جيل «الأنا»، يُصطلح عليه بـ (جيل الألفية – (Millennials أو (جيل واي – Generation Y)، يضمّ المولودين بين سنة 1981 و2000، الذين تتراوح أعمارهم حاليًا بين العشرينيات والثلاثينيات.

تمتزج طفولتهم بأوائل ألعاب الفيديو وحواسيب المكتب من جهة، وباللعب خارج البيت من جهةٍ ثانية، ما يجعل في ذكرياتهم البعض من التواصل مع التكنولوجيا بالإضافة إلى الجري في أزقة الحيّ، وهو ما يُعدُّ نادرًا نتيجةً لازدياد المخاطر في يومنا هذا.

خلق هذا الجيل ثورةً على مستوى مكان العمل، غيَّر مفهوم الزواج، وكافح بقوةٍ من أجل المساواة الاجتماعية، ومع ذلك، لم تخلُ حياته من السلبيات.

جيل الألفية في مكان العمل

لم العمل بدوامٍ كاملٍ من التاسعة صباحًا إلى الخامسة مساءً بينما يمكنك العمل بذكاءٍ بدلًا من العمل بجهد؟ ظهر مع أبناء هذا الجيل مفهوم العمل عن بُعد من مقهى أو حتى من المنزل، وحتى فيما يخصّ زي العمل، أصبحت لديهم بدائل للبدلة وربطة العنق، ولجؤوا إلى ملابس عادية غير رسمية نوعًا ما.

ظهر التواصل الإلكتروني بدايةً في أماكن العمل، ثم تطوّر ليغيّر طبيعة العلاقات الاجتماعية تمامًا بظهور مواقع التواصل الاجتماعي كـ الفيسبوك، وسنابشات، وانستغرام، ومواقع المواعدة الشهيرة.

يفضّل أبناء هذا الجيل ربط عدة علاقاتٍ في العالم الإلكتروني على حساب العالم الواقعيّ، بسبب فعاليتها وإمكانية التواصل مع عددٍ أكثر من أماكن مختلفة.

ورغم كونهم أكثر وعيًا وابتكارًا، إلا أن اندفاعهم تجاه التكنولوجيا على حساب الواقع فيما يخصّ العلاقات الاجتماعية جعلهم عرضةً لاضطراباتٍ عاطفية ونفسية؛ كالقلق، والاكتئاب، ونقصٍ حادٍّ في آليات التواصل.

الحب والزواج والأبناء

مع أنَّ هذا الجيل يعيش في زمنٍ يتّسم بالسرعة وتعدد المهام والتكنولوجيا، إلا أنه متهاملٌ بشدة فيما يخص الزواج والأبناء.

إذ يؤخّر أبناؤه الزواج وإنجاب الأطفال حتى يتمّوا دراستهم، ويكوّنوا ذواتهم، ويوفروا ما يكفي من المال للشعور بالأمان من تلك الناحية.

جاء في مقالةٍ لصحيفة (the Atlantic): «لم يتجاوز معدّل سن الزواج لدى الرجال في عام 1960 الثالثة والعشرين بينما تعدّى العشرين بقليلٍ لدى النساء.

حسب معطياتٍ لدراسة أنجزها (مركز بيو للأبحاث – (Pew Research Center، ارتفع بحلول عام 2011 سن الزواج إلى التاسعة والعشرين لدى الذكور، وما يفوق السادسة والعشرين لدى الإناث.

بلغت نسبة البالغين المتزوجين الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والتاسعة والعشرين سنة 1960 %59، بينما لا تتجاوز حاليًا الـ %20».

الصحة النفسية لدي جيل الألفية

تقول جين توينج، أستاذة علم النفس بجامعة سان دييغو، في كتابها عن الشباب الأمريكي (جيل الأنا: لم شباب أمريكا اليوم أكثر ثقة بالنفس، جزمًا، استحقاقًا وأكثر كآبةً من ذي قبل؟): «إنَّ الاكتئاب والوحدة ونوبات الهلع تكون أكثر شيوعًا اليوم لدى الشباب في العشرينيات من أعمارهم أكثر من ذي قبل».

يكون التوتر والقلق وليدين للضغوط العالية للنجاح رغم المنافسة الشرسة في هذا الجيل.

ومع كل التقدم التكنولوجي، والتعليم الخاص، والاختبارات، والحاجة إلى السفر، بالإضافة إلى السعي وراء الاستقلال الذاتي، ليس من الغرابة أن ترتفع مستويات التوتر لدى هذا الجيل، فقد عايش أبناؤه خلال فترة دراستهم ظاهرة التنمر والعنف المدرسي وما لهما من آثارٍ جسدية ونفسية.

أصبحت أجهزتنا الكهربائية جزءًا لا يتجزأ منا، يفقد البعض قدرته على التعامل مع أبسط المواقف دون هاتفه المحمول، وهذه في حدِّ ذاتها حقيقة مقلقة.

حسب دراسةٍ لجامعة بايلور في مدينة واكو – ولاية تكساس، تقضي الطالبات ما معدّله عشر ساعاتٍ يوميًا على هواتفهنّ، بينما يقضي الذكور ثماني ساعات، وحسب نفس الدراسة، يؤثر هذا الإدمان على المستوى وبالتالي على المسار الدراسي للطلبة.

مصادر إضافية:


  • ترجمة: عبد العزيز برقوش
  • تدقيق: تسنيم المنجّد
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر