لا يسهل دائمًا التحدث عن الأشياء الغريبة التي تحدث في أجسامنا. وفي الواقع، قد يكون الاعتراف بأمرٍ لا يبدو مُقنعًا محرجًا جدًا، لأننا لا نريد أن يقلل أي شخص مما نواجهه بالضحك عليه أو تكذيبه، والتعبير اللفظي عن وجود خطأ ما يكون مخيفًا لأنه قد يصبح أكثر واقعية.

لكن لا يجب علينا التعامل مع المخاوف الصحية لوحدنا لأن الأطباء موجودون دائمًا لإجابة أي أسئلة قد تجول في الخواطر، حتى الخاصة منها، لأنهم سبق وتعاملوا معها أو شاهدوا حالات شبيهة بها. وفي حال وجود أي خلل صحيّ سوف يساعدون على تجاوزه.

وهنا بعض الأسئلة المحرجة التي ربما واجهها الناس في حياتهم الخاصة وسيجيبها الأطباء

1) هل لون إفرازاتي المهبلية طبيعي؟

قد يختلف لون الإفرازات المهبلية قليلًا ويتعلق ذلك بعوامل كثيرة، ومنها أطوار الدورة الطمثية. أما الإفرازات الصفراء أو الخضراء أو الرمادية فربما تشير إلى وجود مشكلة ما، وغالبًا ما تدل الإفرازات البيضاء السميكة القشدية على وجود عدوى فطريّة. ولا يضر أبدًا أن تسأل الأنثى طبيبها الخاص عن لون الإفرازات الطبيعي.

يقول طبيب النساء والتوليد أولواتوسين غوجي: «على الأنثى أن تكون مستعدة لمناقشة لون الإفرازات وقوامها ورائحتها، وكذلك وجود أي حكة وما إذا كانت تبدو مرتبطة بممارسة الجنس أو الدورة الشهرية».

2) هل ينبغي أن أقلق حول رائحة المهبل الغريبة؟

عمومًا، إذا كان للمهبل رائحة قوية تصفها المرأة بأنها شبيهة برائحة السمك قد تكون علامة على التهاب المهبل الجرثومي، وهو عدوى مهبلية شائعة جدًا تحدث عندما يضطرب توازن الحموضة المهبلية. ويُعالج الالتهاب بالمضادات الحيوية بمختلف أشكالها حبوبًا أو مراهم. ووفقًا للطبيب غوجي فالمعرفة هي المفتاح، لأن التهاب المهبل الجرثومي ينعكس كثيرًا على الحالة العاطفية والنفسية.

3) هل يعد إطلاق الغازات باستمرار أمرًا سيئًا؟

إن إطلاق الغازات أو إطلاق الهواء الزائد عبر القناة الشرجية أمرٌ طبيعي حتى أنه قد يكون مضحكًا عند الأطفال، وتوجد الكثير من الأسباب التي قد تؤدي إلى إطلاق الكثير من الغازات، ومنها الأدوية والنظام الغذائي وحتى الولادة. وفي بعض الأحيان قد يكون علامة على توقف التنفس في أثناء النوم أو نادرًا سرطان القولون، لذلك إذا استمر إطلاق الغازات المتكرر يجب التحدث إلى الطبيب.

تقول طبيبة الهضمية كريستين لي: «إذا كان إطلاق الغازات المتكرر يجعل الانسان غير مرتاح أو كان يؤثر سلبًا في حياته فيجب أن يستشير الطبيب ليجري الفحوصات اللازمة».

4) أنا أتبول كثيرًا، فما هو عدد مرات التبول الطبيعي؟

وفقًا لطبيب المسالك البولية بيتر باجيك، يعتمد الأمر حقًا على ما يُشرَب، مثلًا، قد يسبب الكحول والكافيين في القهوة تبوّلًا أكثر من المعتاد، أيضًا عدد مرات الشرب وحتى حجم المثانة. ويتبول بعض الناس عشر مرات في اليوم، بينما يتبول آخرون أربع مرات في اليوم. لذلك يختلف عدد مرات التبول من يوم لآخر.

ولكن إذا اختلفت عادات التبول فجأةً، فقد يدل ذلك على حدوث شيء ما. فقد يعني الاضطرار إلى التبول مراتٍ أكثر على وجود إصابة بعدوى في المسالك البولية أو فرط نشاط المثانة أو السكري.

5) أستيقظ في الليل للتبول، ماذا يحدث؟

عندما نتقدم في العمر يزداد عدد مرات التبول كثيرًا ويتضمن ذلك التبول في الليل ولكن، إذا كان عمر الإنسان بين 65 و 70 عامًا ويتبول أكثر من مرتين في الليلة أو أكثر من 70 عامًا ويتبول أكثر من ثلاث مرات كل ليلة، قد يدعو ذلك للقلق.

وتقول طبيبة المسالك البولية إميلي سلوبنيك: «إذا كان الشخص يتبول أكثر من 10 مرات خلال 24 ساعة فربما هذا أكثر من اللازم وعلامة على وجود مشكلات البروستات أو داء السكري».

وعمومًا، إذا أصبح انقطاع النوم للتبول ليلًا مزعجًا، فيجب محاولة تحديد تناول السوائل ليصبح آخر موعد لشرب شيء قبل ساعتين من موعد النوم وتناول أي نوع من مدرات البول في فترة ما بعد الظهر، أيضًا يجب الانتباه لما يؤكل أو يُشرب لتحديد السبب الذي يدفع للاستيقاظ ليلًا للتبول.

6) ما هي رائحة ولون البول الطبيعي؟

عندما يتمتع الانسان بصحة جيدة ولا يعاني الجفاف أو نقص السوائل، يتراوح لون البول لديه ما بين الشفاف عديم اللون إلى لون يشبه القش أو العسل. أما إن كان يعاني الجفاف فسيكون البول أكثر تركيزًا أي أقرب للون الأصفر أو الكهرماني الغامق.

وأضاف الطبيب باجيك: «من الطبيعي أن يختلف لون البول من يوم لآخر، ولكن يجب أن يبقى ضمن تدرجات اللون الأصفر».

فربما تشير التغيرات الجذرية إلى مشكلات قد تكون خطيرة، مثل وجود الدم في البول أو خلل ما في وظيفة الكبد، وربما تكون تغيرات عابرة مثل تناول أطعمة معينة غيرت لون البول.

لا ينبغي وجود رائحة للبول. لكن يظن الطبيب باجيك أن الجفاف قد يكسب البول رائحة طفيفة، بالإضافة إلى أن شاربي القهوة قد يلاحظون نفحة من شيء مختلف في بولهم.

قد تشير رائحة الأمونيا إلى التهاب المسالك البولية أو حصوات الكلى. ويكون البول الذي تنبعث منه رائحة حلوة أو شبيهة برائحة الفواكه دلالة على ارتفاع مستويات السكر في الدم.

7) أواجه مشكلة في التبول، ماذا يعني ذلك؟

من الشائع مواجهة الرجال صعوبة في التبول، خاصة مع تقدمهم في العمر من 50 عامًا وما فوق. وغالبًا يحدث هذا بسبب تضخم البروستات مع العمر، لكن الاهتمام بشرب السوائل والتبول عند الحاجة وتجنب المكملات الغذائية تُعد كلها حلولًا جيدة.

يقول طبيب المسالك البولية براد جيل: «عندما يضطر أحدهم للذهاب والتبول، عليه أن يذهب فحسب، يجب ألّا يمنع الشخص نفسه لأن المثانة ليست بأفضل حالاتها مثل مثانة الشباب الأصغر سنًا».

