يوجد طرائق جيدة قليلة لبناء الثروة ومنها شراء الأسهم، إذ يبحث أغلبية الناس عن تأمين أنفسهم ماليًا من أجل التقاعد، بالتزامن مع انخفاض أعداد أرباب العمل الذين يقدمون معاشات سخية للعاملين لديهم.

ولكن على الرغم من ذلك، لا تتسرع في قرارك دون أن تتوقف قليلاً وتسأل نفسك هذه الأسئلة، لأنك قد لا تكون جاهزًا للاستثمار كما تعتقد.

إليك هذه الأسئلة الخمسة لتجيب عنها.

1- هل أنا مُعفى من الديون ذات أسعار الفائدة العالية؟

دعنا نبدأ بالديون، إنه لأمر عادي وطبيعي أن يكون لديك رهن عقاري تقوم بدفع أقساط عليه، ومعظم القروض السكنية هذه الأيام مرتبطة بمعدلات فائدة منخفضة جدًا. ولكن امتلاكك ديونًا ذات معدلات فائدة عالية يعد مشكلة كبيرة، كَدَين البطاقة الائتمانية.

تتراوح أسعار الفائدة للبطاقات الائتمانية في هذه الأيام بين 11-19%، التي تعد عالية جدًا. ولكن الوضع يزداد سوءًا، فالعديد من مُصدّري البطاقات سيرفعون معدل الفائدة إلى 25% أو حتى إلى ما يقارب 30% إذا دفعت فاتورة متأخرة أو ارتكبت مخالفة أُخرى. يمكن أن تمنعك معدلات مثل هذه نهائيًا من التقدم المالي في الحياة، ومن الممكن حتى أن تؤدي إلى كوارث مالية.

لذلك قبل أن تفكر في الاستثمار، عليك التخلص من ديونك (على الأقل الديون ذات معدلات الفائدة العالية).

2- هل أدخر مالاً كافيًا لحالات الطوارئ؟

الآن، هل أنت مستعد لمواجهة عقبة مالية كبيرة؟ مثلًا، إذا خسرت وظيفتك، أو راكمت بعض الفواتير الطبية الكبيرة، أو احتاجت سيارتك إلى محرك جديد، ستحتاج إلى المال لمواجهة هذه الصعاب.

ولهذا السبب، أي شخص غير مستقل ماليًا يجب عليه ادخار مال كافٍ لتغطية أساسيات مهمة مثل الطعام وتكاليف السكن والمواصلات والضرائب والتأمين وما إلى ذلك، قبل إنشاء محفظة الأسهم.

3- هل سأستثمر على المدى الطويل؟

إذا كنت تستثمر في سوق الأسهم، من المهم أيضًا أن تستثمر على المدى الطويل، ربما حتى فترة تقاعدك بعد عشرين سنة.

الاستثمار قصير الأجل لا ينتمي إلى سوق الأسهم، وذلك بسبب احتمالية وقوع أي حدث في هذا السوق في السنوات التالية المقبلة، التي من ضمنها انهيار السوق قبل قرار البيع بفترة قليلة.

إذا كنت تخطط للبقاء في السوق مدة خمس سنوات، أو عشر سنوات، سيكون لديك فرصة جيدة للخروج من أي انتكاس أو انكماش في هذا السوق. مع الأخذ بالحسبان أن معظم الإصلاحات أو الانهيارات لا تدوم مدة طويلة.

4- هل أريد أن أكون مستثمرًا نشطًا أم سلبيًا؟

إذا كنت تريد شراء الأسهم، يوجد شيء مهم عليك فهمه، وهو الفرق بين الاستثمار الإيجابي (أو النشط) والاستثمار السلبي.

يتصرف المستثمرون النشطون كما تتخيل على الأرجح، إذ يبحثون ويشترون ويبيعون مختلف الأوراق المالية بنحو متكرر نسبيًا مع مرور الوقت. وفي المقابل، المستثمرون السلبيون يفضلون الاستثمار قليل الرسوم، إضافة إلى استثمار صناديق المؤشرات المتعلقة بالسوق الخارجي، التي ببساطة تمتلك الأوراق المالية نفسها الموجودة في المؤشر الذي يتّبعونه.

لا يمكن اعتبار الاستثمار في صناديق المؤشرات تباطؤًا في استراتيجية الاستثمار أيضًا، إذ يمكنك جلب المال منه بدلًا من أن تكسب ببساطة العائد نفسه تقريبًا في سوق الأوراق المالية الإجمالي، عامًا بعد عام.

وعندما توضَع الصناديق المشتركة التي تدار بنحو فعال أمام مؤشراتها المرجعية، فإنها تميل إلى التقليل من أدائها على فترات طويلة، لذلك بكل تأكيد يجب عليك النظر في جمع مبالغ مهمة ببساطة وبنحو منتظم في صندوق أو أكثر من صناديق المؤشرات، التي تستغرق وقتًا ومهارة أقل بكثير.

5- هل أملك توقّعات عقلانية؟

أخيرًا، للتأكد من إدراكك لتوقعات معقولة فيما يتعلق بشراء الأسهم. إليك -مثلًا- أن متوسط العائد السنوي لسوق الأوراق المالية قريب من 10% على مدى فترات طويلة، لذلك توقعك بنمو رصيد أموالك بنسبة 20% أو 30% كل سنة ليس معقولاً. وبالمثل، عليك توقع التقلبات على مدى فترات طويلة، سوق الأسهم دائم الارتفاع، ولكنه يواجه بعض التقلبات بالتأكيد.

وهنالك تصحيحات صغيرة وموجزة تحدث بنحو متكرر إضافة إلى انهيارات كبيرة نادرة نوعًا ما، عندما يهبط السوق بنسبة 30% أو أكثر. تلك الانهيارات قد تكون مخيفة حقًا، ولكن بيع الأسهم في حالة من الذعر، عندما يهبط السوق، لا يمكن اعتباره طريقة جيدة لإدارة المحفظة المالية.

فبدلًا من ذلك، يجب عليك توقع التقلبات وأن تكون مستعدًا للاستفادة منها، وذلك بشراء المزيد من الأسهم عندما تكون معروضة للبيع. إضافة إلى إدراكك أن الأسهم الفردية ترتفع وتتوقف أحيانًا وتصمم على التماسك في مكانها، طالما أن مستقبل الشركات يبقى واعدًا، ولا يبدو على أسهمها أنها مبالغة في قيمتها.

فشركات مثل أمازون ونيتفلكس، مثلًا، لديها أداء أسهم جيد على المدى الطويل، ولكن لا يخلو الأمر من هبوط حاد أحيانًا والتعافي منه في أحيان أخرى.

إن عملية شراء الأسهم وبيعها تعد أمرًا ذكيًا وممتعًا في الوقت نفسه، وذلك لبناء ثروة بمرور الوقت، وخاصة لتأمين وضعك المالي من أجل التقاعد. لا تُعوّل على الضمان الاجتماعي لتوفير دخل كافٍ. ستحتاج إلى أصول إضافية خاصة بك، لذلك عندما تكون مستعدًا عليك الاستثمار في الأسهم.

اقرأ أيضًا:

كل ما تود معرفته عن الاقتصاد التطوري

الاقتصاد المستقل

ترجمة: صقر التركاوي

تدقيق: طارق طويل

مراجعة: حسين جرود

المصدر