نتحدث في هذه المقالة عن مفهوم الصداقة بين الأزواج، وكيفية تحسينه للرومانسية ومشاعر المودة و العلاقات الحميمية بينهم.

في أثناء جمع المعلومات من أجل دراسة تتحدث عن صداقات النساء، قالت امرأة في الستينيات من عمرها: «مع أن حياتي كانت مليئة بالصديقات العزيزات -وزوجي أيضًا كان لديه عدة أصدقاء- كان زوجي صديقي المفضل، وأعتقد أن هذا هو سر زواجنا، وكانت العلاقة الحميمية بيننا جيدة جدًا. أعتقد أننا بصداقتنا هذه استطعنا تجاوز الأوقات العصيبة التي مررنا بها، وبقينا معًا عندما أصبحت الحياة صعبة وقاسية ومملة. أمضينا معًا 40 عامًا قبل وفاته».

قالت أيضًا 44% من المشارِكات في إحدى الدراسات إن شريكهن العاطفي هو أفضل صديق لهن، ويبدو أن وراء هذا الأمر سرًا ما! إذ نشر الباحثون سنة 2013 دراسة أظهرت أن الأزواج الرومانسيين الذين يقدرون جانب الصداقة في علاقتهم يملكون سلاحًا سريًا يُمكّنهم من حل المشكلات والاضطرابات التي قد تحدث في علاقتهم في أي وقت. إضافةً إلى ذلك، أفاد الأزواج بأن الحُب والالتزام العاطفي بينهم ازداد بمرور الوقت، وازدادت المتعة في العلاقة الحميمية أيضًا.

يجعلنا ما سبق نطرح السؤال التالي: هل الزواج الذي تسوده مشاعر الصداقة والحب والرومانسية بين الزوجين سيؤثر في سير العلاقة إيجابيًا؟ الجواب: نعم. إذ ذكرت عدة دراسات أن العلاقة الحميمية بين الزوجين تصبح أفضل عندما يدعم الزوجان بعضهما كما لو كانا صديقين.

لوحظ في الآونة الأخيرة -مع انتشار الوباء العالمي وتزايد بقاء الأزواج في المنزل- توتر العلاقات وارتفاع نسبة الخلافات بين الأزواج، لذلك بدت فكرة الصداقة في العلاقة الزوجية مكونًا ضروريًا وأساسيًا لنجاحها وجعلها أكثر رومانسية.

سبع قواعد لتحسين علاقتك الرومانسية - جعل العلاقة الحميمية بين الأزواج أفضل - تحسين مشاعر المودة التي تعبر عن مفهوم الصداقة بين الأزواج

طُلب من الأزواج المشاركين في الدراسة كتابة 5-7 قواعد يطبقونها على علاقاتهم مع أصدقائهم، ثم طُلب منهم مناقشة تلك القواعد معًا عبر طرح الأسئلة التالية: كيف استطاعوا اختيار أصدقائهم وتطبيق تلك القواعد والمعايير في التعامل معهم؟ ماذا يحدث عندما لا يلتزم أحد الأصدقاء بتلك القواعد أو عندما لا يحقق التوقعات المرجوة منه؟ ماذا يحدث عندما لا يلتزم الأزواج بمعايير الصداقة -التي وضعوها- في تعاملهم مع صديق ما؟

طُرحت عدة أسئلة ومواضيع مهمة في هذه الدراسة، ومنها سؤال الأزواج عن نقاط التشابه والاختلاف في القواعد التي يتوقعون أن أصدقاءهم قد وضعوها أيضًا، وطُلب منهم الحديث عنها بلطف دون انتقاد أو استنكار. طُلب لاحقًا من الأزواج تطبيق تلك القواعد والمعايير على بعضهم، دون الاهتمام بالاختلافات التي قد يجدونها خاصةً في البداية، إذ إنها غالبًا اختلافات سطحية غير مهمة أو هي اختلاف في صياغة الأفكار فقط، لكن أحيانًا قد تكون اختلافات تقليدية معروفة بين الذكور والإناث، كأن تركّز النساء -في حديثها عن الأصدقاء- على المشاعر أكثر من الرجال، لكن بالمقابل من الصعب افتراض أن الرجال لا يشاركون مشاعرهم أيضًا مع أصدقائهم، أو أن النساء أفضل منهم في هذا الأمر. ثم سُئل الأزواج هل يطبقون تلك القواعد على شركائهم كما يطبقونها على أصدقائهم؟ فوجئ العديد من الأزواج بهذا السؤال، إذ أدركوا أنهم لا يعاملون شركاء حياتهم بنفس الاهتمام والإخلاص الذي يقدمونه لأصدقائهم.

فيما يلي سبع قواعد في علاقات الصداقة وُجد أنها مفيدة جدًا في العلاقات الزوجية:

  1.  الصديق الحقيقي هو شخص صادق، لا يحرجك أو يعاملك بقسوة.
  2.  الصديق الحقيقي لا يتحدث عنك بالسوء في غيابك.
  3.  الصديق الحقيقي يدعم جهودك من أجل تحقيق أهدافك في حياتك الشخصية والمهنية.
  4.  الصديق الحقيقي لا يعاملك بوصفك خادمًا أو موظفًا لديه.
  5.  الصديق الحقيقي يستمع إليك وإلى همومك ومشكلاتك.
  6.  قد تحصل بعض الخلافات مع صديقك، لكن الصديق الحقيقي لا يحاول التقليل من مكانتك أو إحراجك.
  7.  الصديق الحقيقي يحميك ويدافع عنك ويحترمك ولا يتجاوز حدوده معك.

ليس من الضروري وجود القواعد السابقة كلها، لكن لا بأس من وجود أكبر قدر منها.

حاول تطبيق قواعد الصداقة الخاصة بك على شريكك العاطفي، إذ سينعكس ذلك إيجابيًا على علاقتكما، وستجد فرقًا كبيرًا، الآن وفي المستقبل أيضًا.

اقرأ أيضًا:

ما سر السعادة الزوجية؟

خمس صفات عليك البحث عنها في شريك حياتك

ترجمة: د. يوسف الجنيدي

تدقيق: نغم رابي

مراجعة: أكرم محيي الدين

المصدر