8) هل لون البراز لديّ طبيعي؟

يخبرنا الطبيب لي، أنه ليس غريبًا أن يتغير لون البراز، فمثلًا، إذا كان الشخص يأكل الكثير من الخضار الورقية الخضراء -الذي يعد أمرًا جيدًا- قد يتلون البراز باللون الأخضر أيضًا. ولكن قد يشير البراز الأخضر إلى تأثير جانبي لبعض الأدوية التي تغير فلورا الأمعاء أو الإصابة بمتلازمة الامعاء الهيوجة أو الطفيليات أو حتى الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية.

بالإضافة إلى ذلك، يتلون البراز بأي لونٍ ليشير إلى مشكلة ما تحدث في الجسم باستثناء اللون البنيّ الطبيعي له، أي قد يكون محمرًا أو رماديًا أو مصفرًا أو أسود اللون.

وذكر الطبيب لي أيضًا أننا قد نرى البراز بأشكال مختلفة، ففي الحالة المثالية يبدو مثل قطعة خشب مع شقوق على السطح، أو نرى البراز المائي أو شديد السيولة وقد يشير إلى تسمم غذائيّ أو بعض المشكلات الهضمية الأخرى، وعند المعاناة من إسهال ثابت، فيجب استشارة الطبيب بالتأكيد.

9) ما سبب رائحة الأقدام الكريهة؟

رائحة الأقدام النتنة ليست لطيفة أبدًا لكنها قد تكون جيدة، فإذا كان الإنسان رياضيًا أو يمارس الرياضة بانتظام، ستنبعث رائحة كريهة من القدمين حتمًا.

وتشبه رائحة القدمين الخل عندما تتعرق كثيرًا، وتتفاعل الرطوبة مع البكتيريا الموجودة على الجلد وتخلق منتجًا ثانويًا حمضيًا تنبعث منه رائحة الخل، وذلك وفقًا للطبيبة جوي رولاند.

ونذكر من الأسباب المرضية لرائحة الأقدام الكريهة الحالات التي تجعلنا نتعرق تعرقًا مفرطًا مثل مرض السكري، أو باركنسون، أو اضطرابات الغدة الدرقية أو اضطراب فرط التعرق.

لذلك يوصي الأطباء بغسل الأقدام يوميًا وارتداء الجوارب، وأيضًا تبديل الأحذية، كل ذلك قد يساعد على تخفيف الرائحة المزعجة.

10) أتصرف بما أحلم به في الليل دون أن أشعر، ماذا يجري؟

عندما نصل إلى مرحلة نوم حركة العين السريعة أو REM فترة النوم التي نحلم فيها أكثر من غيرها، يصاب الجسم بالشلل، وذلك ليحمينا من التحرك كما في أحلامنا وأذية أنفسنا أو أذية شركائنا.

ولكن إذا عانى أحدهم من اضطراب نوم حركة العين السريعة RBD فإن العضلات لن تكون مشلولة خلال النوم، ما يعني أنه قد يتحدث في أثناء نومه أو يتحرك ولا يعرف ذلك. وتقول مختصة النوم والأعصاب ماري هورفات: «نظرًا لأن الاضطرابات في جذع الدماغ أو الدماغ لم تعد تشل حركتنا، فإن العضلات حرة من الرقابة وسوف تنفذ الأحداث التي نحلم بها».

لا يسبب هذا توترًا في العلاقة مع الشريك فحسب، بل يرتبط أيضًا بتطوير بعض الاضطرابات العصبية التنكسية مستقبلًا.

وللتخفيف من آثار هذا الاضطراب، قد يفيد تناول الأدوية لعلاج RBD وتزويد السرير ببعض وسائل الحماية لضمان السلامة عند النوم وطلب المساعدة من الطبيب لتحديد أفضل طريقة علاج للحالة.

اقرأ أيضًا:

في تلك الحالات فقط عليك التحدث مع الطبيب بشأن صداعك!

هل تدل الإفرازات البيضاء على الحمل؟ وما دلالة باقي الألوان؟

ترجمة: تيماء القلعاني

تدقيق: لين الشيخ عبيد

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر