يشير خلل وظيفة الارتفاق العاني إلى الأعراض التي يشعر بها الشخص عندما يتحرك المفصل الموجود بين عظام الحوض اليسرى واليمنى (ارتفاق العانة)، أكثر من المعتاد.

تثبت الأربطة المفصل في مكانه، إذ لا تستطيع عظام الحوض الحركة أو الرجوع إلى نقطة الراحة.

ترتخي هذه الأربطة بسبب التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل، فيصبح المفصل مرنًا بما يكفي ليتَّسع الحوضُ في أثناء الولادة. تصبح كل حركات الحوض الإضافية مؤلمة، وعادة ما يختفي الألم بعد الولادة.

من الذي يصاب بخلل وظيفة الارتفاق العاني؟

ترجّح إصابة النساء الحوامل بالألم في هذا المفصل.

تصاب السيدات بألم في الحوض في أثناء الحمل والمخاض وبعد الولادة، إذ قد يكون الألم في الجزء الأمامي من الحوض أو من الخلف أو من الأمام والخلف معًا.

قد لا يكون الحمل دائما هو المسبب، فقد تسبب الإصابات الرياضية أيضًا انحشار عظام الحوض أو خلعها حول منطقة المفصل.

يتآكل غضروف المفصل مع مرور الوقت بما يسمى التهاب المفاصل العظمي، فيصبح أقل قدرة على دعم عظام الحوض.

قد تؤدي حالات العدوى والالتهابات (التهاب عظم العانة) إلى أذية المفصل.

شيوع خلل وظيفة الارتفاق العاني:

يبلغ نحو 30٪ من النساء الحوامل عن أعراض خلل وظيفة الارتفاق العاني، وبعد تعرف المزيد من الناس على هذه الحالة زادت أعداد الحالات المبلّغ عنها.

أسباب خلل وظيفة ارتفاق العانة:

يفرز الجسم هرمونًا يسمى الريلاكسين في أثناء الحمل، ما يجعل الأربطة الموجودة في المفصل بين عظام الحوض اليسرى واليمنى أكثر استرخاءً. يبدأ الجسم في إنتاج هذا الهرمون باكرًا في الحمل من الأسبوع العاشر. استرخاء الأربطة على المفصل يمكّن المفصل من الحركة أكثر، وتسمح هذه الحركة الإضافية لعظام الحوض اليمنى واليسرى بالاتساع عندما يحين وقت الولادة.

هذه التغييرات في حركة عظام الحوض تجعل الولادة المهبلية ممكنة.

الأعراض:

يعتمد الألم على كيفية توزيع الوزن والضغط في جميع أنحاء الجسم، إذ إن الطريقة التي يتحرك بها الجسم قد تجعل الألم يتحسن أو يسوء.

في حال الحمل، قد يضغط وزن الجنين على المفصل، جاعلًا الألم أسوأ، ويسوء الألم في كثير من الأحيان كلما اقتربت الولادة.

تتضمن الأعراض الأخرى ما يلي:

  •  انزعاجًا خفيفًا.
  •  ألمًا مفاجئًا في الجزء الأمامي أو الخلفي من الحوض.
  •  ألمًا ثابتًا ينتشر في جميع أنحاء أسفل البطن والظهر والفخذ والعجان، وهي المسافة بين فتحة الشرج والفرج، إضافة إلى الفخذ والساق.

قد تؤدي بعض الحركات إلى تفاقم الألم، مثل:

  •  المشي، إذ قد يُلاحظ صوت نقر عند المشي.
  •  الانحناء إلى الأمام.
  •  الصعود أو النزول على الدرج.
  •  تعديل الوضعية في السرير.
  •  الدخول والخروج من السيارة.
  •  الوقوف على ساق واحدة أو رفع الساق.
  •  النهوض من السرير أو من الكرسي.

قد تظهر أعراض أخرى غير الألم أيضًا، مثل:

  •  صعوبة في التبول أو التبرز.
  •  الشعور بالتعب دون مبرر.
  •  سماع صوت فرقعة من الحوض.

قد يؤثر الألم وعدم الراحة على الصحة النفسية، وقد يساهمان في ظهور أعراض مثل اكتئاب ما بعد الولادة. إذا كانت هناك أعراض مثل الاكتئاب، فمن الأفضل التحدث مع الطبيب للحصول على المساعدة.

تشخيص خلل وظيفة الارتفاق العاني؛

توجد طرق مختلفة للتأكد من وجود خلل في وظيفة الارتفاق العاني أم لا.

سيتحقق الطبيب من التاريخ الطبي لمعرفة ما إذا كان هناك حمل، أو إذا كان هناك إصابات قد ألحقت الضرر بمفصل الارتفاق العاني.

قد يجري الطبيب فحصًا للتحقق من المضض أو الألم أو التورم، وفحصًا لمعرفة مدى سهولة القيام بحركات معينة.

قد يفحص الطبيب مفصل الحوض بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية أو الأشعة السينية.

في أثناء الحمل سيصور الطبيب الجنين تصويرًا آمنًا.

علاج خلل وظيفة الارتفاق العاني:

عادةً ما يختفي الألم بعد بضعة أشهر من الولادة، وبمجرد أن يتوقف الجسم عن إنتاج الريلاكسين، تتوتر الأربطة مرة أخرى، وتقل حركة المفصل.

في أثناء ذلك، تستطيع المريضة مناقشة الطبيب لاتخاذ أفضل قرار لتدبير الألم، وتتضمن بعض الخيارات ما يلي:

  •  تناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
  •  ارتداء أحذية مريحة.
  •  وضع كيس من الثلج على منطقة الحوض.
  •  النوم مع وسادة بين الساقين.
  •  ارتداء حزام الحمل (حزام دعم الحوض).
  •  الضغط على الساقين معًا عند الخروج من السيارة.

قد يساعد الحصول على رعاية خاصة في تدبير الأعراض.

قد يقترح الطبيب أمورًا مثل مراجعة معالج فيزيائي أو معالج تقويم العمود الفقري أو اختصاصي الوخز بالإبر، أو مدلكًا لتخفيف التوتر والضغط في الجسم.

ستتعلم المريضة عدة تمارين للتمدد، إضافةً إلى تمارين ستساعد على حماية منطقة الحوض وتساعد أيضًا على الاستقرار. ستكون التمارين الممارسة في أثناء الحمل مختلفة عن تلك التي يوصي بها الطبيب بعد الحمل.

من المهم جدًا تعلّم كيفيّة التحرك بأمان، فعند الشعور بالألم، من الطبيعي التحرك للحصول على الراحة، ومن السهل التصحيح الزائد ووضع الكثير من الضغط على المفاصل الأخرى في هذه العملية.

الوقاية:

لا يمكن منع ألم مفصل الحوض في أثناء الحمل، ولكن يمكن حماية منطقة الحوض من الإصابة بممارسة التمارين الرياضية معتدلة الشدة وارتداء أحذية مريحة تدعم القدمين.

التوقعات:

يجب أن يختفي الألم خلال ستة أشهر من الحمل.

إن لم يحدث ذلك، من الأفضل التحدث مع الطبيب لمعرفة ما إذا كانت هناك أشياء أخرى قد تسبب عدم الراحة، إذ قد يساعد الطبيب في إيجاد طرق لتدبير الألم الذي يؤثر على الحياة اليومية.

ما الفرق بين خلل وظيفة ارتفاق العانة وانفراق العانة؟

كلاهما يصيب مفصل الارتفاق العاني، فالألم والحساسية في منطقة الحوض شائعان في خلل وظيفة الارتفاق العاني، وذلك بسبب الحركة التي تتجاوز المعتاد في هذا المفصل.

في حالة انفراق العانة، ينفصل المفصل تمامًا، وقد ينفصل بسبب الضغط في أثناء الولادة. في بعض الأحيان ينفصل المفصل إذا استخدم الطبيب ملقطًا في الولادة أو اضطر إلى قطع المفصل ليمر الطفل من خلاله، أي(قطع الارتفاق). إن انفراق الارتفاق العاني أمر نادر الحدوث، ويحدث في 1 من 300 إلى 1 من 3000 ولادة مهبلية.

اقرأ أيضًا:

ألم الحوض: الأسباب والعلاج

ألم الحوض عند النساء: الأسباب والعلاج

ترجمة: سوزان عبّود

تدقيق: نور حمود

المصدر