يرى بعض الناس أن جوجل بارد منتج سريع لمحاولة منافسة ChatGPT، لكن موظفي جوجل يشاركون هذا الرأي، فقد شارك 18 موظفًا من جوجل حاليين وسابقين في مقابلة أوردها تقرير صحيفة بلومبيرغ، وقد أشاروا بتعليقات سلبية ومخاوف تتعلق بالأخلاق المهنية لفرق لعاملين بالذكاء الاصطناعي، وكانوا عاجزين ومحبطين حيال إمكانية إطلاق جوجل بارد للمستخدمين.

حسب التقرير، جرَّب موظفو جوجل النسخة غير المُطلقة من بارد وسُئِلوا عن تقييمهم، وتجاهلته جوجل غالبًا لإطلاق جوجل بارد بسرعة. وصفت النقاشات الداخلية التي أظهرتها صحيفة بلومبيرغ بارد بأنه غريب أطوار وكاذب مَرَضيّ، وعند سؤاله عن هبوط الطائرة أعطى تعليمات خاطئة قد تؤدي إلى تحطمها، وقد سأله أحد الموظفين عن تعليمات غوص السكوبا وكان الجواب بأنها قد تؤدي إلى جروح خطيرة أو الموت. جمّع أحد العاملين مشكلات بارد في منشور صدر في فبراير بعنوان «جوجل بارد أسوأ من أن يكون عديم النفع، رجاءً لا تطلقوه»، لكنه أُطلق في مارس.

بوسعنا قول كثير من الأمور نفسها عن ChatGPT التابع لشركة OpenAI المنافسة لجوجل في الذكاء الاصطناعي، فبإمكان كليهما تقديم معلوماتٍ متحيزة أو خاطئة والهذيان بإجابات غير صحيحة. ما زال بارد متأخرًا كثيرًا عن ChatGPT، وتتخوف جوجل من قدرة منافستِها على إجابة أسئلة الناس التي يبحثون عنها عادة باستخدام جوجل. تعرضت OpenAI للانتقاد بسبب اتباعها نهجًا متساهلًا في سلامة الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته، وتجد جوجل نفسها الآن في موقفٍ صعب، فإذا كان هدف الشركة الوحيد هو استرضاء أسواق البورصة والوصول لمستوى ChatGPT فمن المحتمل أنها لن تكون قادرة على ذلك إذا بطّأت تطورها لتراعي القيم الأخلاقية.

أخبرت ميريديث ويتيكر، المديرة السابقة لجوجل ورئيسة مؤسسة Signal للتكنولوجيا، صحيفة بلومبيرغ «تراجعت أهمية أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في جوجل … إذا لم تكن الأخلاق أولوية على حساب الربح والنمو، فلن ينجحوا في النهاية». العديد من قادة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في جوجل إمّا فُصِلوا أو غادروا الشركة خلال السنوات السابقة. تقول بلومبيرغ أنه في الوقت الراهن تُعد مراجعات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي أمرًا «تطوعيًا بالكامل تقريبًا» في جوجل.

من المحتمل ألا يكون الأمر مفيدًا لمسيرتك المهنية إذا فعلت شيئًا في جوجل لمحاولة تأخير الإطلاق في صدد المشكلات الأخلاقية. حسب التقرير، «قال موظف سابق إنهم طلبوا العمل على النزاهة في تعلم الآلة، ولكن تكرر تثبيط عزيمتهم إلى الحد الذي أثر في تقييمات أدائهم مع احتجاجات المديرين بأن ذلك كان يعيق عملهم الحقيقي».

اقرأ أيضًا:

غوغل بارد يتعلم الرياضيات بسرعة وسيحصل على تحديثات جديدة

جوجل بارد يتحسن في أداء الواجبات المنزلية بعد تحسين قدرته على التعلم المنطقي

ترجمة: محمد فواز السيد

تدقيق: نايا كركور

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر