد يتسبب HHT في تكوين أوعية دموية غير طبيعية تسمى الشذوذات الشريانية الوريدية (AVMs). قد تحدث هذه الحالة في عدة مناطق من الجسم. تسمح هذه الشذوذات الشريانية الوريدية بالاتصال المباشر بين الشرايين والأوردة دون تداخل الشعيرات الدموية ما قد يؤدي إلى نزيف حاد. يكون هذا النزيف قاتلًا إذا حدث في الدماغ أو الكبد أو الرئتين.

لتشخيص HHT، يجري الأطباء التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية للبحث عن نزيف أو تشوهات داخل الجسم.

علاج توسع الشعيرات الدموية

يركز العلاج على تحسين مظهر الجلد. تتضمن الطرق المختلفة ما يلي:

  •  العلاج بالليزر: يستهدف الليزر الأوعية الدموية المتوسعة ويغلقها (يترافق ذلك عادةً مع ألم قليل ومدة الشفاء تكون قصيرة).
  •  الجراحة: يمكن أن تُزال الأوعية الدموية المتوسعة (يترافق ذلك مع ألم شديد ويتطلب مدة شفاء طويلة).
  •  العلاج بالتصليب: يركز على إتلاف بطانة الأوعية الدموية الداخلية عن طريق حقنها بمحلول كيميائي يسبب تجلط الدم وبالتالي انهيار أو تثخن أو تندب في الوُرَيد (عادةً لا تكون هناك حاجة إلى العلاج، بالرغم من أنه قد يكون هناك بعض القيود المؤقتة على ممارسة التمارين).

قد يتضمن علاج HHT:

  •  التخثير لإغلاق الوعاء الدموي.
  •  العلاج بالليزر لإيقاف النزف.
  •  الجراحة

ما هي آفاق توسعات الشعيرات الدموية؟

يمكن أن يحسن العلاج من مظهر الجلد. يمكن لأولئك الذين يتلقون العلاج أن يعيشوا حياةً طبيعية بعد الشفاء. اعتمادًا على أجزاء الجسم التي توجد فيها التشوهات الشريانية الوريدية، يمكن أيضًا للأشخاص الذين يعانون من HHT أن يتمتعوا بعمر طبيعي.

اقرأ أيضًا:

التشوه الشرياني الوريدي

علامات الولادة أو الوحمات، ما هي حقيقتها؟

ترجمة: عبد الله الحمادة

تدقيق: غزل الكردي

مراجعة: تسنيم المنجد

المصدر