سرطان القولون والمستقيم من السرطانات الشائعة، وقد يؤدي إلى تداعيات صحية سيئة. يستمر البحث حول عوامل الخطر المرتبطة به وما يمكن أن يفعله الأشخاص لتقليل هذا الخطر.

على الرغم من أن البحوث حول السرطان قد تقدمت كثيرًا، فإننا لانعرف لماذا يصاب بعض الأشخاص بأنواع معينة من السرطان.

سرطان القولون والمستقيم قد يكون خطيرًا وأحيانًا قاتلًا. يواصل الخبراء بحثهم لفهم الطرق التي يمكن بها تقليل خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان.

أجريت دراسة نُشرت في مجلة”NUTRIENTS”حول خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وارتباطه بتناول بعض الأطعمة والعناصر الغذائية.

بتحليل البيانات من أكثر من 118000 مشارك، اكتشف الباحثون أن تناول الكحول والخبز الأبيض يترافق مع زيادة في خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، بينما كان تناول كميات أكبر من الألياف والمواد الغذائية مثل الكالسيوم والمنجنيز مرتبطًا بانخفاض الخطر.
ستساعد المزيد من الأبحاث في تأكيد هذه النتائج وربما تقديم الإرشادات.

أي الأطعمة قد تكون واقية؟

أراد الباحثون في هذه الدراسة فهم تأثير تناول الطعام والعناصر الغذائية على ظهور سرطان القولون والمستقيم، ولاحظوا أن بعض الأطعمة والعناصر الغذائية تحمل خطرًا يمكن للأشخاص تعديله، مما يجعله مجالًا هامًا للبحث.

لإجراء تحليلهم، استخدموا بيانات من البنك الوراثي في المملكة المتحدة ”U. K. Biobank”، الذي يوفر معلومات كبيرة.

فحصوا العلاقة بين 139 نوعًا من الأطعمة والعناصر الغذائية وخطر سرطان القولون والمستقيم. وألقوا نظرةً على كيفية تفاعل هذا الخطر مع القابلية الوراثية لسرطان القولون والمستقيم.

بصفة عامة، شملت الدراسة 118210 مشاركين، تابعوهم مدةً تقارب 13 عامًا. خلال فترة المتابعة، سجلت 1466 حالة من سرطان القولون والمستقيم.

جمع الباحثون بيانات حول استهلاك الطعام من استبيانات غذائية لمدة 24 ساعة. أكمل جميع المشاركين في التحليل ما لا يقل عن اثنين من تقييمات النظام الغذائي عبر الإنترنت لمدة 24 ساعة.

استُبعد المشاركون الذين كانوا يعانون بالفعل من سرطان القولون والمستقيم في بداية الدراسة.

عدّل الباحثون التحليل بناءً على عدة متغيرات تعتمد على مستوى التعليم و سوابق العائلة من سرطان القولون والمستقيم ومؤشر كتلة الجسم ومستويات النشاط البدني.

أنشأ الباحثون أيضًا درجات خطر وراثية متعددة لمشاركي الدراسة، إذ تساعد هذه الدرجات في تحديد خطر إصابة شخص ما استنادًا إلى جيناته. وقد وجدوا بعض الخصائص المميزة لدى المشاركين الذين تطورت لديهم حالات من سرطان القولون والمستقيم.

على سبيل المثال، كانوا أكبر سنا، وكان لديهم مؤشر كتلة وزن أكبر (BMI)، وكان لهم مستوى أقل من النشاط البدني.

وجدت الدراسة أن الخبز الأبيض والكحول مرتبطان بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

بينما كانت الألياف الغذائية والكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور جميعها مرتبطة بخطر إصابة أقل بسرطان القولون والمستقيم.

لم تجد الدراسة بعد دليلاً على أن لجينات المشاركين تأثيرًا على الخطر المتعلق بتناول العناصر الغذائية، وقد تكون تأثيرات هذه المخاطر مختلفة بين الرجال والنساء، لكن الدراسة أفادت بعدم وجود أي عامل غذائي يرتبط بشكل كبير بمخاطر سرطان القولون والمستقيم عند النساء.

لاحظ الدكتور برايان بلاك، طبيب عظام معتمد ومتخصص في طب العائلة وطب الطوارئ، الذي لم يشارك في هذه الدراسة، أن نتائج الدراسة تدعم المعطيات الحالية التي تشير إلى أن الكحول والخبز الأبيض مرتبطان بشكل كبير بخطر الاصابة بسرطان القولون والمستقيم.

وأضاف: «تندرج هذه النتائج ضمن فهم أوسع للتأثيرات الضارة المحتملة للحميات الغذائية الغنية بالكربوهيدرات المكررة وارتباطها بمخاطر الإصابة بالسرطان».

حدود الدراسة والبحث المستمر:

تُضيف هذه الدراسة عمومًا معلومات حول العوامل المرتبطة بخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، ومع ذلك، يجب أيضًا مراعاة قيودها.

أولاً، ارتكزت الدراسة أساسا على سكان أوروبا، ما يعني أن النتائج قد لا تكون قابلة للتطبيق بنفس القدر على مجموعات أخرى. ويشير الباحثون إلى أنهم كانوا مقيدين إلى حد ما في قدرتهم على دراسة التأثيرات المستقلة لبعض العناصر الغذائية.

علاوةً على ذلك، قُدمت بعض البيانات من المشاركين أنفسهم، ما قد يؤدي إلى حدوث أخطاء.

يُشير الباحثون إلى أن الدراسات المستقبلية يمكن أن تساعد في تأكيد ما وجدته هذه الدراسة، ويمكن أن تستكشف بشكل أكبر الفرق بين الرجال والنساء فيما يتعلق بخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

أشار ميلر إلى إمكانية تناول الأبحاث المستقبلية للفرق بين مصادر العناصر الغذائية النباتية والحيوانية وتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

ذكر الباحثون أيضًا أن تناول الكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور بكميات كبيرة كان مرتبطًا بخطر أقل للإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

توجد العناصر الغذائية هذه في الأطعمة سواء كانت نباتية مثل القمح والبقول والمكسرات والبذور، أو حيوانية مثل منتجات الألبان واللحوم والفواكه البحرية، لكن نسبتها في الأطعمة النباتية أقل، ولذلك يصعب الاستنتاج بأن تقليل خطر سرطان القولون والمستقيم سيكون متساويًا بين مصادر العناصر الغذائية الحيوانية والنباتية، ويحتاج ذلك إلى إجراء تجربة تدخلية إضافية للتأكد من ذلك.

تأثير سرطان القولون والمستقيم:

يشمل سرطان القولون والمستقيم جميع أنواع سرطان الأمعاء الغليظة والمستقيم.

قد يتطور سرطان القولون والمستقيم من الأورام التي تتشكل على الجدران الداخلية للأمعاء الغليظة أو المستقيم.

أشار مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أن سرطان القولون والمستقيم سبب رئيسي للوفاة الناتجة عن السرطان في الولايات المتحدة.

قد يكتشف الأطباء سرطان القولون والمستقيم في وقت مبكر، ما يعطي فرصة أفضل للعلاج الفعّال. ولهذا السبب يُركّز كثيرًا على الفحص المبكر لهذا النوع من السرطان.

يهتم الباحثون أيضًا بفهم عوامل الخطر للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وتشمل عوامل الخطر: العمر المتقدم، والسوابق العائلية لسرطان القولون والمستقيم، والحمية الغذائية التي لا تحتوي على قدر كاف من الفواكه والخضروات بالإضافة إلى السمنة.

اقرأ أيضًا:

متى عليك البدء بإجراء اختبارات التصوير للكشف عن سرطان القولون والمستقيم؟

الأدوية الخافضة للضغط قد تقلل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم

ترجمة: إيمان مشماشي

تدقيق: علي بلوه

المصدر